جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مدير التدريب بـ«الأوقاف»: رسالة الإسلام إنسانية ورحمة وتكافل

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

قال الدكتور أشرف فهمي، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، إن رسالة الإسلام رسالة إنسانية وبر ورحمة ورُقِيٍّ، تهدف إلى أن يحيا الناس حياة كريمة في ظل مجتمع متعاون متكافل، على أساسٍ من المواساة والعطاء والشعور بالآخرين، والبعد عن مظاهر الأنانية والأثرة والجشع، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهوَ يَعْلَمُ بِهِ".

وناشد مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة التاسعة من حلقات برنامج "مع الصائمين" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ويتم بثه ونشره على مواقع الوكالة وسوشيال ميديا "أ ش أ" على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان المبارك، المواطنين كافة إلى التمسك بأخلاق شهر رمضان والخوف من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن في مجال من المجالات وفي العبادات والمعاملات، مؤكدا أن المجتمع في حاجة إلى الحفاظ على السلوكيات والأخلاق التي يتخلق ويتحلى بها العباد على مدار الشهر الكريم من محبة وتسامح وتقوى مراقبة الله في السر والعلن حتى ينهض المجتمع ونرتقي بالدولة في كافة مناحي الحياة.

وأوضح مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يربي أمته على التكافل المعنوي والمادي، بمعنى أن يتضامن الإنسان مع أخيه الإنسان معنويا فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه، لدرجة يظهر معها مظاهر حرصه "صلى الله عليه وسلم" على ضرورة التمسك بالتكافل وإعانة المحتاجين ومساعدتهم، خاصة في وقت الأزمات التي تمر بها الأفراد والمجتمعات، ضمانا لوحدة الصف وتماسك المجتمع.

وأشار إلى أن الإنسان لا يعيش منفردًا منعزلًا عن غيره، ولهذا فإن سعادة الإنسان لا تكتمل إلا في إطار من الألفة والتعاون والتراحم، وهي المعاني الذي يحدثها التمسك بخلق التكافل، هذا الخلق الذي يشعر الاغنياء بقيمتهم ودورهم، ويحفظ للفقراء إنسانيتهم وكرامتهم، كما أنه وفي الوقت نفسه ينعكس إيجابيا على التكامل في كل مجالات ومناحي الحياة، بما يحقق استقرار المجتمعات وأمنها. قال تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ، مؤكدا أن سيدنا رسول الله يبشر المعطيين ويبشر المتصدقين (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا اعطه ممسكا تلفا ) كونوا كسيدنا رسول كأنك تعطيه والجود ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتقي الله.

وأكد مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أنه بلغ من رقي هذا الدين أنه لم يفرق بين المسنين والضعفاء باختلاف دياناتهم أو أعراقهم في الإكرام والإحسان وطيب المعاملة؛ فهذا سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يرى رجلًا مسنًّا من أهل الكتاب يتكفف الناس، فأخذ بيده وذهب به إلى منزله، فأحسن إليه وأعطاه ما يسُدُّ حاجته، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال له: انظر هذا وضُرباءه - أي: وأمثاله - فو الله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم.

وقال مدير عام التدريب بالأوقاف إن أسعد ما يمكن للإنسان أن يرتقي به من خصائص شهر رمضان هو تقوى الله تعالى واللجوء إليه سبحانه بقلوب مؤمنة مطمئنة خاشعة لله تعالى والعمل على دوام الطاعة وعدم الغش والتدليس، والصلح والمودة والتآلف والتكافل والتعاون فيما بين أفراد المجتمع، مضيفا: هنيئا لكل من استطاع أن يجاهد نفسه بالصوم ، وهنيئا للصائمين والقائمين والركع السجود العابدين المتصدقين المنفقين والمستغفرين بالأسحار، هنيئا لكل من استطاع أن يغير من سلوكياته للأفضل والأحسن.

كما أكد أن أعمال الخير ليست مرتبطة بشهر رمضان، بل الأصل فيها الدوام والاستمرار، داعيا المولى عز وجل أن يمن على عباده بالتقوى والتخلق بأخلاق وسلوكيات رمضان طوال العام.