جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«بعدما حطمها الإرهاب».. الصوفيون فى ليبيا يعيدون فتح الزوايا (تقرير)

الصوفيون في ليبيا
الصوفيون في ليبيا

سعى الصوفيون جاهدين إلى حماية تراثهم في ليبيا التي عاشت سنوات ولا زالت تجاهد لنشر الأمان بعدما توافد إليها مرتزقة وإرهابيون من كل اتجاه، وحطموا بأفكارهم المتطرفة ومعتقدهم الإرهابي الحياة الآمنة لكثير من الناس، ومن بينهم الصوفيون الذين أعادوا فتح مساجدهم للتعبد فيها مرة أخرى، منذ أبريل الماضي، واصفين لـ«أمان» شعورهم بعد سنوات من إجبارهم وتخوفهم من اتباع مذهبهم الصوفي وحثهم المنتمين لهم بالتبرع لإعادة ترميم المكان.

وقال الإمام محمد أبووليد إن تنظيم «داعش» الذي تواجد في ليبيا أجبرهم على غلق الزاويا، موضحا أنهم كانوا يجلسون على الأرض وبين أيديهم مصاحف القرآن الكريم ويتلون القرآن بصوت واحد في درس تعليمي أسبوعي للتلاوة والقراءة يقام كل أسبوع للشباب الصغار.

وتابع أنهم أغلقوا أبواب الزاويا وتركوا باحات الصلاة، لكنهم الآن يسعون سويا مع أتباع المذهب الصوفي لجمع التبرعات لإعادة ترميم وفتح أماكن عبادتهم في منطقة زلتين، واتباع التقليد الصوفي الإسلامي، والعمل على تجديد تراثهم والحفاظ عليه.

وتعد الزاوية، حسب الإمام أبووليد الليبي، مصطلحا عربيا لمعهد صوفي يقدم مساحة للتجمعات الدينية والتعليم القرآني والإقامة المجانية للمسافرين، وتشمل أيضًا مدرسة داخلية وجامعة تتبع في تقاليدها المذهبية الأزهر الشريف.

ويقول الإمام محمد إن الموقع هو المعادل الليبي لجامعة الأزهر المرموقة في القاهرة، وهي مرجعية عالمية في الإسلام السني والمسلمين السنيين بجميع أنحاء العالم.

وحسب قوله، فإن ليبيا انغمست في الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 وإطلاق سراح الميليشيات ودخول المتطرفين من عدة جهات، وكان من بينهم إسلاميون متشددون معادون بشدة للصوفيين واحتفالاتهم الليلية الصوفية التي تهدف إلى الاقتراب من الله.

ويقول الإمام إن الإرهابيين كانوا يصفونهم بالزنادقة، وحاولوا التستر على تعبدهم حتى لا يتم قتل كثيرين، قائلا إنهم بالفعل قتلوا العديد من المسلمين ووصفوهم بالزنادقة.

وأكد أنه في الأعوام الماضية هجم عشرات المسلحين على الحرم ونسفوا جزءًا من منه، وسرقوا وأحرقوا الكتب وألحقوا أضرارًا بمقبرة الشيوخ.

وتابع أن الزاوية تستضيف عدة مئات من الطلاب وكذلك طلاب أجانب يستمتعون بالطعام المجاني والسكن، معبرا عن حزنه على عدم قدرة كثير من المسلمين في العالم للعودة مرة أخرى لليبيا لتعلم القرآن.

ووصف الواقع الحالي: «الجميع يتجهون نحو المسجد الآن لأداء الصلاة، وبعد توقف الزاوية لسنوات، لما شهدته خلال عدة عقود مضطربة».

وأكد أن الإرهابيين استخدموا الحفارات والتدريبات الهوائية لتدمير العديد من المواقع الصوفية بجميع أنحاء ليبيا، وترددت أصداء الهجمات في العراق وباكستان وأماكن أخرى.

وتم إغلاق الزاوية لمدة 6 سنوات بعد هجوم عام 2012، لكن في عام 2018 أعيد فتحها بشكل سري، والآن تمكن الصوفيون من ممارسة عاداتهم بشكل أكثر علنية، ويسعون لإعادة ترميم أماكن عباداتهم بمساعدة الرحيمين، حسب قوله.

وطالب الجميع بالتبرع لهم لإعادة توفير الدروس والاجتهاد لله والتعبد وتوفير مكان للسكن والطعام لمن كانوا يأتون إليهم وهم بحاجة لذلك.