جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«النوروفيروس».. وباء جديد يثير الزعر فى العالم

النوروفيروس
النوروفيروس

لم يلبث العالم أن أخذ هدنة قصيرة من جائحة فيروس كورونا ومتحوراته، وما سبباه من لحظات رعب متفرقة لشعوبه لتستكمل الفيروسات رحلاتها في مواجهة البشرية بظهور فيروس جديد يدعى "نوروفيروس" مسببًا الذعر لسكان بريطانيا التي بدأ ينتشر بها، ويصبح بسببه العالم متخوفًا من أن يكون هذا الجديد "كورونا" آخر أيضًا.

فما هو ذلك "النوروفيروس"، وهل هناك احتمالية أن يتحول إلى جائحة مثلما فعل" كورونا"؟

ويوضح الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، أن الفيروس"النوروفيروس" يُطلق عليه حشرة القيء الشتوية، وهو أحد عائلة الفيروسات الكأسية، موضحًا أن أهم أعراضه هو القيء والإسهال الشديدين، واللذين يسببان آلامًا كبيرة في المفاصل، وحدوث جفاف كبير بالجسم.


وأضاف “عقبة”، في تصريحات لـ"الدستور"، أن تلك الأعراض تظهر بعد الإصابة به بفترة أقصاها يومين، مؤكدًا أن خطر هذا الفيروس يشتد على الأطفال وكبار السن الذين قد لا يتحملان الآثار الضارة عنه بسبب الجفاف.

وأضاف أن أكبر المُسببات للإصابة بهذا الفيروس، هو التعرض لإفرازات المصابين به، أو لمس الأسطح المُلوثة، موضحًا أن أفضل طرق الوقاية منه هي غسل اليدين بصفة مُستمرة بالماء والصابون، مشيرًا إلى أن الكحول لا يجدي نفعًا في إزالة أثر هذا الفيروس.

وأكد أن الإجراءات الاحترازية التي فرض فيروس "كورونا" علينا تطبيقها كافية بشكل كبير في حال اتباعها للوقاية كذلك من فيروس "النورو"، و ختم بأن "النوروفيروس" قد يُسبب الوفاة خاصة مع الأطفال وكبار السن في حال لم تعالج آثار الجفاف المترتبة عنه سريعًا.

كذلك أوضح دكتور مجدي مدحت، استشاري الفيروسات، أن" نوروفيروس" ينتشر بفصل الشتاء، وهو موجود منذ فترة طويلة، كما أن سبب انتشاره في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة هو رفع الإجراءات الاحترازية في كثير من الدول الأوروبية.

ولفت إلى أن التوقف عن تعقيم الأيدي وغسيلها، ساهم في زيادة انتشار الفيروسات خلال فصل الشتاء، موضحًا أن ذلك الفيروس يُصيب المعدة ويسبب لها التهابًا شديدًا.

كما أشار إلى أن المستشفيات والمدارس تعد محيطًا ملائمًا لانتشاره نتيجة الازدحام وتناول بعض الأطفال للأطعمة الملوثة والمكشوفة.

وأضاف أن علاج فيروس "نورو" يتركز في شرب سوائل كثيرة، وتناول المحاليل المعوّضة، والمكوث في المنزل وعدم الخروج فترة الإصابة التي في الغالب لا تتعدى الثلاث أيام، موضحًا أن هناك بعض الحالات التي تستدعى الحجز بالمستشفى لإتمام الشفاء.

وكانت قد قالت الدكتورة ليزلي لاركين، رئيس المراقبة في وحدة مسببات الأمراض المعدية المعوية في PHE، أن حالات الإصابة بنوروفيروس زادت بسبب تخفيف إجراءات كوفيد-19 واختلاط الأشخاص مرة أخرى، مع عودة المدارس، وأكدت أنه لمنع انتشار نوروفيروس، من المهم الحفاظ على نظافة الأسطح حيث يكون الشخص المصاب قد لمسها، والاستمرار في غسل اليدين بالماء والصابون.

كما أعطت هيئة الصحة العامة في إنجلترا عدة نصائح للآباء لتجنب الإصابة بفيروس نوروفيروس أو انتشاره، كان بينها غسيل اليدين بالماء والصابون أيضًا، وتنظيف المنطقة جيدًا إذا كان أحدهم مريضًا، أما في حال الشعور بالأعراض، فيجب عدم طبخ أي شيء أو تعدي الطعام والشراب إلا بعد مرور 48 ساعة على زوالها، بالإضافة إلى ضرورة غسيل الملابس والمفروشات عند 60 درجة بمنظف قوي.

الجدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد الذي لايزال يطارد البشرية، قد تسبب في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم.