جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قاطعتها لـ 6 أيام.. لماذا ترفض أوكرانيا اتصالات «خارجية إسرائيل»؟

جريدة الدستور

توتر واضح تشهده علاقات إسرائيل وأوكرانيا، خاصةً بين وزارتي الخارجية لدى الجانبين، رغم دور الوساطة الذي تلعبه تل أبيب بين كييف وموسكو.

ولم يتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولبا، مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، رغم شن روسيا عملية عسكرية واسعة ضد أوكرانيا.

محاولات إسرائيلية مستمرة

وسعى وزير الخارجية الإسرائيلي، على مدار الستة أيام الماضية، إلى التواصل مع نظيره الأوكراني، بينما رفض كولبا التجاوب مع طلبات الاتصال التي تأتيه من تل أبيب، حسبما نشر موقع "واللا" الإسرائيلي.

وكشف مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن وزير الخارجية الأوكراني قبل أن يجرى اتصالا مع لابيد، بعد ستة أيام من محاولات الأخير للتحدث مع كولبا.

وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن الاتصال الهاتفي بين لابيد وكولبا ربما يجرى اليوم الاثنين، أو غدًا الثلاثاء، وذلك بعدما أبلغتهم وزارة الخارجية الإسرائيلية بقبول الاتصال.

واستمرت محاولات لابيد للتحدث هاتفيًا مع كولبا خلال الستة أيام الماضية، بينما كانت ترد أوكرانيا بأن وزير خارجيتها مشغول للغاية، مؤكدةً أنه سيعاود الاتصال بـ"لابيد" لاحقًا.

أوكرانيا غاضبة من إسرائيل

وكشف مسؤول أوكراني كبير، في تصريحاته لـ"واللا"، أن كولبا غاضب بشدة من النهج الذي تتبعه إسرائيل في التوسط مع روسيا، لذلك يرى أنه لا جدوى من التحدث مع لابيد.

وتعد هذه المرة الأولى التي يطلب فيها لابيد التحدث هاتفيًا مع نظيره الأوكراني، أي بعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية الروسية، كما أن الاثنين لم يتحدثا في الأسابيع التي سبقت تلك الحرب.

وأوضح مسؤولون أوكرانيون كبار أن عدم حديث لابيد مع كولبا منذ أكثر من ثلاثة أشهر – أي فترة التوترات التي سبقت الحرب – هو أحد أسباب عدم تلبية ديمترو طلب يائير منذ الثلاثاء الماضي.

تواصل إسرائيل مع روسيا

وأكد المسؤولون الأوكرانيون أن كولبا كان غاضبًا لأن لابيد اتصل بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في الأسابيع التي سبقت الحرب، وزار موسكو، لكنه لم يفكر في الأمر ذاته مع أوكرانيا، أو الحديث مع نظرائه هناك.

وتابع المسؤولون الأوكرانيون: "عشية الحرب الروسية، زارت أمينة جبار نائب وزير خارجية أوكرانيا، إسرائيل، واجتمع لابيد معها لفترة وجيزة دعته خلالها إلى زيارة كييف، وأجاب وزير الخارجية الإسرائيلي أنه سيفكر في الأمر، لكنه لم يعد إليهم.. ولم يحب الأوكرانيون ذلك أيضًا".

ورغم الاتصالات المستمرة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن المسؤولين في كييف غير راضين عن السياسة الإسرائيلية.

مدير مكتب زيلينسكي كلمة السر

وبحسب "واللا"، فإن أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، والرجل الأقرب إلى زيلينسكي والأقوى في أوكرانيا بعده، هو من يقود هذا الاتجاه الغاضب تجاه إسرائيل.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كشفت تقارير إسرائيلية عن غضب أوكرانيا من آلية المفاوضات التي تتبعها إسرائيل في لعب دور الوساطة مع روسيا.

وتحدثت التقارير عن أن أوكرانيا غضبت من توصية إسرائيل لها بقبول العرض الروسي لوقف الحرب، والذي يتضمن تنازلات كثيرة.

«معاناة بلا داعى».. ماذا يحدث فى وساطة إسرائيل بين روسيا وأوكرانيا؟

في السياق ذاته، نفى مستشار الرئيس الأوكراني ما أثير حول التوصية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تل أبيب تحث موسكو على اتباع نهج أكثر اعتدالا في المفاوضات.

واقترح زيلينسكي، السب الماضي، على بينيت، أن تجرى مفاوضات بين موسكو وكييف في تل أبيب.