جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قراءة لـ«أمان» فى خطاب الظواهرى ووهم عودته من الموت

الظواهري
الظواهري

يعود الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، مؤسس جماعة الجهاد الكبرى، أيمن الظواهري، إلى تصدر المشهد من جديد، بعد إذاعة فيديو مطول تجاوز الساعة، يستنكر فيه محاولات تهويد القدس، بحد زعمه، وبثت الفيديو مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، الذراع الإعلامية للتنظيم.

إذاعة الفيديو اعتبرها البعض ردا على شائعات انتشرت قبل أكثر من عام تفيد بوفاة أيمن الظواهري نتيجة المرض، غير أن الفيديو في حد ذاته زاد من تكهنات وفاة الظواهري، ووضعها موضع اليقين!

نُشر الفيديو تزامنا مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، وبدأ خلاله زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري بالإشادة بسلسلة من سماهم «الشهداء» الذين قُتلوا بدءا من شهر ديسمبر العام 2019 فصاعدا.

وجاء الظواهري على ذكر هشام العشماوي، الضابط المصري السابق الذي أصبح من كبار عملاء القاعدة في ليبيا ومصر، وكان العشماوي قد اعتقل في ليبيا عام 2018، وأُعدم لاحقا بمصر في مارس العام 2020.. وذكر الظواهري أيضا اثنين من رفاق العشماوي، وهما الجهاديان عماد عبدالحميد وعمر رفاعي سرور.

وسبق أن أهدى الظواهري كتابه، المنشور قبل أيام بعنوان «الكتاب والسلطان»، نفس تلك الأسماء، وهو كتاب من 800 صفحة، اعتبره الظواهري الجزء الأول، في رصد الفساد السياسي في تاريخ المسلمين.

غير أن الفيديو، الذي استمر ساعة كاملة، لم يأتِ على ذكر صعود طالبان إلى حكم أفغانستان، على الرغم من نشر مؤسسة السحاب قبل شهر منشورا باركت فيه حكم طالبان للأفغان، واعتبرته نصرا كبيرا، إلى جانب أن الظواهري نفسه، في كتابه المنشور قبل بث الفيديو بأيام، أهدى الكتاب للملا عمر زعيم طالبان الروحي، ووصفه بأمير المؤمنين.

تجاهل أيضا الفيديو أي حديث عن الذكرى العشرين لأحداث الهجوم على برج التجارة العالمي، على الرغم من نشر الظواهري فيديوهات سابقة في ذكرى الهجوم، في سنوات أقل أهمية من الذكرى العشرين، في ظل خروج الجيش الأمريكي من أفغانستان وصعود طالبان، واكتفى بدلا من ذلك بالحديث عن مساءل كانت تشغل الجماعات الدينية المتطرفة قبل نوفمبر 2020، وهو تحديدا التاريخ الذي انتشر فيه خبر مقتل الظواهري.

وكان الصحفي، حسن حسن، من الأوائل الذين نشروا الخبر في سلسلة تغريدات على تويتر، قال فيها إن "تلك الأنباء يتم تداولها في دوائر مغلقة، وإن البعض على الأقل يتعامل معها كأخبار مؤكدة".

وأضاف أن حسابات تابعة لعناصر في القاعدة، ومن بينها "حراس الدين"، إحدى أذرع القاعدة في سوريا، أعلنت وفاة أيمن الظواهري".

ونشرت ريتا كاتز، مديرة موقع" سايت" الذي يتابع نشاطات التنظيمات المتطرفة، مجموعة تغريدات تطرقت إلى انتشار تقارير تفيد بمقتل زعيم القاعدة منذ شهر نتيجة المرض، مضيفة أن "التنظيم لم يؤكد الأمر بعد".

اللافت للانتباه أن الصحفية ريتا كاتز عندما أعلنت خبر مقتل الظواهري أرفقت الخبر بصورة للرجل الثاني في القاعدة يرتدي غطاء رأس سعوديا، وهى الصورة التي انتشرت مع نشر فيديو الظواهري الأخير، وظن البعض أنه يعطي بذلك إيحاء بأنه في السعودية، علما بأن الفيديو المنشور لا علاقة له بالصورة المنشورة في نوفمبر 2020 على صفحة ريتا كاتز.