«مستقبل آمن».. المشاركون في حملات الكشف المبكر عن أمراض الأطفال يتحدثون

جهود متواصلة تقوم بها الحكومة المصرية لرعاية صحة المواطنين، مستهدفة بشكل خاص الأطفال حديثي الولادة، الذين يصابون بأمراض خلقية فور ولادتهم، غالبًا ما تكون نتيجة عوامل وراثية؛ ما يلزم فحصهم وتوفير العلاج اللازم لهم في أول أيام الولادة؛ ما جعل وزارة الصحة والسكان تطلق عدة مبادرات للكشف المبكر عن الأطفال. 

ونجحت وزارة الصحة والسكان في فحص أكثر من 10 ملايين طالب، بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم، التي انطلقت بداية العام الدراسي الحالي؛ بهدف توفير حياة صحية وآمنة للأطفال.

كارت متابعة لكل طالب

وبالتواصل مع الدكتور أمجد لاشين، أحد فنيين المعمل المشاركين في حملات الكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم لدى الأطفال، قال في حديثه لـ"الدستور"، إن الحملة تستهدف طلاب المرحلة الابتدائية في جميع محافظات مصر، من خلال إجراء زيارات ميدانية للطلاب داخل مدارسهم، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

وأوضح فني المعمل أن إجراءات الكشف الطبي تبدأ من المسحات الطبية للطلاب، وقياس نسبة الهيموجلوبين بالدم، بهدف الكشف عن أي أمراض يعانون منها سوء التغذية، ومن ثم تحديد العلاج اللازم لكل حالة منهم حسب مؤشرات تحاليلهم الطبية، وغالبًا ما تحتاج هذه الحالات للتحويل إلى عيادات التأمين الطبي، لاستكمال العلاج وصرف العلاج المناسب لهم بالمجان.

واستكمل "لاشين": "‏يتسلم كل طالب "كارت متابعة" يشمل بياناته الخاصة، للتوجه به إلى عيادة تابعة لمنظومة التأمين الصحي، ويمكنهم إجراء جميع الكشوفات الطبية اللازمة باستخدامه، وصرف العلاج المناسب لحالتهم الصحية بالمجان، وكل ذلك يتم بمراعاة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا".

وتستهدف المبادرة فحص 15 مليون طالب في المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين داخل 29 ألفًا و444 مدرسة حكومية وخاصة، وذلك مستمر حتى نهاية العام الدراسي الحالي في جميع محافظات مصر، بمشارك 2400 فريق طبي تم تم تدريبهم على بروتوكولات الفحص والتشخيص الطبي للأطفال.

مستقبل آمن
وكانت قد أطلقت أيضًا الهيئة العامة للرعاية الصحية، مبادرة جديدة للكشف المبكر عن العيوب الخلقية بالقلب لحديثي الولادة، داخل ثلاث محافظات تابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، وهما "بورسعيد، الإسماعيلية، الأقصر"، والتي تهدف لفحص أمراض القلب الخلقية الحرجة للأطفال؛ ما يُسهل علاجها في الوقت المناسب، وتفادي مضاعفات المرض.

حملات الكشف المبكر لضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، كان لها أيضًا دورًا كبيرًا في فحص حوالي 2 مليون طفلًا من حديثي الولادة ضمن مبادرة الكشف  المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال، وذلك منذ انطلاقها في سبتمبر 2019.

وبلغ عدد مراكز فحوصات الكشف المبكر لضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، 3500 وحدة صحية تابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، ويتم من خلالهم فحص الأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين داخل البلاد.

مسحات سمعية لحديثي الولادة

قالت الممرضة أميمة عنتر، إحدى المشاركات في حملات الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة داخل محافظة الغربية، إنه تكرس جهدها في الآونة الأخيرة لإجراء المسحات السمعية للأطفال، بعد أن وفرتها وزارة الصحة والسكان بالمجان، ضمن مبادرة "100 مليون صحة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحفاظ على صحة المواطنين.

وأكدت الممرضة في حديثها لـ"الدستور"، أن الأطقم الطبية المسؤولة عن مبادرة الفحص السمعي، تتكون من ممرضين وفنيين معمل وإدرايين ومثقفات صحيات، ولكل فرد منهم دوره المحدد الذي يساعد على إتمام الفحوصات الطبية بأفضل شكل ممكن.

أعربت "أميمة" أيضًا عن سعادتها العارمة بالمشاركة في هذه المبادرة القومية، التي تعمل على توفير حياة صحية وآمنة للأطفال، مشيرة إلى دور الرئيس السيسي ووزارة الصحة في توفير جميع اللآليات المناسبة لنجاح المبادرة في جميع أرجاء الجمهورية.

وأضافت: "الوحدات الصحية تستقبل الأمهات والأطفال بشكل يومي؛ من أجل إجراء الفحوصات السمعي، وتوفير العلاج المناسب للحالات بالمجان، وفي حالة وجود مضاعفات خطيرة، يتم تحويل الأطفال إلى المستشفيات المتخصصة على الفور".

ووفرت وزارة الصحة خطًا ساخنًا يستقبل استفسارات المواطنين على رقم 15335 الخاص بمبادرات "100 مليون صحة"، بالتزامن مع فحص أكثر من مليونين و٤٠٠ ألف طفل، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق مبادرة مبادرة الاكتشاف المبكر وعلاج ضع فقدان السمع للأطفال حديثي الولادة في سبتمبر ٢٠١٩.