جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«موائد كريمة».. كيف استعدت الأمهات المصريات لاستقبال شهر رمضان؟

رمضان
رمضان

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، تستعد له معظم البيوت المصرية حاليًا، وتختلف هذه الاستعدادات من منزل إلى آخر، تحاول فيها الأسر المصرية، الاحتفاء بهذا الشهر العظيم، ومحاولة النيل من خيراته الكثيرة.

ما بين العبادات والزينة والطعام، اختلفت الاستعدادات المصرية لاستقبال شهر رمضان، فتجد الشوارع مزخرفة بزينة رمضان، والمساجد تستعد لاستقبال المصلين، وربات البيوت يقومون بتحضيرات الطعام.

هالة العوضي، أم لثلاثة أطفال، توضح لـ"الدستور" أهم استعداداتها لشهر رمضان من تجهيز لموائد الطعام والزيارات العائلية وبين الاهتمام بتنظيف البيت باستمرار لاستقبال الزائرين على الفطار، كما يشغلها توفير المال الكافي لسد احتياجات هذا الشهر رغم معاناة أسرتها من التعرض لأزمات مالية في بعض الأوقات، بل شهر رمضان تحديدا يكون له حسابات أخرى.

جمعيات الأقارب والأصدقاء دائما تكون هي طوق النجاة للسيدات المصرية في تلبية احتياجات البيت، هذا ما قالته السيدة عن مصدر المال في تجهيزات رمضان، وعن شراء السلع.

وقالت: "دخلت الجمعية مع زمايلي في الشغل وقبضت دوري قبل رمضان بشهر علشان الحق اشتري مخزون الشهر من أكل وشرب"، وارتفاع أسعار المنتجات جعل الأم تقتصد في في شراء الكميات التي ستحتاج إليها فقط ليس أكثر".

"بحاول كل يوم أعملهم أكلة مختلفة وبهتم بالسوبيا والخشاف على الفطار"، تتحدث هالة عن أساسيات موائد الإفطار من طعام حادق وحلو وعصائر طازجة حتى تشعر الأسرة بلذة الوجبة الرمضانية، وبعد الانتهاء من الإفطار يستعدون للذهاب جميعا إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، والاستمتاع بتلك اللحظات الإلهية المصاحبة للبكاء في الدعاء، والتقرب إلى الله بشكل أكبر.

عبير، أم لطفلين، تروي لـ "الدستور"، أنه بعد أيام قليلة يهل علينا الشهر الكريم، وأن له استعدادت خاصة تجعلنا نستشعر روحه الممزوجة بالفرحة والروحانيات، ويعتبر الطعام هو أهم ما نستعد له لاستقبال الشهر الكريم، فنقوم بتجهيز كميات منه في "الفريزر"، توفيرًا للوقت والمجهود لأن النهار فيه قصير ونشعر أنه يمر سريعًا منّا، كذلك للتفرغ للقيام بأكبر قدر من العبادات في ساعات النهار المباركة، وتشرح لنا أن أهم تجهيزات الطعام التي تخزنها هي الصلصة وتتبيل الدجاج واللحم و"البانيه" والكفتة.

وترسم عبير لنا أجواء البهجة الرمضانية التي تضعها في منزلها لاستشعار موعد اقترابه وما يصاحب ذلك من سكينة وفرحة، فهي تقوم بشراء "فانوس" كبير، كذلك تزين المنزل بديكورات الخيامية، وأيضًا تعليق الزينة والأضواء.

حنان محمد، سيدة في الخمسينات تعيش بمفردها في منزل ملئ بالسكان، تروي حكايتها في قضاء شهر رمضان دون وجود أسرة، قائلة: "بفطر مع الناس كلها ومش بحس بأي وحدة في رمضان"، تعبر حنان عن الجو الأسري الذي تعيشه وسط الأصدقاء والجيران من خلال التجمع في حوش العقار يوميا للإفطار وفرش الموائد وتحضير الطعام والشراب.

السيدة تشرف على إعداد مائدة إفطار في الشارع لتنول ثواب كبير وتساعد الأطفال في تزيين المنازل بأفضل أنواع الزينة بل أحيانا تجلس معهم لإعدادها، كما تذهب مع سيدات العقار لأداء صلاة التراويح سويا، وفي الليل تعود لتحضر أجود أنواع العصائر الطازجة لتوزيعها على الجيران قبل السحور.

"السنة دي جمعت شنط رمضان من بدري قبل زحمة المحلات وارتفاع أسعار المنتجات"، التفكير في تجهيز احتياجات الشهر يشغل بال"حنان" لانتظارها وصول الشهر وإعداد الموائد والتجمعات من جديد رغم احتياجها الكبير للمال، لكن رمضان يغنيها عن أي شئ لمجرد الشعور بأنها ليست وحيدة، وتعمل السيدة على تجهيز شنط رمضان وتوزيعها على الفقراء، وتعلمت أيضا إعداد "الكاب الكيك" لتقديمها كتحلية بعد الإفطار.

فيما تعمل ناهد محمد، أم لـ3 أطفال، على محاولة توفير وقتها وجهدها للموازنة بين عملها وبين بيتها وما يحتاج إليه من جهد مضاعف في شهر رمضان، فتقول إنها بدأت منذ هذه الأيام في تجهيز أغلب ما تحتاج إليه أثناء إعداد الطعام ليخفف عنها مثل "تسبيكة الخضار والمحشي والمكرونة والكفتة وغيرهم"، مما يساعدها على توفير أكبر وقت ممكن للعبادات من صلاة ودعاء وختم القرآن الكريم.

وتقول "ناهد" إن الأسبوع الأخير قبل رمضان دائمًا ما تخصصه لتنظيف شقتها بشكل مكثف، كما أنها تهتم بإعداد قائمة بمجموعة من البيوت التي تعرف ضيق حالهم وعفة نفسهم، وذلك لتوزيع عليهم "شنط" رمضان، والتي بداخلها أشكال منوعة من الأصناف حسب الميزانية التي تضعها كل عام حسب مقدرتها، كما تحرص على تزويدها أيضًا ببعض من زينة رمضان لإدخال السرور على أطفال هذه الأُسر.

وأكثر ما تستمتع بيه "ناهد" مع أسرتها هو عمل زينة رمضان بأيديهم، وهو ما يعيد إليها ذكريات طفولتها في منزلها مع والديها وأخواتها، وتعمد إلى تخزينها ثم تعلقها قبل حلول شهر رمضان بيوم واحد.