حجازى يكشف سيناريوهات التصعيد الروسى بعد اجتاح إقليم دونباس
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الحملة الروسية على إقليم دونباس وجمهوريتي لوغانيسك ودونيتسك المعترف بهما من جانب موسكو أحد مشاهد انسداد الحوار على المستوى الدولي وتقاعس المؤسسات الدولية على القيام بدورها للحفاظ على السلم والأمن والتحركات الاستباقية هناك، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة عاجزة عن الوصول إلى حل.
أضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"الدستور" أن هناك تجاهلا لمصالح أحد الأطراف وصفته موسكو بأن حلف الناتو يسعى للتمدد جغرافيا في شرق أوكرانيا ما يجعل قدرات الحلف على مشارف حدود روسيا الاتحادية بما يهدد أمنها القومي وهو ما لا تسمح به.
أشار إلى أن لدى موسكو قناعة والتزام غربي بعدم تمدد الحلف لحدودها والا تضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي إلا أن حلف الناتو تمدد في كل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة في شرق ووسط أوروبا وفقط أوكرانيا كجغرافيا متاخمة لروسيا بعيدة عن هذا التمدد الأمر الذي تعايشت معه موسكو حتى بدأ الحلف بعد تغير نظام الحكم الموالي لموسكو في أوكرانيا في الاقتراب ناحية الغرب ومنظومة حلف الناتو، دون الالتزامات التي تدعى روسيا ان الجانب الأمريكي قد تعهد لدى موسكو مما يجعل الأمر بالنسبة لموسكو أمر مهدد لأمنها واستقرارها، وهو ما دفع موسكو لاتخاذ هذا الغزو لدرء خطر دائم على أمنها القومي.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن القضية مرتبطة بالعديد من السيناريوهات فهناك إبعاد تتخطى مساحة الأمن القومي المباشر لروسيا والذي بات مهددا بسبب انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي حيث إن هناك تقاربا روسيا ألمانيا تسعى واشنطن بكل طاقتها للحيلولة دون حدوثه وهذا التقارب مرتبط بخط الغاز الروسي الألماني نورد ستريم ٢، وهو ينقل الغاز مباشرة إلى ألمانيا عبر الأراضي الأوكرانية فألمانيا تحتاج إلى 60٪ من الغاز الروسي وهذا سيؤدي من المزيد من التقارب والتحالفات الاقتصادية، والسياسية والاستراتيجية وهذا سيؤثر على تقارب ألمانيا من الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن واشنطن تجد التحركات الروسية الأوروبية تهديدا لأمنها ومما سيُضعف علاقة واشنطن بحلفائها وهو الأمر الذي استدعى هذا التوتر لخلق الأزمة الأوكرانية والدفع بانضمام أوكرانيا للناتو لكي ترسل رسائل الي موسكو بأن أمنها القومي بات تحت سطوة الولايات المتحدة والناتو.