جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«التموين» تطلق أول مدرسة متخصصة فى صناعة الحلى والمجوهرات

وزير التموين
وزير التموين

أطلق الدكتور علي المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، اليوم السبت، إشارة البدء لمؤتمر ومعرض«نبيو»، الدولي لإنتاج وتصدير المشغولات الذهبية، والذي ينظمه الاتحاد العام للغرف بالتعاون مع وزارة التموين، وتحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، بحضور محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ووزيرة التخطيط، هالة السعيد، ووزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع. 
واستعرض وزير التموين خلال المؤتمر آخر ما تم بشان  إنشاء مدينة الذهب الجديدة، التي تعد خطوة محورية نحو تطوير صناعة المشغولات الذهبية، وكذلك  إنشاء أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة في صناعة الحلي والمجوهرات، ومشروع دمغ المشغولات الذهبية بالليزر والتكويد.

حيث يعقد علي هامش المعرض مؤتمر دولي علي مدار ثلاثة أيام، خلال الفترة من 19 إلى 21  فبراير، وذلك  لمناقشة وعرض الاستراتيجية المصرية للتحول إلي مركز إقليمي ودولي لإنتاج الذهب والمشغولات الذهبية.

وقال وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور على المصيلحي، إن مدينة الذهب سوف تكون في العاصمة الإدارية الجديدة، فمن المقرر أن يتم الإعلان عن كل تفاصيلها غدا الأحد. 
وأضاف خلال افتتاح معرض نيبو للذهب والمجوهرات، أن معرض الذهب يستهدف الترويج لصناعة الذهب في مصر، مشيرًا إلى أن المعرض السنة القادمة سيكون عالميًا، حيث ستتم استضافة دول العالم، لحضور مثل هذا الحدث العظيم، والمؤتمر المقبل سيتواجد بالمعرض الموزعين والتجار بجانب المصنعين والمصدرين، مشيرًا إلى أن هناك تطويرًا في مصلحة الدمغة والموازين التي تعتبر المنظم والرقيب على هذه الصناعة.

وأضاف أن منظومة الدمغ بالليزر، لا تلغي الدمغة القديمة، ولكن التقدم التكنولوجي في منظومة الدمغ يحافظ المشغولات، كما يمنع تقليد الدمغات، خاصة وأن دمغة القلم من الممكن أن تقلد، موضحًا أن الدمغ بالليزر والباركود يكشف كل تفاصيل القطعة الذهبية وتاريخ إنشائها وتسجيلها برقم لا يمكن تكراره للتعريف بكل قطعة.

وأوضح أنه سيتم عقد اجتماع مشترك مع تحار الذهب لنظر كل مراحل إنتاج وصناعة الذهب، بهدف التشجيع على تصدير المشغولات الذهبية للخارج والتعرف على التحديات التي تواجه المصنعين.

وأشار إلى أنه سيتم توضيح المخطط العام لمدينة الذهب بالعاصمة الادارية ثالث أيام معرض "نبيو".

وأكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة أن صناعة الذهب والمجوهرات المصرية تتمتع بميزات تنافسية عديدة تؤهل السوق المصرية لتكون محورًا إنتاجيًا وتصديريًا رئيسيًا بالدول العربية ودول القارة الإفريقية، مشيرةً إلى أن صناعة المشغولات الذهبية تعد إحدى الصناعات المهمة في مصر التي توفر احتياجات السوق المحلية والتصدير للأسواق الخارجية وذلك بتصميمات فريدة تحاكي أحدث الموديلات العالمية.

وقالت الوزيرة إن تنظيم هذا المعرض يستهدف تنشيط وتطوير هذا القطاع الهام وزيادة جودة وتنافسية المنتجات الوطنية في السوق المصري، حيث يسهم المعرض في توطين صناعة المشغولات الذهبية في مصر وزيادة صادرات القطاع، وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الحديثة، مؤكدةً اهتمام الدولة والقطاع الخاص بالارتقاء بقطاع صناعة وتجارة المشغولات الذهبية بما يسهم في توفير منتجات متميزة بالسوق المحلية وزيادة تنافسية صادرات المشغولات الذهبية المصرية للأسواق العالمية.

وأوضحت «جامع» أن مصر ليست حديثة العهد بصناعة الذهب والمجوهرات فقد نشأت هذه الصناعة على أرض مصر منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وهو ما يظهر جليًا في إبداع قدماء المصريين في تلك الصناعة في القطع المنتشرة ليس فقط في المتاحف المصرية، ولكن في متاحف العالم الكبرى أيضًا، حيث حظيت مصر الفرعونية بنحو 125 منجمًا للذهب في البحر الأحمر والنوبة والصحراء الشرقية، مشيرةً إلى أن الحكومة قامت بثورة تشريعية وإجرائية لإعادة إحياء تلك الصناعة ونجحت في وضع مصر مرة أخرى في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال لتتجاوز الصادرات المصرية من الذهب قبل جائحة كورونا 2,9 مليار دولار وذلك الى 37 دولة من بينها 15 دولة لم يسبق التصدير إليها.

