خلال كلمته بمؤتمر "حوار السلام والطمأنينة.. سفراء الأزهر والرهبنة الفرنسيسكانية"..
وكيل الأزهر: هناك قواسم مشتركة بين بني الإنسان رسختها جميع الأديان السماوية
شدد الشيخ صالح عباس، القائم بأعمال وكيل الأزهر، على أن هناك قواسم مشتركة تربط بين بني الإنسان، رسختها جميع الأديان السماوية، فرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم حينما استقر بالمدينة المنورة بعد الهجرة أسس نظامًا عامًا أساسه التعايش السلمي، حيث ضمت المدينة مزيجًا إنسانيًا متنوعًا من حيث الدين والعقيدة والانتماء القبلي، وكذلك من حيث نمط المعيشة.
وأكد خلال كلمته اليوم السبت أمام مؤتمر "حوار السلام والطمأنينة.. سفراء الأزهر والرهبنة الفرنسيسكانية" أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد السلامَ منهاجًا، والتسامحَ سلوكًا، وبدأ دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يتخل عن الرفق واللين قولًا وعملًا، مع احترام آدمية الإنسان من خلال مبدأ التكريم الإلهي للإنسان الذي يتمثل في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وقوله عز وجل: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، مضيفًا أن من أهم أسس بناء المجتمع أيضا العدالة والبر وحسن العشرة والمعاملة والحرية.
وأوضح وكيل الأزهر أن هذه هي أهم مظاهر التعايش السلمي التي يدعو إليها الإسلام، وليس فقط الإسلام وحده الداعي للتعايش السلمي، ففي التعاليم المسيحية نجد المحبة شعارًا، والتسامح دينًا، مؤكدًا أن العصر الحديث شهد صحوة قوية بين العقلاء وأصحاب الديانات السماوية، وذلك واضح في وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع بابا الفاتيكان، والتي دعت إلى تأصيل التعايش السلمي بكل قوة.
وكان وكيل الأزهر قد نعى في بداية كلمته ضحايا حادث محطة قطارات رمسيس، وتقدم بخالص التعازي لأسرهم، قائلا: "لعل الألم الذي يعتصرنا جميعا لفقد هؤلاء الضحايا في هذا الحادث الأليم لهو أصدق دليل على الرباط الوثيق الذي يجمع الإنسانية جمعاء، ويربط بين جميع الأجناس والأديان والثقافات والأعمار.