فك شفرة «الجولاني» والقاعدة بسوريا (3)
كشفنا في الجزء الثاني كيف تخلص"الجولاني" من منافسيه وكان في مقدمتهم خالد السوري القيادي بـ"أحرار الشام" الذي قتل في غارة أمريكية استهدفته بطائرة مسيرة ثم تخلص "الجولاني"من قادة "جماعة خراسان" والتي حضرت للجهاد في سوريا واستهدقتهم غارة أمريكية قضت عليهم جميعا.. رغم أن اسمائهم وصورهم "مجهولة" لمعظم قادة "الجبهة".
أحمد حسين الشرع والملقب "أبو محمد الجولاني" أصبح أشهر لاعب جهادي داخل الملاعب الثورية السورية بعد نجاحه في إقصاء منافسيه.
"أمان" تتناول في الجزء الثالث مسيرة تنظيم القاعدة بعد حدوث مفاجآت جوهرية بعد إفراج السلطات الإيرانية عن أهم قادة "القاعدة" والتي كانت تحتجزهم لديها في صفقة مع القاعدة في اليمن.
شهد 2015 تغيرات جوهرية داخل الساحة السورية بدأت بالإفراج عن قادة تنظيم القاعدة في السجون الإيرانية بعد عقد صفقة بين سلطاتها وقادة القاعدة باليمن وكان من أبرز المفرج عنهم"سيف العدل"المصري أبو الخير وأبو محمد وأبو عبدالكريم وجميعهم مصريون إلى جانب أبو القسام الأردني.
تضمنت بعض بنود الصفقة السماح لقادة القاعدة المفرج عنهم السفر إلي سوريا وانتقل إلى هناك أبو عبدالكريم وأبو القسام الأردني وأبو الخير المصري مؤسس القاعدة في أفغانستان مع "بن لادن"مطلع التسعينيات والذي انتقل لأفغانستان وتعرف علي بن لادن قبل وصول الظواهري إلي"كابول".
لم يعلم "الجولاني" بدخول "أبوالخير المصري" إلي سوريا والذي دخلها بعد عبوره للحدود الإيرانية التي سهلت دخوله إلي هناكمع وصول قادة القاعدة للأراضي السورية تم تعيين مجلس شوري "القاعدة" هناك وتكون من أبو الخير وأبو عبدالكريم والقسام.
بدأ مجلس الشوري بتضيق الخناق علي"الجولاني" والتدخل في شئون "جبهة النصرة" والتحكم في قراراتها وهو ما ازعج قائدها وبدأ يفكر كيف يتخلص من مجلس شوري القاعدة لتخلوا له الساحة مرة أخري.
المشاكل ظهرت بعد الصداقة التي جمعت بين المجلس و"أبي هاجر الحمصي" قائد جيش الفتح والذي انضم للجبهة وحاول مجلس شوري القاعدة ليكون بديلا عن الجولاني الذي شعر أن هناك عملا غامضا يحاك ضده وأن "الحمصي" هو قائد"الجبهة "القادم.
قام"الجولاني" بعزل الحمصي وبعدها حاكمه وحبسه بعد تدخل من مجلس شوري القاعدة افرج عنه ولكنه قتل في غارة أمريكية بعد الإفراج عنه بعدة اسابيع وبذلك يتخلص "الجولاني" من احد منافسيه بمساعدة غارات أمريكية.
وقع خلاف بين سامي العريدي وأبو جليبيب انتهي باعتزال "العريدي في الوقت الذي انضم فيه"أبو ماريا القحطاني"لجبهة النصرة قادما من درعا بعد طرده من تنظيم "داعش".
واشتدت الخلافات والانقسامات بين "الجهاديين"بعد أن حصل "القحطاني"علي تسريب صوتي من "أبو المقداد" الأردني المسئول الأمني بالقاعدة بوجود خطه يقودها"أبو جليبيب الأردني" لاغتياله في الوقت الذي اتهم "أبو جليبيب" القحطاني بالفساد وتأليب عناصر جبهة النصرة عليه في درعا.
وصلت الخلافات إلي ذروتها بين قيادات "القاعدة"السوري استدعت الجولاني جمع الأطراف من الجنوب إلي الشمال ولم يكن "أبو جليبيب"متحمسا للخروج من درعا ولكن الجولاني اخبره أن هناك تكليفا ومهمة سيقوم بها في الشمال.
عقد "الجولاني" محكمة للفصل بين "القحطاني" وأبو جليبيب اتهم فيها القحطاني بمحاولة قتله واتهم أبو جليبيب القحطاني بالفساد المالي علي إثر بيع الصحفي الأمريكي "بيتر" بعد خطفه من تركيا وسفره إلي بلاده في واشنطن.
انتهت المحاكمة بتكليف أبو جليبيب"بإمارة قطاع الساحل وتولي القحطاني إمارة البادية.