جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حكاية مسجد «السبع بنات»..«قبلة» الباحثات عن الزواج

مسجد السبع بنات
مسجد السبع بنات

هو واحد من أشهر المساجد في منطقة باب الخلق، ويعد أحد أسباب شهرته في أنه لا يحمل اسم محدد، وإنما يعرف باسم مسجد السبع بنات

نسجت حول المسجد العديد من القصص، فالمسجد صاحب التاريخ المعماري الذي يتجاوز 600عام، قد بني في عهد الأمير المملوكي، الأمير فخر الدين عبدالغني بن عبدالرازق بن نقولا، وهو من أصول أرمينية، وكان الحاكم في ذلك الوقت السلطان المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي الشركسي.

أسس المسجد في عام 821 هجرية/ 1418 ميلادية، وكان الهدف من بنائه أن يصبح مدرسة تلقى بها دروس التصوف والفقه على المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية، وقد دفن الأمير فخر الدين عبدالغني، في المسجد بعد وفاته في نفس العام الذي تم فيه البناء، وتم تسميته بالمدرسة الفخرية.

 وقد اختلفت الروايات حول تسمية المسجد بـ"البنات" أو "السبع بنات"، وأن سبب التسمية وفق أحد تلك الروايات هو ما ذكره عبدالرحمن الجبرتي في  كتاب"عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ويقول:"أن الأمير شيد المسجد لدفن بناته السبع العذراوات في ركن من أركانه، ويقال أن سبب وفاتهن، بسبب مرض الطاعون"، وأن الكثير من النساء أصبحوا دائمي التردد على المسجد لشدة حزنهم على بنات الأمير، وتحول الأمر فيما بعد للزيارة بهدف الدعاء للحصول على الرزق سواء بالإنجاب أو الزواج.

وفي رواية أخرى مكملة لسابقتها، أن المسجد أصبح مشهور بين أهل القاهرة بمسجد البنات، لأن أحد المشايخ، نصح بان أي فتاة تريد الزواج تأتي للمسجد يوم الجمعة أثناء الصلاة وتجلس في مكان داخل المسجد، وفي أثناء السجدة الأولى للركعة الأولى تمر الفتاة بسرعة بين الصفين، وتذهب خارج المسجد، وسرعان ما ستتزوج، دون أن تذكر الروايات اسم ذلك الشيخ، إلا أن اسم "مسجد البنات" ظل ملازمًا له طيلة تاريخه.

يقع المسجد بشارع بورسعيد بمنطقة باب الخلق، بالدرب الأحمر بالقرب من شارع الأزهر، ويتكون من صحن الجامع مكشوف يحيط به أربعة ايونات، أكبرها الإيوان الشرقي، وهو إيوان القبلة، والمحراب يتميز بالبساطة بينما المنبر مطعم بالعاج، وحول صحنه أربعة أبواب مزخرفة بالنحاس، يؤدي أحدها إلى قبر الأمير فخر الدين وأبنه، والمسجد له بابان أحدهما يطلع على شارع بورسعيد وفي هذه الجهة مئذنة الجامع وسبيل يعلوه كتاب.

وقد شيدت المئذنة الحالية للمسجد بدلُا من المئذنة الأصلية التي تهدمت، في عام 1851 على يد والدة حسن بك نجل محمد على باشا، كما أمرت بإصلاح الجهة الغربية للمسجد والتي تطل على شارع بورسعيد.

وقد خضع المسجد للعديد من عمليات الترميم منها عام1895، وأغلق في عام 1992 بعد تعرضه لتصدع شديد نتيجة زلزال 1992،واستغرق إصلاحه بواسطة هيئة الآثار المصرية 3 سنوات ليعاد افتتاحه لإقامة الشعائر مرة أخرى عام 1995.