جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«الأرثوذكسية» تحتفل بذكرى نياحة القديس يؤانس قمص

الكاتدرائية
الكاتدرائية

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، السبت، بذكرى نياحة القديس يؤانس قمص شيهيت.

وقال كتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، إن في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا يوأنس قمص شيهيت الذي رسم قمصًا علي دير القديس مقاريوس واستضاءت البرية به وصار أبا لكثير من القديسين، منهم الانبا جاورجة والأنبا ابرام الكوكبين العظيمين والأنبا مينا أسقف مدينة تمي، والأنبا زخارياس، وكثيرون غيرهم. الذين صاروا سببًا في خلاص نفوس كثيرة.

ولكثرة ورعه وعظم تقواه، كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطئ من غيره، ومرات كثيرة كان يعاين السيد المسيح والملائكة تحيط به على المذبح، ونظر مرة أحد القسوس وكان سيئ السمعة ـ أتيا إلى الكنيسة، والأرواح الشريرة محيطة به، فلما وصل هذا القس إلى باب الكنيسة، خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار، وطرد عنه الأرواح النجسة فدخل القس ولبس الحلة الكهنوتية، وخدم وناول الشعب الأسرار المقدسة.

ولما انتهي وخلع ثياب الخدمة وخرج من الكنيسة، عادت إليه تلك الأرواح كالأول، هذا ما قاله القديس الأنبا يوأنس للإخوة الرهبان ليعرفهم أنه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ وغير الخاطئ؛ لأنه لأجل أمانة الشعب يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين، وقال لهم مثلا على ذلك بقوله: "أنه كما أن صورة الملك تنطبع علي الخاتم المصنوع من الحديد أو الذهب، والخاتم واحد لا يتغير، كذلك الكهنوت واحد مع الخاطئ والبار ، والرب هو الذي يجازي كل واحد حسب عمله، وقد قاسي هذا القديس شدائد كثيرة، وسباه البربر إلى بلادهم، وقضى هناك عدة سنين لقي فيها الهوان.

التقى هناك بالقديس صموئيل رئيس دير القلمون، وبنعمة الله عاد إلى ديره ولما علم في رؤيا بيوم انتقاله جمع الإخوة وأوصاهم بحفظ وصايا الرب، والسير في طريق الآباء القديسين، ليشاركهم النصيب الصالح والميراث في ملكوت السموات.

وبعد قليل مرض، فأبصر كان جماعة من القديسين قد حضروا لأخذ روحه، ثم أسلم الروح بيد الرب، فحمله الإخوة إلى الكنيسة، ولشدة محبتهم له واعتقادهم في قداسته، احتفظوا بقطع من كفنه وكانت واسطة شفاء أمراض كثيرة وعاش هذا الأب تسعين سنة.