مختار نوح: «أعرف محمد الباز منذ زمن ويمتاز بالثبات على المبدأ»
قال الباحث الدكتور مختار نوح: «أعرف الدكتور محمد الباز منذ زمن بعيد وهناك أناس تكلمهم لثباتهم علي المبدأ، حيث تعرفت علي كل هذا الجيل من الإعلاميين بما فيهم الراحل وائل الإبراشي في سن صغيرة وكان في وقت البعض يجامل فيه الإخوان المسلمين لأهداف معينة، منها النجاح في الانتخابات لكي تحصل على التأييد اللازم، لذلك أقول إن هناك الكثير من القصص التي سمعنا عنها ولم تحدث، ولكل هذا أحفظ الإعلاميين بالاسم رغم كثرتهم، وبعضهم مثل الدكتور «الباز» ثابت على مواقفه، قد تختلف معه أو تتفق لكنك لن تختلف على ثباته ومبادئه، لأنه لم يكن يتبدل في مواقفه، إنما فقط يطورها طبقا للمقتضيات».
وأضاف «نوح» خلال ندوة مناقشة موسوعة «المضللون.. وثائق أكاذيب جماعة الإخوان»، للدكتور محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، بقاعة المكتبة الأدبية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: «كان الباز حينها أكثر مني وعيًا وأكثر حكمة، في وقت كان فيه اليسار المصري يعج بالأسماء، ومنهم فريد عبد الكريم وغيره، وهي شخصيات صادقة وحقيقية».
واستطرد: «اليوم أسمع للباز وأذكر أنني قابلته لأول مرة منذ 22 عاما، والحقيقة كنت استمع للباز الآن مثلما رأيته كأنه اليوم في المواجهة مع الإخوان، وليس شرطا أن تتفق معه ولكنه من الذين ليس لهم أهداف مادية يحققونها من وراء سعيهم»، مضيفا: «الكتاب الحقيقيين هم جنود يبحثون في المسألة بعمق، وهناك من يبحثون بسباب وانفعال، لذا يسيئون للباحثين ويجعلون من بعض الناس أنصار المضللون».
نحارب الشيطان بالشيطان
وتابع «نوح»: «هؤلاء يحتاجون إفاقة لأن هناك عنصر نفسي يجمع بين الاثنين المضللون والمضللون بكسر وفتح اللام، وأود الإشارة إلى أن الاخوان يحاولون إقناع اتباعهم بالغيبيات مرة وبالتزوير مرة أخرى، فمثلا كان شكري مصطفى الاقتناع أمير التكفير والهجرة وهو أول من يمول من ليبيا وكان يعمل لحساب القذافي لكي يحافظ على تماسك الصف، واذكر أن له مقولة «إنما نحارب الشيطان بالشيطان»، وهو ما اتخذه أتباعه على أنه حديث».
وأوضح: «ولكي يسكت الأتباع وقبل أحكام الإعدام التي كانت على الأبواب، قال لهم أنا رأيت رؤية في المنام وأريد القول إن مدعوا النبوة مثل نشأت والفتاة اليمنية الأخرى لم يكونا جددا، فشكري مصطفى قال أنا رأيت في منامي أنني سأخرج وستخرجون معي، وحين صدر حكم الإعدام رجعوا».
وعن الإقناع بالوسائل الأخرى بخلاف الغيبيات، قال «نوح»: «منها تحريف التاريخ، وأقول إن الداعشيون كلهم واحد لأن المنطلق واحد، وهو السيطرة على الأتباع، وهذا الأمر يعالج أمراض نفسية لديهم، مثل حب القيادة وغيره، أي أنها تغازل مسألة نفسية»، مضيفا: «هنا يحضرني مثال حذف رسالة اعتذار حسن البنا من المأثورات، حين خرج واعتذر قال إنهم ليسوا من الإخوان، وقدم اعتذاره ولكن حذفه».
العصمة ليست عند الشيعة فقط
وأكمل: «كل تلك الأمور لكي يقال إنه يجوز الخطأ، لأن عملية العصمة ليست عند الشيعة فقط ولكن عند الإخوان، والمرشد لديهم لا ينطق عن الهوى، وعبّر عمر التلمساني عن هذا الأمر في كتابه بقوله: «حسن البنا الإمام الملهم الموهوب»، متابعا: «أغلب هذه الفترات كنت أدون لبعض القضايا، فتجد مثلا أن 40% من قتلة هشام بركات أميين، وبالأمس القريب كان جليا أن 60% من قتلة المقدم مبروك والطحان أميين أيضًا».
وفي ذات السياق، قال الباحث الدكتور مختار نوح: «وفي الأخير هشام عشماوي كان مثل الدجالين يعيش الضحية في وهم، فكما يقول الدجال أن سبب عدم إنجاب الزوجة هو أن هناك عملا لها كتب على قرموط في البحر، يفعل ذلك هشام عشماوي بطرق أخرى، وفي نسق آخر تجد صالح سنية أمير الجهاد قام بالعزف على نغمات الأفكار التي يقولها للشباب، وحين أحب الرجوع لأنه فشل في أن يكون قاتلا دخل أتباعه ووضعوا منوم للعساكر وقامت المعركة بهذا الشكل».
الفكر المتشدد يخاف من القوة والحزم
وواصل: «الوهم يأتي لحظة ويفوق منها الإنسان تماما كالمريض النفسي، وهذا الفكر المتشدد يخاف من القوة والحزم، ومن حكومة يدها قوية، وأذكر أن منطقتين مثل حدائق القبة وحلوان كلهم كانوا إخوان، لكنهم الآن قبعوا في بيوتهم لأن الحزم والجدية في التعامل معهم يجعلهم يلزمون بيوتهم، مثلهم مثل المريض النفسي».
وأكد: «المسالة تحتاج لجهد، وأربعين رجلا مثل محمد الباز يكتبون بصدق بغض النظر عن الاختلاف والاتفاق، لكنك ستتفق معه لجديته، ونماذج مثل نبيل الهلالي وفريد عبد الكريم تعلمت منهم، لأنهم كانوا متطوعين في كل القضايا وساعدوني لمعرفة الناس من منطلق الحقيقة».
واختتم «نوح» بأننا في حاجة إلى أربعين كاتبًا مثل «الباز»، ليتصدوا مع الحكومة للفكر الهدام، مواصلا: «سيقابلهم مليون فاسد متوسل بالتخابر مع الآخرين».