جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ماكرون ولوبان.. هل يكتب الرئيس التقدمى تاريخ فرنسا الجديد؟

ماكرون
ماكرون

تواجه فرنسا حملة شرسة لمدة أسبوعين حول مستقبل البلاد، حيث يواجه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على مقعد رئيس الجمهورية.

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن ماكرون هو المرشح التقدمي المؤيد لأوروبا ومرحب بكافة الأطياف، ضد لوبان المناهضة للإسلام والمقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضحت الصحيفة أن ماكرون تصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي انطلقت، أمس الأحد، بنسبة 27.6% من الأصوات، متقدماً على لوبان التي حصلت على 23%، وفقاً للنتائج الأولية المتوقعة من إبسوس لصالح التليفزيون الفرنسي.

وتابعت أن ماكرون حصل على نسبة تصويت أعلى من تلك التي حصل عليها في الجولة الأولى قبل خمس سنوات، وحصل بوضوح على دعم في الساعات الأخيرة من الحملة بعد تحذيراته القاسية للناخبين لكبح اليمين المتطرف وحماية مكان فرنسا على المسرح الدبلوماسي الدولي وسط الحرب في أوكرانيا.

وأضافت أن لوبان أيضا حصلت على نسبة تصويت أعلى من تلك التي حصلت عليها قبل 5 سنوات، حيث اكتسبت الدعم بعد استغلالها أزمة تكاليف المعيشة والتضخم، والتي أصبحت مصدر قلق الناخبين.

وأوضحت الصحيفة أن دعم مرشح اليسار المتشدد «ميلينشون» لماكرون يرجح كفته في جولة الإعادة، وهو نفس الحال لباقي المرشحين الرئيسيين، حيث دعم الجميع ماكرون فيما عدا المحلل التليفزيوني اليميني المتطرف إريك زمور، المتهم بالتحريض على الكراهية والعنصرية والذي طالب ناخبيه بدعم لوبان.

وتابعت أن فوز ماكرون في الانتخابات وتصدره الجولة الأولى يترك فرنسا في وضع فريد من نوعه في أوروبا، حيث لا تمتلك حقًا رئيسيًا تقليديًا، ونجح الشعب في القضاء على أسطورة الأحزاب الحاكمة.

وأضافت أن الجولة الثانية ستكون في 24 أبريل، وتعد بمثابة إعادة للمباراة الانتخابية الأخيرة المؤلمة التي خاضها ماكرون ولوبان في عام 2017، لكن المخاطر أكبر بكثير مما كانت عليه عندما فاز ماكرون بسهولة على لوبان بنسبة 66% من الأصوات، وهو ما كان يُنظر إليه على أنه انتصار ضد السياسة الشعبوية بعد انتخاب دونالد ترامب للبيت الأبيض الأمريكي وتصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وأكدت الصحيفة أن ماكرون أقر خلال الحملة الانتخابية بأنه لم ينجح في تهدئة مخاوف الناخبين بشأن الهجرة أو كبح "المخاوف" التي دفعت الناس إلى التصويت لصالح المتطرفين. 

وتابعت أن استطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الماضي كشفت عن أن لوبان قد تصل إلى 49% في جولة الإعادة، ولأول مرة، كانت الأرقام على هامش الخطأ وتعطي لوبان فرصة صغيرة للفوز.