جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

معركة الوعى.. «حياة كريمة» تساعد الأهالى: استشارات قانونية وتوعية مجتمعية

حياة كريمة
حياة كريمة

 

تقدم «حياة كريمة» توعية قانونية واجتماعية لأهالى القرى المدرجة ضمن المبادرة، تتضمن إرشادات حول حقوقهم الدستورية والقانونية وحول التعاملات الحكومية والزواج والطلاق والميراث وغيرها؛ بهدف توفير الأمان المجتمعى للسكان الذين فشلوا فى الحصول على حقوقهم. وترسل المبادرة فرقًا ميدانية تضم مستشارين قانونيين ومحامين وإخصائيين اجتماعيين وغيرهم، من أجل الحديث مع أهالى القرى ومعرفة مشكلاتهم وإرشادهم إلى الطرق القانونية السليمة؛ للحصول على حقوقهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم فى هذا المجال. وتطوع عدد من المحامين والاستشاريين الاجتماعيين ضمن نشاط المبادرة، حيث تبنوا مشكلات الأهالى وعملوا على مساعدتهم وتسهيل حصولهم على حقوقهم، إلى جانب عقد ندوات وجلسات نقاشية معهم لتعريفهم بحقوقهم الأساسية. فى السطور التالية، يتحدث عدد من الأهالى المستفيدين من تلك الأنشطة إلى جانب عدد من المحامين والاستشاريين القانونيين المتطوعين فى ذلك العمل، لـ«الدستور»، حول ما قدمته المبادرة فى ذلك الشأن، وكيف ساعد السكان على تجاوز مشكلاتهم وحل أزمتهم.

نسمة عبدالعال: وفرت لى محاميًا للحصول على حقوق أبنائى

قالت نسمة عبدالعال، تسكن فى كفر طهرمس بمحافظة الجيزة، إنها عاشت حياة قاسية للغاية، بعد انفصالها عن زوجها، الذى تبرأ من كل التزاماته تجاه أولاده الثلاثة، ليتركها وحيدة تنتظر ما يلقيه لها أهل الخير والجيران الذين يعلمون بحالتها المادية.

وأضافت «نسمة» أنها فور رؤيتها شباب الفرق الميدانية التابعة لـ«حياة كريمة» والمختصة بالتوعية المجتمعية، شعرت بسعادة كبيرة، لأنها ستجد أخيرًا من تحكى له عن أزماتها ومشكلاتها، وهى مطمئنة من أنهم سيساعدونها ويغيرون وضعها إلى الأفضل.

وحكت لأفراد الحملة قصتها، التى بدأت بعد انفصالها عن زوجها، الذى تبرأ من أولاده وهرب، دون أن يترك أى وسيلة للوصول إليه، مضيفة: «أقاربه قالوا إنه هاجر، لكن كنت أشعر بأنه يعيش فى محافظة أخرى، وتركنى وحيدة مع أولاده الثلاثة دون أى مصدر دخل»، متابعة: «كان أهل يساعدوننى، وكنت أعيش فى أوقات كثيرة على بعض الوجبات التى توزع فى الشوارع بشكل عشوائى».

وحاولت العمل فى المنازل، لكنها لم تنجح بسبب احتياج أولادها لرعايتها، قائلة: «أغلب أصحاب المنازل يرفضون عملى، لأننى لن آتى وحدى بل رفقة ٣ أولاد فى سن صغيرة»، مواصلة: «لكن الله كان يرسل لى رزقى، كنت أبكى ليلًا ونهارًا ولا أترك صلاة إلا وأطلب فيها من الله النجدة».

وذكرت أنها فور قدوم حملة المبادرة إلى دارها، حلوا لها أزمة «مصدر الدخل» من خلال ضمها لمعاش «تكافل وكرامة»، علاوة على توفير المؤن التى تكفيها شهرًا كاملًا، كما وعدوها بزيارة شهرية، وطلبوا منها أن تتوجه إلى مكتب أحد المحامين الذى تطوع لتوعيتها بحقوق أولادها المسئول عنها الزوج. وأضافت أن المبادرة الرئاسية دعمتها على كل السبل والأصعدة، وهونت عليها عبء توفير حياة كريمة وآمنة ومستقرة لأولادها الصغار، موجهة الشكر للقائمين على المبادرة الرئاسية، والرئيس عبدالفتاح السيسى على تدشين هذه المبادرة التى لا تترك أزمة كبيرة ولا صغيرة إلا وتحاول حلها بشكل جذرى.