ولفتت الوزيرة أن مصر تنتج الآن بشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص أكثر من 15,8 مليون طن من الذهب من مناجم السكرى، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأرقام مع مشروع المثلث الذهبى بالصحراء الشرقية، وطرح 38 قطعة أرض بمساحة 12 ألف كيلو متر مربع للقطاع الخاص العالمى، لافتةً إلى أنه جار في الوقت ذاته إنشاء أول مصفاة للذهب على أرض مصر لتنقية خام الذهب واعتماد الختم الدولى 9999، بتكلفة 100 مليون دولار، ليس فقط لإنتاج المناجم المصرية وانما لتنقية واعتماد الخام المستخرج فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كبديل لمصافى سويسرا وكندا لتصبح مصر مركزًا لوجستيًا عالميًا للذهب.

وأشارت «جامع» إلى أن الحكومة لا تستهدف من هذه الإجراءات مجرد تصدير الذهب، بل تعظيم القيمة المضافة من خلال التصنيع بأياد مصرية، وهو ما دفع مصر للعمل حاليًا على إنشاء مدينة الذهب على مساحة 150 فدانًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي تتضمن 400 ورشة فنية لإنتاج الذهب و150 ورشة أخرى تعليمية، ومدرسة صناعية تعليمية، لتتكامل مع المدرسة الفنية للذهب والحلي "إيجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية" بالعبور التي تعمل بالنظام المزدوج، مؤكدةً أن حجم السوق العالمية للحلى والمجوهرات يتجاوز 228 مليار دولار سنويًا ومن المتوقع أن يتخطى 307 مليارات دولار خلال عام 2026، وهو ما يتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع خاص لزيادة نصيب مصر من هذه السوق الضخمة.

ونوهت أن الوزارة لا تتدخر جهدًا في مساندة قطاع الذهب، حيث تستهدف الوزارة خلال المرحلة المقبلة اتخاذ عدد من الإجراءات تتضمن حماية حقوق الملكية الفكرية بدعم تسجيل تصميمات قدماء المصريين دوليًا وكذا التصميمات الحديثة التي نجح العديد من المصممين المصريين في فتح أسواق عالمية لها، وإدراج قطاع الذهب والمجوهرات في خطة المعارض الرسمية الخارجية، بالإضافة إلى دعم إنشاء المزيد من المدارس التكنولوجية للذهب والمجوهرات لدعم نقل التكنولوجيا الحديثة لهذه الصناعة الواعدة من خلال مركز تحديث الصناعة التابع للوزارة، لافتةً إلى أن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يقوم بدور محوري في هذا الإطار من خلال تقديم التمويل الميسر والدعم الفني والمشاركة في المعارض للورش الصغيرة والسعى لخلق تعاونيات تجمعهم وتنهض بهم.

وأضافت «جامع» أن الذهب من أهم المنتجات المصدرة خلال عام 2021، حيث بلغ إجمالي الصادرات المصرية من الذهب مليارًا و108 ملايين دولار، مشيرةً إلى أن هناك فرصًا متميزة أمام صادرات القطاع بأسواق الدول العربية ودول القارة الإفريقية، لا سيما في ظل اتفاقيات التجارة الحرة التفضيلية الموقعة مع هذه الدول، بالإضافة الى تمتع المنتجات المصرية بقبول ورواج كبيرين بهذه الأسواق.
وقال المهندس هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه ستتم مناقشة العديد من القضايا المهمة المتعلقة بإنتاج المشغولات الذهبية وتطوير منظومة التجارة الداخلية والتصديرية للمشغولات الذهبية المصرية، بالإضافة لمناقشة التشريعات المحفزة لإنتاج المشغولات الذهبية بما يتيح لمصر التحول لمركز إقليمي لتجارة المشغولات الذهبية والمنافسة في الأسواق العالمية في واحد من أهم قطاعات التجارة العالمية .

وأوضح أن الحلقات النقاشية التي ستقام على مدار 3 أيام، ستناقش مستجدات صناعة وفنون تصميم الحلي والمجوهرات الذهبية وتطوير استخدام الأحجار الكريمة، كما سيشهد المؤتمر حلقة نقاشية سيديرها أحد أعضاء مجلس الذهب العالمي حول آخر مستجدات الإنتاج و التجارة بالأسواق العالمية، بالإضافة إلي جلسة حول تاريخ إنتاج المشغولات الذهبية في مصر والتطور التاريخي والإبداعي للمنتجات المصرية في هذا المجال .

وأشار إلى أنه مع انطلاق النسخة الأولى من المعرض يتم الإعداد للنسخة الثانية التي سيتم إطلاقها العام المقبل لتحقيق مشاركة أوسع للشركات المصرية، كما ستشهد مشاركة عارضين دوليين للسماح للشركات الأجنبية من عرض منتجاتها.