جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ضهر دينا

كلنا نعرف عثمان أحمد عثمان، ومجموعة شركات عثمان، ونعرف إنه ليها تاريخ كبير في مجالات كتير، جوه البلد وبره، ونعرف إنه من المجموعة دي شركة "مزارع دينا".
المزارع دي عملها المهندس حسين عثمان في تمانينات القرن العشرين، وبدأت بـ استصلاح وزراعة 1500 فدان سنة 1987، ووصلت بعدين لـ أكتر من عشر آلاف فدان، وشيء الحقيقة يدعو لـ الفخر.
المهندس حسين عثمان أسس نادي، وفي البداية كان لـ كل مجموعة عثمان، رغم إنه مجموعة عثمان عندها أكتر من نادي، وفي أكتر من محافظة، على رأسها الشقيق الأكبر "المقاولون العرب"، فضلا عن دور العثمانيين في النادي الإسماعيلي، لكن النادي الوليد كان لـ كل المجموعة، على الأقل من حيث الاسم، فـ كان نادي "اتحاد عثمان" الرياضي.
ما خدش النادي وقت طويل في المظاليم، وتدرج في الصعود، لـ حد ما وصل لـ الدوري الممتاز موسم 1994-1995، بس ما قدرش في الموسم الأول دا يتماسك، عادة الأندية لما بـ تبقى صاعدة، مش بـ تقدر تعبر عن كل إمكانياتها، صحيح فيه استثناءات، لكن دا الطبيعي، وحتى لو احتلت مركز كويس في الموسم الأول، اعرف إنه إمكانياتها كانت تسمح بـ المزيد.
لكن عدم تماسك اتحاد عثمان، وصل إنه في نفس الموسم اللي صعد فيه، هبط تاني لـ المظاليم، وكان مطلوب منه يعيد المحاولة من الأول، لكنه تحمل صدمة العودة السريعة لـ المظاليم، وما قعدش، صعد على طول تاني، لـ ذلك ممكن نعتبر بدايته الفعلية موسم 1996-1997، اللي أداه كويس، وبدا إننا قدام نادي هـ يكون له شأن.
بعد هذا الموسم، قرروا تغيير الاسم لـ مزارع دينا، في نوفمبر 1997، وساعتها الإعلام كان بـ يفضل الاختصار ويقول دينا، إنما إعلاميين وصحفيين كانوا بـ ينبهوا إلى إنه دا غير لائق، عشان زي ما إحنا عارفين، الملعب فيه خط ضهر وخط وسط، فـ ما ينفعش يعني المعلقين يقولوا ضهر دينا ووسط دينا.
على أي حال، النادي قضى بعدها فترة في الدوري الممتاز، أربع مواسم متواصلة بـ الاسم الجديد، وكان فعلا رقم صعب، وحقق نتايج مش بطالة، منها الفوز على الزمالك في مباراة شهيرة، في موسم 1998-1999، لما كان عبد المنصف لسه بـ يلعب في مزارع دينا "ياااااه بـ يلعب من زمان أوي" وتألق فيها حسن عواد.
إنما بـ مرور الوقت، أدرك القائمين على النادي، إنه الاستمرار كـ نادي له فريق كرة قدم في الممتاز، موضوع مكلف جدا ماديا، ومفيش عائدات من ورا كل التكاليف، خصوصا إنه الاحتراف كان بدأ يتضح، وبقى مطلوب التعاقد مع لاعبين، والعقود دي بـ تخلص بـ سرعة، فـ يبقى لازم تجدد الموضوع، ولازم تدعم الفريق بـ لاعبين طول الوقت، والأسعار بـ تزيد كل يوم نتيجة المضاربات، والموضوع ما بقاش زي وقت ما بدأ النادي منتصف التسعينات، فـ حسبوها، ولقوا البيعة خسرانة.
دا طبعا مش معناه إنه تعمدوا الهبوط لـ المظاليم، بس هي الدنيا بـ تمشي كدا، أول ما تبدأ تقصر، تسوء النتايج، ولو ما هبطتش الموسم دا هـ تهبط اللي بعده، وهكذا بدأ المنحدر، بس والله سابوا ذكريات طيبة، وهي الحياة إيه غير شوية ذكريات.