محمد أيمن:  أصلحت علاقتى بأختى بعد الخناقات والصراخ

الحمل كان ثقيلًا على كتفيه، فالولد الذى كان ينشغل بأمور الصبيان، مات أبوه وأمه فجأة فى حادث سير، وتركاه وحيدًا مع أخته الصغيرة، فاضطر لأن يصبح أكبر من سنه، بتقليد ما يفعله الكبار لضمان استقرار المنزل.. أخته كانت تعصاه، وزادت المشكلات بينهما ووصلت للاشتباك بالأيدى والصراخ، وكان الولد يائسًا من أن يجد حلًا لمشكلته.

محمد أيمن، شاب من مركز الصف بمحافظة الجيزة، ضمن المستفيدين بحملات التوعية القانونية والاجتماعية التى تنفذها مبادرة «حياة كريمة» فى القرى بجميع المحافظات، قال إنه حينما وصلت المبادرة الرئاسية إلى القرية، علم المسئولون بالمشكلات التى حدثت بينى وبين أختى، ونصحنى المسئولون بحضور ندوات التوعية التى تنظمها المبادرة. وذهب الشاب إلى الندوة، وكانت تحمل عنوان «لا تخسر الآخر»، وتحدث خلالها خبير عن طرق التعامل بين الأشخاص المختلفين فى وجهات النظر».

وأكد أنه شعر بالندم، لأنه اشتبك بالأيدى مع أخته، وقرر أن يشترى لها هدية: «جبت لها الشوكولاتة اللى بتحبها»، وجلس وتحدث معها، وقبلت اعتذاره، وأصبحا صديقين يتحملان مسئولية البيت معًا.

محمد السيد: تطوعت لشرح القوانين فى القرى

قال محمد السيد، محام فى المحاكم الابتدائية، إنه قرر التطوع لتقديم الاستشارات القانونية وتوعية الأهالى؛ فى ظل عدم الوعى بالقوانين فى القرى الفقيرة والنائية.

وذكر «السيد» أن الأيام الماضية كشفت له عن وجود عوار توعوى كبير فى المجتمع، لافتًا إلى أنه قابل حالات تعرضت لأزمات صعبة، ضاربًا المثل بـ«أم تعمل للحصول على أجر توفر به الطعام لأولادها، فيما ترك زوجها القرية وتزوج، وحين قابلت شقيقه رفض مساعدتها أو منحها أى شىء من ممتلكات زوجها بحجة أنه لا يزال على قيد الحياة».

وأضاف أن المبادرة الرئاسية تعمل على نشر الوعى والارتقاء بالمجتمع، متمنيًا تعميم التجربة فى كل محافظات مصر، من أجل تقديم الوعى القانونى والاجتماعى، متابعًا: «الحياة صعبة والوعى هو السلاح الوحيد للأهالى».

شيماء حسن: ناقشنا قضايا الثأر وخلافات الميراث.. واستمعنا للشكاوى

شيماء حسن، إخصائية اجتماعية، قالت إن كل الناس يمرون بمشكلات اجتماعية، تتطلب تدخل المختصين أحيانًا، مؤكدة أن التوعية الاجتماعية ضرورة لتطوير أى مجتمع.

وأضافت «شيماء»: «الثأر ومشكلات الميراث وغيرها من المشكلات، هى نتيجة للخلافات المجتمعية، فقد يضطر شخص إلى القتل حتى لا يلحق به العار»، موضحة أن الندوات التى تعقدها المبادرة الرئاسية تناقش جميع الموضوعات الشائكة، وتستمع إلى شكاوى المواطنين وتتناقش معهم.

ووجهت الشكر للرئيس السيسى، الذى أطلق هذه المبادرة التى غيرت شكل الريف فى مصر، متمنية أن تستمر جهود المبادرة حتى تقضى على الفقر والجهل فى مصر.