جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«مش مجرد دور برد».. تحذيرات مستمرة للإصابة بمتحور أوميكرون

أوميكرون
أوميكرون

مع انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ هذه الفترة زادت نسب إصابة الكثير من المواطنين بنزلات البرد وأصبح هناك تخوفات من حقيقة هذه الإصابة مع إذا كانت مجرد نزلة برد عادية أو إصابة بمتحور كورونا الجديد أوميكرون الذي يصفه الأطباء بالأسرع والأكثر انتشارًا. 

أطباء يوضحون لـ" الدستور" سبل التعرف للتفرقة بين الإصابة بنزلات البرد أو الإصابة بمتحوّر أوميكرون. 

أي مخالطة دون إجراءات احترازية 

قال الدكتور محمد عز العرب إنه يتم التفريق بين نزلة البرد العادية والإصابة بمتحور أوميكرون الجديد وفقًا للتاريخ الاستقصائي للمريض، ففي إحالة تعرض الشخص المصاب بأعراض البرد هذه للتجمعات سواء في احتفالات أو عزاء أو أي تجمع خلال أسبوعين ودون اتخاذ أي إجراءات احترازية من ارتداء الكمامات أو الالتزام بالتباعد المكاني فإن هذا الشخص مصاب بكورونا والمنتشر في الوقت الحالي هو أوميكرون.

وأوضح عز العرب، لـ"الدستور"، أن المصاب يشعر بارتفاع في درجات الحرارة لا تنخفض مع وجود صداع شديد والتهاب في الحلق وسيلان الأنف وآلام شديدة ووجه شديد بالجسم كاملًا كل هذا يعتبر من الإصابات المؤكدة لكورونا ومتحوّر أوميكرون.

أضاف أنه من الملاحظ في الوقت الحالي أن الإصابة بمتحوّر أوميكرون أو هذا المتحور الجديد والمختلف عن المتحورات السابقة لا  تأثر على  حاستي الشم والتذوق، ولا وجود ملاحظ بشكل كبير للالتهابات الجلدية، وهو ما يجعل الأطباء يفرقون إكلينيكًا بين المتحورات في حالة الإصابة خاصة إذا كان هذا الشخص لم يتم تطعيمه وهو الذي يجعل الأطباء يتأكدون أن هذا الشخص مصاب بمتحوّر كورونا الجديد وليس مجرد نزلة برد.

أكد أن التطعيم بلقاح كورونا والمتمثل في الجرعتين الأولى والثانية والالتزام بالجرعات المنشطة للفئات الأكثر أهمية والتي أعلنت عنها وزارة الصحة، فكل الأعراض السابقة في حالة ظهورها على المريض ولم يك مطعم بلقاح كورونا يمكن التأكد أن هذا المريض مصاب بفيروس كورونا وليس مجرد دور برد خاصة إذا تعرض للتجمعات قبلها بفترة تصل إلى أسبوعين.

أشار عز العرب إلى أننا في الوقت الحالي في انتظار اللقاحات المطورة التي ستطرحها شركات الأدوية لتواكب تطور تحورات فيروس كورونا مثل شركة فايزر التي أعلنت أنها ستطرح لقاحها المطور بعد شهرين في مارس تحديدًا، وكذلك إعلان شركة موديرنا عن طرح لقاحها المطور مع حلول فصل الصيف.

قال د. محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، إنه مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة احتمالية الإصابة بنزلات البرد الموسمية جراء فيروس الأنفلونزا الموسمي هنا يصعب التفريق بين دور البرد العادي وبين الاصابة بمتحور أوميكرون، خاصة مع ظهور هذا المتحور الجديد وانتشاره السريع للغاية والذي يتشابه في أغلب أعراضه مع أعراض دور البرد العادي لذا وجب التعرف على الفرق بينهما.

أوضح أبو عامر، لـ"الدستور"، أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية WHO يشبه المتحور الجديد اوميكرون في تكوينه الجيني الفيروس المسبب لنزلات البرد العادية ويتشابه في الكثير من أعراض المرضين معا ومنها السعال وحكة الزور والحلق والصداع وارتفاع درجات الحرارة وتكسير الجسم وسيلان الأنف.

وتابع "المصابين بأوميكرون لا يفقدون الشم والتذوق اطلاقا وهو العرض الذي كان أشهر محددات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وبالتالي تظل محددات الإصابة باوميكرون هي التعب والهمدان وتكسير الجسم والحرارة و الصداع الشديد جنبًا إلى جنب مع أعراض البرد العادية وتقتصر الأعراض في حالة الإصابة بأوميكرون على الجزء العلوي من الجهاز التنفسي في الأنف والحلق فقط ولا تمتد الإصابة إلى الرئتين كما  كان الحال مع متحور دلتا.

وأكد أنه حتى الآن لا يوجد غير تحليل المسحة PCR للتأكد من الاصابة باوميكرون، ومن المتوقع أن يكون سرعة الانتشار البيئي الوبائي لمتحور اوميكرون شديدة وقوية جدا هذه الأيام من السنة نظرًا لانخفاض درجات الحرارة في البلاد ويكون انتشاره أعلى من ٣ إلى ٥ مرات من متحور دلتا.

وذكر أن كل ما نعرفه عن اوميكرون حتى الآن أنه تختلف مدة احتضان الفيروس المتحور الجديد عن دلتا حيث تقل إلى يومين فقط بينما كانت تصل إلى اكثر من اسبوع مع متحور دلتا و هي الفتره بين الاصابة بالعدوى وبداية ظهور الأعراض.

أشار أستاذ علم المناعة إلى أن الخطر الأكبر لكلا من فيروس الأنفلونزا الموسمي ومتحوّر أوميكرون أو دلتا يكون على الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة على الأخص، لذا فاللقاحات مهمة لأنها تمنع تدهور الحالات عند الاصابه بأي منهم، لذا ينصح بتلقى لقاح كورونا و لقاح و مصل الأنفلونزا الموسمي لهذه الفئات لتعزيز فرص التصدي لمواجهة انتشار متحور اوميكرون الجديد.