جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

21 مومياء للأطفال تكشف أسرار الطب المصرى الفرعونى

أسرار الطب المصرى
أسرار الطب المصرى الفرعونى

كشفت دراسة حديثة عن طريق التصوير المقطعى لـ 21 مومياء مصرية قديمة لأطفال، قام بها سبعة باحثين من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، المزيد من الأسرار عن الطب في مصر الفرعونية.

 

ووفقا لصحيفة ذا ناشيونال، فإن الدراسة الجديدة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب لمومياوات الأطفال المصريين القدماء هي أول دراسة تظهر دليلًا إشعاعيًا على وجود صديد جاف بسبب الالتهابات وضمادة مصرية قديمة كانت تستخدم للعلاج.

 

وأجرى فريق من سبعة باحثين من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لكامل الجسم على 21 مومياء مصرية قديمة للأطفال و تضمنت المومياوات 18 في متاحف ألمانية واثنتان في متاحف سويسرية وواحدة في متحف إيطالي.

 

وكانت معظم المومياوات من العصر البطلمي (332-30 قبل الميلاد) والروماني (30 قبل الميلاد - 395 بعد الميلاد).

 

وكان الهدف من الدراسة هو تحديد الالتهابات القيحية، التي تحتوي على صديد أو تصريفه، في المومياوات الخارجية المحفوظة جيدًا.

 

ووفقا للدراسة: كان لدى ثلاث من المومياوات الـ 21 دليل إشعاعي على مثل هذه العدوى، و في مومياء فتاة صغيرة ، تم اكتشاف بنية تشبه الضمادة في أسفل الساق اليسرى والتي من المحتمل أن تكون ضمادًا لآفة جلدية.

 

وقال الباحثين: “قد تكون هذه الحالات بمثابة نماذج لمزيد من التحقيقات في علم الأمراض” كما"يساهم “الدليل” و  الضمادة الأصلية في معرفتنا بالطب المصري القديم."

 

وفي مصر القديمة، كانت العدوى شائعة الحدوث وسببًا رئيسيًا للوفاة بسبب غياب المضادات الحيوية.

 

لكن الدراسة تقول إن الأدلة على وجود عدوى في المومياوات القديمة محدودة، لا سيما في مومياوات الأطفال التي لم يتم التحقيق فيها كثيرًا و في السابق ، تم الإبلاغ عن أدلة جزيئية على تجرثم الدم، ووجود البكتيريا في الدم، في مومياء رضيع مصري قديم.

 

وأصبح التصوير المقطعي المحوسب المعيار الذهبي لأساليب التصوير غير المدمرة في دراسات المومياء البشرية.

 على سبيل المثال، في فبراير من العام الماضي، كشفت الأشعة المقطعية لمومياء الفرعون المصري سقنن رع تا الثاني تفاصيل ظروف وفاته العنيفة.

 

وفي الدراسة الأخيرة، تم استخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لنمو الأسنان والهيكل العظمي لتقدير عمر الأطفال عند الوفاة، حيث تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و 14 سنة و وكان متوسط ​​العمر حوالي 5 سنوات.

 

كما تم تحديد الجنس من خلال تحديد الأعضاء التناسلية، ورموز زخرفة المومياء والأسماء المكتوبة على التوابيت أو ورق البردي و تم تقييم اثني عشر طفلاً على أنهم ذكور وسبعة على أنهم إناث ، بينما كان الجنس غير محدد في اثنين.

 

وتشير الحالة الأولى للعدوى في مومياء صبي يبلغ من العمر 9 إلى 11 عامًا إلى التهاب قيحي في الجيوب الأنفية كما يتضح من الكتل الجافة ، خاصة في الأجزاء القاعدية من الجيوب الأنفية الفكية.

 

وفي الحالة الثانية، مومياء فتاة تبلغ من العمر سنتين ونصف إلى 4 سنوات لها هيكل يشبه الضمادة على ساقها فوق كتل داخل الأنسجة الرخوة المجاورة و تشير الدراسة إلى أن الكتل تتفق مع القيح الجاف ، "مما يشير إلى إصابة الفرد بالتهاب النسيج الخلوي الصديد أو الخراج".

 

كما تم الإبلاغ عن علاج التضميد في بردية إدوين سميث ، وهي نص طبي مصري قديم وأطروحة عن الصدمة من حوالي 1650 قبل الميلاد إلى 1550 قبل الميلاد و يشمل العلاج لسحب الحرارة من فم الجرح المصاب ملح النطرون ومسحوق يوضع داخل ضمادة.

 

وفي الحالة الثالثة ، وجد الباحثون مستوى سائل جاف في الكبسولة المتضخمة من الورك الأيمن في مومياء صبي يبلغ من العمر 2 إلى 3 سنوات ، "يشير على الأرجح إلى جفاف صديد في التهاب المفاصل الإنتاني".

 

واقترح الباحثون أن الارتباط الإشعاعي المرضي في المومياوات حيث يتوفر أخذ العينات الجسدية قد يكشف عن مزيد من الأفكار حول الالتهابات القيحية في مصر القديمة.