جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مستقبل مصر.. «حياة كريمة» تكتشف مواهب خفية داخل القرى المصرية

حياة كريمة
حياة كريمة

مئات من الشباب، أعمارهم مختلفة، وشهاداتهم العلمية متفاوتة، تقدموا للمشاركة في مبادرة "حياة كريمة" طواعية منهم لتقديم الدعم لآلاف الأسر المصرية داخل القرى المفتقرة للخدمات الصحية والبيئية والمجتمعية، لكن المبادرة الرئاسية أيضًا كان لها دورًا كبيرًا في اكتشاف مواهب خفية داخل القرى المصرية.

واستغل ذلك منسقي المبادرة للعمل على تطوير هذه المواهب الشابة، والاستفادة من قدرتهم على تحقيق التغيير المطلوب في المستقبل، للنهوض بالدولة المصرية، والتوسع في نشر المساعدات في جميع أنحاء الجمهورية.

«طورت مشروعي وحمتني من خسارة الأموال»

قال أحمد محمد، طالب بالفرقة الرابعة كلية تجارة جامعة الزقازيق، إنه دائمًا ما أراد الاعتماد على نفسه في حياته، لذا قام بافتتاح كشك بقالة، وكانت مشكلة قلة إقبال الزبائن عليه عائقًا أمامه في تحقيق الأرباح؛ نظرًا لوجود محال عدة تبيع نفس منتجاته في ذات الشارع.

لم يكن أمامه سوى خفض أسعار المنتجات كي تتوافد الزبائن على المحل، حتى جاءته مبادرة "حياة كريمة"، وساعدته في أن يكون المحل الخاص به مميزًا، ويشهد إقبالًا كثيفًا دون خسارة أي أموال.

وأوضح: "عرفت عن الدورة من خلال صفحة الفيسبوك بالكلية، وشعرت بفرحة كبيرة عندما علمت بأنها تابعة للمبادرة الرئاسية، حينها تأكدت إنني قصدت المكان الصحيح لتطوير فكرة مشروعي، وبالفعل صدق حدسي.

وعن محتوى الدورة: "حضرت دورات عديدة سابقًا في مجال ريادة الأعمال، ولكن اختلفت تلك الدورة كثيرًا، كان المحاضرون من أكفأ المدربين الذين رأيتهم، امتاز أسلوبهم بالبساطة رغم احتواء الدورة على عرض معلومات اقتصادية دسمة وحسابات معقدة، ولم يكتفوا بالشرح النظري فقط".

وواصل أن التطبيق العملي على كل جزء من محتوى الدورة مكنه من تطوير فكرة مشروعه، وكسبه للأموال من خلال معرفته بالمنافذ الرئيسية لشراء البضائع بدلًا من الاعتماد على تجار التجزئة، لتوفير الأموال، فضلًا عن إلمامه بالقواعد الصحيحة في التعامل مع الزبائن، وأصبح لديه وعيًا كافيًا بالاستعدادات التي يتخذها في حالة زيادة أسعار المنتجات وحمايته من الخسارة والعجز.

واختتم حديثه لـ"الدستور"، مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في عنايته بالشباب، والتفكير في مستقبلهم، وحمايتهم من البطالة، وذلك من خلال إتاحة دورات تساعدهم على تنفيذ مشروعاتهم وتنميتها، مشيرًا إلى أنه نقل محتوى الدورة لمعظم أفراد قريته ليستفادوا منه.


منسقة المبادرة: برامج تدريبية لطلاب المدارس داخل الكليات كل ثلاث أيام
 

وأوضحت الدكتورة إيمان أبو الفضل، منسق مبادرة "حياة كريمة" بجامعة المنصورة، أن الطلاب الذين يحصلون على تقديرات عالية في مدارسهم، يتم إدراجهم على الفور ضمن المبادرة الرئاسية، للاستفادة من البرامج التدريبية التي تدشنها الكليات كل ثلاث أيام.
وقالت: "نظمنا ورش تدريبية بكلية العلوم، وكلية الحاسبات والمعلومات، ونعمل حاليًا على تجهيز الدورات الجديدة بكليات الطب البيطري والهندسة والزراعة، كما وفرنا برنامجًا احترافيًا لـ40 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 8-13 عام، وتعلموا من خلال أساسيات البرمجة والبيومعلوماتية".
وأشارت رئيس لجنة القوافل بـ"حياة كريمة" إلى معايير اختيار الطلبة الملتحقين بالورش التدريبية داخل الكليات، بناءً على بيانات قوافل اكتشاف الموهوبين والمبدعين، والتي تتم على مرحلتين، من عقد اختبارات تختص بالقدرات الذهنية العالية والقدرة على الحساب بشكل جيد، كما تم تصميم برامج جديدة لزيارة الكليات، والحصول على دورات في الرياضة والفيزياء والكيمياء.

تحدثت أيضًا عن مضمون الورش، قائلة: "تبدأ المحاضرة بأسئلة نظرية حول الحاسبات والبرمجة، ثم يتم شرح بشكل عملي، لاختبار مدىقدرة استيعاب الطلبة على ما تم شرحه، ولكن الأهمية الرئيسية للتدريبات هو احتكاكهم بالعالم الجامعي في هذا السن الصغير؛ ما يفتح مداركهم على أشياء عدة، ويكون لديهم خلفية معلوماتية عن الكلية، وقد يخلق بداخله هدفًا للالتحاق بها في المستقبل.
واختتمت: "استفادوا أيضًا من قدرة التواصل المستمر مع دكاترة الجامعة الذين دربوهم، لتوجيههم إلى المسار الصحيح، وبعد الانتهاء من الدورة، يتم استخراج الطلاب المتميزين، وتخصيص تدريبات عالية المستوى لهم على مستوى المحافظة والجمهورية، فالمبادرة لم تعد مهتمة فقط بالبنية التحتية للقرى المصرية، بل وضعت معايير بناء الإنسان وتطويره أمرًا هامًا أمامها".