الرحلة المفخخة.. كواليس عودة مقاتلى داعش الهولنديين من سوريا والعراق إلى وطنهم (دراسة)
بدأت الاستخبارات الهولندية في الإعراب علنًا عن قلقها بشأن المخاطر الناجمة عن عودة المقاتلين الهولنديين من سوريا والعراق إلى البلاد.
وأشارت وكالة الاستخبارات الهولندية "AIVD" إلى أن العائدين من عناصر تنظيم داعش يشكلون تهديدا كبيرا للداخل الهولندي فيما يخص الأمن القومي.
وذكرت دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا من المواطنين الهولنديين يصل إلى 104 رجال و32 امرأة، وتشير الإحصائيات إلى أن 65 مواطنا من هؤلاء المقاتلين قد عادوا بالفعل إلى هولندا.
كما يعتقد أن 40 مقاتلا من بين 110 لا يزالون في معسكرات الاعتقال في سوريا أو كردستان، و30 فردا منهم قد تركوا داعش للانضمام لجماعات جهادية أخرى.
وقد أشار تقرير للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب (ICCT) إلى أن غالبية مقاتلي هولندا من الذكور لا تتجاوز أعمارهم الـ25 عاما ونشأوا وترعرعوا في بيئة اجتماعية واقتصادية فقيرة أو متوسطة.
إلى جانب ذلك، أكدت دراسة أجريت عام 2015 أن 60% من هؤلاء المقاتلين يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية، وقرابة 43% منهم تم تشخيصهم بمشكلات سلوكية، و6% منهم يعانون من اضطراب في الشخصية أو أمراض عقلية.
تجريد الجنسية والمحاكمات
في 5 يونيو 2021، قامت القوات الكردية بتسليم السلطات الهولندية 4 من أقارب مقاتلي تنظيم داعش من بينهم 3 أطفال، وأكدت "آنا صوفيا بوستوموس"، المتحدثة باسم وزارة العدل والأمن الهولندية، في نفس اليوم، أن بلادها لا تمتلك سياسة عامة تجاه العائدين من سوريا والعراق.
بينما أشارت الدراسات، التي قد جرت بالفعل لكنها ما زالت فى مرحلتها الأولية، إلى أنه من المحتمل أن تشمل سياسات السلطات الهولندية تجاه مقاتلي سوريا والعراق تجريد الجنسية، والمحاكمات.
لكن سياسة إعادة المقاتلين الأجانب إلى وطنهم ومحاكمتهم كانت ولا تزال قضية خلافية في هولندا، فقد نشأت العديد من الأسئلة في هذا السياق مثل مدى مسئولية الدولة عن مقاتليها، وكذلك مسئولية الدولة عن أسر مقاتليها، إضافة إلى مدى مسئولية الدولة تجاه سحب الجنسية من المقاتلين الأجانب.