جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسس أول أوبريت راقص فى مصر.. ذكرى وفاة «شيخ المبدعين» بديع خيرى

بديع خيري
بديع خيري

يصادف اليوم ١ فبراير ذكرى وفاة أحد أشهر كتاب المسرح الفنان بديع خيري، الذي ترك بصمته في عالم الفن وشكل دويتو ناجحا مع الفنان نجيب الريحاني.

حياته:
اسمه بالكامل بديع عمر خيري ولد في 17 أغسطس 1893 م، بحي المغربلين في القاهرة، وبدأ حياته مع التعليم في “الكتاب”، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.

بدايته  الفنية:
بدأ بديع خيري المشوار الفني بكتابة الزجل عندما كان في الجامعة بمعهد المعلمين، بعدما انهى دراسته تم تعيينه مدرس لغة إنجليزية، وبجانب عمله في التدريس بدأ في كتابة المونولوج، ثم كتابة المسرحيات، وقدم أولى مسرحياته تحت عنوان “أما حتة ورطة”.

لقائه بالريحاني:
التقى عام 1918 مع الفنان نجيب الريحاني، حيث كانت أول تجربة فنية جمعتهما في رواية “على كيفك”.
وكان خيري فنان متعدد المواهب فقد كان  كاتب مسرحي وممثل وملحن، وبكل هذه المواهب شكل بديع خيري مع نجيب الريحاني أعظم ثنائي مسرحي في فترتي الثلاثينيات والأربعينيات.

كتابته في الصحف:
اختار لنفسه اسما مستعارا  هو “ابن النيل”، واستمر في كتابة القصائد بذلك الاسم  في صحف "الأفكار" و"المؤيد" و"الوطن" و"مصر".

سيد درويش:
لم يكن "بديع خيري" يتوقف عن التعليم ومحاولة تطوير نفسه، لذا انضم إلى جمعية التمثيل العصري، التي كانت تقام فيها الندوات والحلقات الدراسية حول المسرح الفرنسي، وفي عام 1912 تعرف على الفنان  سيد درويش، ثم بدأ في تأسيس فن الأوبريت الراقص في مصر، وكان أول عمل من هذا النوع الفني الجديد يحمل اسم "الجنيه المصري"، وفي عام 1917 قام بتأسيس المسرح الأدبي، بالإضافة لتأليف بعض المسرحيات لفرقة عكاشة، بالتعاون معه.

في السينما:
 بدأ في الكتابة للسينما المصرية فكان  أول من كتب لها سواء كانت صامتة أو ناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغاني، وكان أول أفلامه الصامتة "المندوبان"، بينما كانت أبرز بداياته في السينما الناطقة في أفلام "العزيمة" و"انتصار الشباب".

بعد عودة الزعيم سعد زغلول من المنفى وإفراج السلطات البريطانية عنه، قدم بديع خيري أوبريت "البرنسيس"، وفي عام 1924 عرضت فرقة الريحاني من تأليف بديع خيري أوبريت "أيام العز" و"الفلوس" و"مجلس الأنس" و"لو كنت ملك"، وفي أواخر العام نفسه كتب خيري مسرحيته التاريخية "محمد علي وفتح السودان"، وحصل بها على الجائزة الثانية من وزارة الأشغال.

مع على الكسار:
سافر  الريحاني وفرقته في جولة فنية إلى البرازيل عام 1924 فقرر بديع خيري كتابة المسرحيات للفنان علي الكسار، حيث كتب له مسرحية "الغول"، وفي أواخر نفس العام، أعادت منيرة المهدية تكوين فرقتها من جديد، فكتب لها خيري أوبريت "الغندورة" وأوبريت "قمر الزمان"، ثم أوبريتات "حورية هانم" و"الحيلة".

في عام 1926م، قدم على الكسار مسرحية "الوارث" من تأليف بديع خيري، وفي تلك المرحلة كان بديع خيري يستعين في كتابة المسرحيات بتقنية خيال الظل، في صنع الحبكة الدرامية لمسرحياته، ورسم بعض مشاهدها، وظهر ذلك في مسرحيات "ليلة جنان" و"علشان بوسة"، كما وظف الأراجوز  فيها وكانت للسخرية من الاحتلال الأجنبي لمصر.