جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«الصعود إلى الهاوية» كيف سطر الإخوان رواية سقوطهم فى المجتمعات العربية؟ دراسة تجيب

جريدة الدستور

كشفت دراسة أعدها موقع "Trends" للأبحاث عن أن صبر الشعوب العربية قد نفد على ما تفعله جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها التنظيم الإخواني، في تدمير الأوطان وهدمها، وأكدت أن بداية سقوط الجماعة كان مجتمعيًا أولًا ثم سياسيًا في عام 2013، واستمر هذا السقوط بشكل تدريجي حتى تآكلت شعبية الإخوان التي ظلت تبنيها على مدار تسعة عقود منذ أن تم تأسيس الجماعة الأم عام 1928، لتصعد بذلك إلى الهاوية وتسقط في فراغ واهٍ مخذل.

وأشارت الدراسة إلى أن تنظيم الجماعة الإخوانية قد لاقى الدعم الشعبي في البداية بسبب انخداع المجتمعات في شعاراتهم المزيفة، وتقديم أعضاء الجماعة الخدمات للمناطق الفقيرة والريفية، حتى تغلغلهم في مفاصل الدولة.

العجز عن تنفيذ الوعود
وتابعت: "سقطت الجماعة بسبب عدم قدرتها على تقديم أدلة علمية أو خطط فعلية قابلة للتنفيذ لإقناع المواطنين بقدرتهم على تغيير وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، مما تسبب في لفظهم مجتمعيًا وسياسيًا حتى طردهم من السلطة في دول عربية مختلفة".

محاولة أخونة الدولة
أكدت الدراسة أن بداية الامتعاض الشعبي في كل من مصر وتونس كانت عندما حاول التنظيم الإخواني أخونة الدولة بعد وصولهم للحكم عن طريق تصعيد أعضاء الجماعة إلى المناصب العليا، وفشلهم في تدبير الاحتياجات الأساسية للشعوب، خاصة فيما يخص الملف الاجتماعي والاقتصادي.

وتسبب هذا الامتعاض إلى تحول غضب الشعوب إلى ثورة شعبية عارمة في مصر عام 2013، دعّمها الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، وقرارات حازمة من الرئيس التونسي قيس سعيد بإقصاء التنظيم الإخواني عن الحكم، وأيده في ذلك الشعب التونسي.

اللفظ المغربي
أما في المغرب، فبعد أن تم منح تنظيم الإخوان الفرصة في العمل السياسي في إطار استراتيجية الاحتواء السياسي، إلا أن الدولة المغربية قد شهدت سلسلة من عمليات العنف والتفجيرات، مما أدى إلى اتجاه السلطات في البلاد نحو إقصاء الشخصيات ذات الفكر المتشدد، فضلًا عن أنه تم السماح لحزب «العدالة والتنمية» بعد أحداث ما عرف بثورات الربيع العربي بتشكيل حكومة، وكعادة الإخوان المسلمين لم يستطيعوا تنفيذ أي إنجازات حقيقية في البلاد.

تسبب ذلك في فشل الإخوان المسلمين فى الاستمرار في حكم المغرب بعد عشرة أعوام من السيطرة عليه، ولكن بطريقة مختلفة عن مصر وتونس، فكان ذلك عن طريق الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر سبتمبر 2021، التي أنهت حقبة الإخوان، حيث جاء حزب «العدالة والتنمية» في الترتيب الثامن من أصل 31 حزبا، وهو ما أكد عدم رضا الشعب المغربي عن أفعال التنظيم وتخليهم عنه.