جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«إهانة.. فصل تعسفي.. ديون».. ما دوافع الموظف المنتحر «نور»؟

الموظف المنتحر
الموظف المنتحر

«إهانة .. اكتئاب .. فصل تعسفي.. ضائقة مالية .. ديون»، كل هذه دوافع أنهت الحال بموظف في شركة بمنطقة التجمع وأجبرته على الانتحار وإلقاء نفسه من الطابق الثالث، وسط غضب من زملاء العمل وتضامن رواد السوشيال ميديا معه.

  • بداية الواقعة

تلقت مديرية أمن القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة التجمع الخامس، بورود بلاغًا من موظف استقبال في شركة، يفيد بوجود شاب متوفى نتيجة انتحاره.

وانتقلت قوة من رجال الشرطة، إلى موقع الحادث، وتوصلت التحريات إلى أن المتوفى كان يعاني من حالة اكتئاب؛ بسبب ضغوط العمل، وظروف مادية سيئة، فقرر التخلص من حياته.

  • قرارات النيابة

وقررت جهات التحقيق، تشريح جثة «نور. ع»، 45 عامًا، الموظف المنتحر بإلقاء نفسه من الطابق الثالث من شركة بمنطقة التجمع الخامس، وإعداد تقرير عن الوفاة، والتصريح بالدفن عقب ذلك، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء شهود العيان وأسرته لسماع أقوالهم.

  • زملائه في العمل

عبرت صديقة «نور»، روشن بغدادي، عن استيائها عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي مما حدث ومن تصرف المدير المتسبب في وفاة زميلهما.

وقالت عبر – فيسبوك - صديقها نور كان يقف بجانبها قبل انتحاره بدقائق، وأقدم على الانتحار بسبب معاملة مديره السيئة وتوبيخه المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه وهدده بالرفد وكان يمر الضحية بضائقة مالية.

  • الظروف المادية

وقالت نشوى عاشور، إنهما منفصلين من 6 أشهر، وكان يعيش مع زميله بسبب عدم قدرته على سداد إيجار شقته، ولكن في الفترة الأخيرة عاد مرة أخرى إلى البيت والعيش مع أولاده بسبب ظروفه المادية التي كان يمر بيها، وكانت ينتظر الأرباح السنوية ليسدد جزء من ديونه التي بلغت 15 ألف جنيه.

وقالت إنها حتى الآن لم تستطع إخبار أولادها، خوفًا على مشاعرهم ولكنه تفاجأ نور بأن المدير يبلغه بالاستغناء عنه وقتها قرر الانتحار، وان المريض لم يراعي أنه كان يعاني من مرض السكر، وبسبب ظروف مرضه فإنه يحتاج إلى دخول لدورة المياه، ولكن بسبب تعنت المدير الخاص به، كان يرفض دخوله، ويأمره بمباشرة عمله، وكان يشتكي لها دائما بسبب معاملة المدير السيئة له ولباقي زملائه. 

 

  • التحريات: «حالة اكتئاب»

وبيّنت التحريات، أن المتوفى عانى مؤخرًا من حالة اكتئاب؛ نتيجة تهديد بالفصل من الشركة التي يعمل بها، فأقدم على الانتحار من الطابق الثالث داخل الشركة، ولا شبهة جنائية في الواقعة.

وتبين أن مدير الشاب المنتحر كان دائم التوبيخ له لكثرة دخوله الحمّام، وذلك لإصابته بمرض السكري الذي يستدعي دخوله أكثر من مرة في فترات قصيرة، وهو ما تكرر يوم الواقعة، إذ وبّخه المدير وخصم 4 أيام من الراتب.

كما أنه هدده بالفصل من العمل حال تكرار ذلك الأمر وتبين أنه كان مديناً بمبلغ 15 ألف جنيه، وينتظر الأرباح السنوية لسداد ديونه خاصة أن مرتبه 4800 جنيه، ويوم الواقعة نشبت مشادة مع مديره بسبب كثرة دخوله الحمام، وتعمّد المدير إهانته أمام الجميع وفصله من العمل ما جعله يلقي بنفسه من الشرفة.