المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمى: «الوضع فى مصر يبعث بالأمل»
قالت المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة التابع للأمم المتحدة، كورين فلتشر، إن وضع الدولة المصرية في ظل النهج التنموي الشامل الذي تتبعه، يبعث الأمل للمنطقة، على الرغم من أن الوضع الحالي في العالم يزيد من مخاوف برنامج الأغذية العالمي من وقوف المزيد من الدول على حافة المجاعة، مشيرة إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر لدعم قضايا الأمن الغذائي وتقليل مخاطر المجاعات في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بكورين فلتشر، على هامش مشاركتها في الدورة الرابعة من منتدى شباب العالم، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة شرم الشيخ، وحضر اللقاء برافين اجوارال المدير القُطري للبرنامج، وعدد من ممثلي مكتب البرنامج بمصر.
وفي بداية اللقاء، ثمنت فلتشر ما قامت به مصر في مسار التنمية، حيث ركزت على دعم الإنسان نفسه من خلال مبادرات مثل "حياة كريمة" و"سكن كريم"، وهو الأمر الذي عزز بشكل خاص علاقات التعاون بين مصر والبرنامج، وعظّم الاستفادة من إمكانات وخبرات الطرفين لتبنّى شراكات تكاملية شاملة تعزز بعضها البعض، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة دخل صغار الفلاحين والمرأة، وارتفاع قيد الأطفال بالمدارس.
وهنأت مصر على نجاح منتدي شباب العالم في نسخته الرابعة، مستعرضة رؤية البرنامج لحالة الأمن الغذائي وسوء التغذية التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط وإفريقيا في ظل تفاقم الصراعات وتغير المناخ وتفشي جائحة كورونا، لافتة إلى أن كل ذلك ساهم في تضاعف أعداد المعرضين لخطر المجاعات ومخاطر نقص الغذاء في دول لم يسبق لها التعرض لذلك.
وأضافت أن مصر لديها الكثير لتقدمه لدول المنطقة من خلال مشاركة تجاربها الناجحة في دعم تحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأنها تحتضن "مركز الأقصر للابتكار وتبادل المعرفة"، الذي دشنه البرنامج بالأقصر، منوهة في هذا الصدد بإمكانية العمل على دعمه ليكون منصة إقليمية لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات لتحقيق الأمن الغذائي ومعالجة سوء التغذية بدول المنطقة.
ومن جهته، أكد برافين اجوارال أنه يقع على عاتق البرنامج توفير أشكال الدعم الممكن للحكومة المصرية، لاسيما في ضوء ما اكتسبه مكتب برنامج الأغذية العالمي في القاهرة من خبرة كبيرة خلال السنوات الماضية من عمله، لافتًا إلى أن المكتب يعكف على دراسة آليات لتعزيز مشاركة الشباب، وتوسيع استخدامات التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز قدرة المجتمعات على التعامل بشكل أفضل مع الأزمات والتعافي منها.
وأضاف، أن البرنامج يعمل حاليا على دعم التنمية الريفية في 100 قرية مصرية، ويسعى إلى توسيع نطاق التعاون مع الحكومة لتشمل 500 قرية، بما يتماشى مع المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، موضحا أنه في سبيل تحقيق التنمية الريفية، فإن المكتب قام ببناء شراكات مع البنك المركزي وعدد من البنوك المصرية لدعم جهود الدولة في تحقيق الشمول المالي ودعم صغار الفلاحين، ورفع مستوى معيشتهم اقتصاديًا واجتماعيًا.
وأشاد بجهود مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، والتي أسفرت عن استضافتها المرتقبة لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27»، معربا عن تطلع المكتب لتقديم كافة سبل الدعم الممكن لضمان تحقيق الأهداف المرجوة الخاصة بالأمن الغذائي والتغذية والتغير المناخي.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن اتفاقه في الرأى مع مسئولى برنامج الأغذية العالمي بشأن مخاوف البرنامج من المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي بالمنطقة، لاسيما وأن هناك دولاً لم يكن من المتصور تعرضها لأزمات نقص الغذاء، مؤكدا موقف مصر الثابت من دعم أشقائها في المنطقة لتجاوز هذه المحن، وحرصها على دعم أية مبادرات من شأنها مساندة الدول التى تعانى نقص الغذاء وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية لها.
ورحب بالتعاون مع البرنامج في دعم المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مشيرًا إلى أنه التقى بالعديد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية وشركاء التنمية لدعوتهم للمشاركة في هذا البرنامج التنموي غير المسبوق، والذي يستهدف تحسين حياة ما يزيد على نصف سكان مصر.
كما رحب برغبة البرنامج في التوسع ببرنامج دعم التنمية الريفية لتشمل 500 قرية، لافتا إلى استعداد الحكومة لتوفير كافة سبل الدعم الممكن، وداعيا مكتب البرنامج بالقاهرة لإعداد تصور مقترح لسبل تحقيق ذلك، تمهيدا لمناقشته والعمل علي تنفيذه.
ورحب رئيس الوزراء كذلك بمشاركة المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمية والوفد المرافق لها في منتدى شباب العالم، مشيدا بالتعاون القائم بين مصر والبرنامج.