جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

دراسة إسرائيلية: ارتفاع مُقلق فى حوادث معاداة السامية عام 2021

معاداة السامية
معاداة السامية

كشفت دراسة أجرتها جامعة تل أبيب، أن عدد الحوادث المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم قد زاد بشكل كبير العام الماضي، ويحدد التقرير الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وأستراليا من بين الدول التي شهدت ارتفاعًا حادًا.

الحركات السياسية اليسارية واليمينية المتطرفة، والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، والمواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس في مايو الماضي، وراء ارتفاع معدلات حوادث اللا سامية، حسب الدراسة، فيما  يتزامن إصدار التقرير مع يوم إحياء ذكرى الهولوكوست في إسرائيل، والذي بدأ مساء الأربعاء.

يستند التقرير الصادر عن مركز دراسة يهود أوروبا المعاصرين في كلية العلوم الإنسانية، بجامعة تل أبيب، إلى تحليل عشرات الدراسات التي أجريت حول العالم إلى جانب معلومات قدمتها وكالات إنفاذ القانون ووسائل الإعلام والمنظمات اليهودية في مختلف البلدان.

أرقام مُقلقة

أشارت الدراسة إلى أنه في عام 2021 كانت هناك "زيادة كبيرة في أنواع مختلفة من الحوادث المعادية للسامية في معظم البلدان التي بها عدد كبير من السكان اليهود".

وجدت الدراسة أنه في الولايات المتحدة، التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، بلغ عدد جرائم الكراهية ضد اليهود المسجلة في كل من نيويورك ولوس أنجلوس ضِعف ما كان عليه في العام السابق.

في فرنسا، ارتفع عدد الحوادث المعادية للسامية المسجلة بنحو 75٪ مقارنة بعام 2020، في المملكة المتحدة، ارتفع عدد الاعتداءات الجسدية المُسجلة ضد اليهود بنسبة 78٪ مقارنة بعام 2020، وفي ألمانيا ارتفعت حوادث معاداة للسامية التي سجلتها الشرطة بنسبة 29٪ مقارنة بعام 2020، و 49٪ مقارنة بعام .2019

وشهدت أستراليا أيضًا ارتفاعًا حادًا في الحوادث المعادية للسامية المسجلة، حيث سجلت 88 حادثة في مايو وحده - وهو أعلى إجمالي شهري على الإطلاق.

لماذا ارتفعت معاداة السامية؟

ألقى معدو التقرير باللوم جزئيًا على ردود الفعل على المواجهة العسكرية بين إسرائيا وحماس في مايو 2021 بين إسرائيل حركة حماس في قطاع غزة في تصاعد الحوادث المعادية للسامية، حيث استمر القتال 11 يومًا قُتل فيها 261 شخصًا في غزة، وفقًا للأمم المتحدة، وقتل 14 شخصًا في إسرائيل.

وكذلك "الانتشار الواسع للشبكات الاجتماعية لنشر الأكاذيب والتحرير"، حيث رأت الدراسة وسائل التواصل الاجتماعي لعبت "دورًا مثيرًا للقلق بشكل استثنائي" في أحداث معاداة للسامية.

يحدد التقرير أيضًا انتشار نظريات المؤامرة المحيطة بوباء Covid-19 على أنها تغذي جرائم الكراهية ضد اليهود، وجاء في البيان الخاص بالمركز: "منذ بداية الوباء عام 2020 ، بدأت نظريات المؤامرة بالانتشار حول العالم ، متهمة اليهود وإسرائيل بنشر الفيروس"، كما أن الإغلاق المستمر أدى إلى زيادة استخدام الهواتف والشاشات مما ساهم بشكل كبير في الترويج للخطاب السام المعادي للسامية على الشبكات الاجتماعية.

 إعادة تقييم فعالية الإجراءات

هذه هي السنة الثامنة والعشرون التي ينشر فيها المركز التقرير، وقد قال البروفيسور أوريا شافيت، رئيس مركز دراسة يهود أوروبا: "شيئًا ما لا يعمل،عدد الحوادث اللا سامية، آخذة في الارتفاع، ومن السهل القول إن هناك حاجة إلى المزيد من القوانين والمزيد من الميزانيات ولكن ما هو مطلوب حقًا هو فحص شجاع وشامل لفعالية استراتيجيات العمل الحالية".

حيث تطرح البيانات المقلقة مخاوف حول جدوى التشريعات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع شركات التواصل الاجتماعي، بشأن حظر التعبيرات المعادية للسامية من منصاتها.