جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«المجمع الصوفي بالسودان» يحذر من الخروج عن آداب التصوف السني

المجمع الصوفي بالسودان
المجمع الصوفي بالسودان

قال المجمع الصوفي السوداني في بيان له، ردًا على أحد المقاطع المصورة المسيئة، والتي تظهر قيام بعض المحسوبين على الطرق الصوفية السودانية، بأفعال خارجه عن الإطار الديني الشرعي والصحيح ، إن طريق القوم مقيدة بالكتاب و السنة و أفعال بعض المنتسبين للتصوف لا تقدح في طريق القوم أبداً، وهذا ما يجب أن يعلمه القاصي والداني، حيث أننا وجدنا خلال الفترة الأخيرة، قيام بعض التيارات المتشددة بالهجوم على التصوف والصوفية، مستغلين في ذلك، قيام بعض المحسوبين على الطرق الزوايا الصوفية بأعمال خارجه عن الكتاب والسنة.


وأضاف: «يقول سيد الطائفة، طريقتنا مشيدة بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويحفظ السنة ويحفظ معانيها لا يصح الاقتداء به، ويقول لو رأيتم رجلا تربع في الهواء فلا تقتدوا به عند الأمر والنهي ويقول شيخ مشايخنا القطب الجامع بين الحقيقة والشريعة عبد الباقي المكاشفي في وصاياه: «وإجتنبوا مخالطة النساء فإنهن حبال الشيطان وشركه الذي لا يخطئ، و قد جاء: «ما خلا رجل وإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»، وقال صلى الله عليه وسلم: «عفوا عن نساء الغير تعف نسائكم».

وتابع: «يقول شيخ مشايخنا محذرا من مخالطة النساء في الوصية السادسة: إلى كافة المريدين والمشايخ والمقدمين أوصيكم بالحضور في الذكر وعدم الغفلة، والتماسك باليدين وإذا دخلتم في الذكر فأدخلوا أربعة لا يزيدون على ذلك، بإطراق الرؤوس والخشوع لله، والنساء بعيد عنكم، وخصوصا الزغاريد لا تكون بل ممنوعة البتة، الحديث: «باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء، وإياكم والنظر إليهن، والذين يريدون أن يجتمعوا معهن، فعملهم محبوط، فما ظهر من أفعال في هذا المقطع مخالفة لكلام ساداتنا أهل الطريق الذين اوصونا بمتابعة الكتاب والسنة».

وأوضح بيان المجمع: «إذا نظرنا لكلام الإمام الشاطبي رحمه الله عن ساداتنا أهل الطريق و قارنا بأفعال أولئك الأدعياء، الوجه الرابع من النقل ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس، وإنما خصصنا هذا الموضع بالذكر، وإن كان فيما تقدم من النقل كفاية، لأن كثيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع».

واستطرد: «اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به، فأول شيء بنوا عليه طريقتهم: اتباع السنة، واجتناب ما خالفها، حتى زعم مذكرهم، وحافظ مأخذهم، وعمود نحلتهم، (أبو القاسم القشيري)، أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع، فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة، إذ لا فضيلة فوقها، ثم سمي من يليهم التابعين، ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء، ثم قيل لمن بعدهم اتباع التابعين، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية من الدين: الزهاد والعباد».