جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نوبة صحيان لمواجهة كورونا

 

بداية، الحديث سيكون حول الخطر الداهم ما لم يتحرك العلماء والخبراء لكشف سبيل المواجهة السريعة حول هذا الوباء الذى يتحوّر ويتحوّل ويغيّر من خواصه ومظاهره للفتك بالبشر فى أى موقع من أركان العالم.

وينادى عالم الفيروسات الإيطالى أندريا كريز، مدير قسم الأحياء الدقيقة والفيروسات بجامعة رادوفان الإيطالية، محذرًا من مخاطر فيروس كورونا المتحور، الذى يغيّر من شكله، كما يشير إلى أن من سبق تطعيمهم بجرعتين معرضون هم أيضًا للإصابة بمتحور أوميكرون، وقال: دعونا لا نتحدث عن التحاليل فى إيطاليا، التى يجب حظرها، فنحن نمنح إشارة مرور اجتماعية استنادًا لاختبارات تتراوح دقتها بين خمسين وسبعين فى المائة.

ويجب أن نحد من استخدامها؛ لأن مخاطر الإصابات تزداد، وظهر ذلك بوضوح فى بريطانيا التى ارتفع فيها متوسط الإصابات من أربعين ألف حالة يومية إلى قرابة ضعف عدد هذه الحالات، وبالنظر إلى عدد السكان فى المملكة المتحدة تكون هذه الحقيقة مفزعة، ولا يجب السكوت عنها أو الاستهانة بها، كما أن المخاطر الأكبر فى وسائل النقل العام وفى المطاعم والمحال والمدارس، ويجب اتخاذ الوسائل الاحترازية باستخدام الكمامات إلزامًا لا اختيارًا، ومن مشاهدة لى فى الولايات المتحدة حتى مع الأطفال وسائر الفصول المدرسية أن المشرفات تمسك كل منهن بحزمة من الكمامات حتى لا تسمح لتلميذ بأن يدخل من باب المدرسة إلا والكمامة على وجهه، وبيدها حزمة من الكمامات لمن حضر إلى المدرسة دون أن يضع الكمامة على وجهه.

وما لا يجب تجاهله هو حديث الصحف عن لقاحات جديدة تحفز الخلايا فى نخاع العظم، وكما تقول منظمة الصحة العالمية إن متحور كورونا الجديد هو الأشد عدوى وتطلق عليه اسم أوميكرون.

وتقول الجارديان: «لقد رأينا مرارًا وتكرارًا أن الإجراءات الاحترازية مهما بلغت تكلفتها فهى منخفضة نسبة إلى ردود الأفعال لنتائج الأضرار بالصحة، وقيود السفر، ووقف الرحلات، بل وقف الطيران فى العديد من البلدان، لا سيما بعد انتقال المتحور إلى بلدان أخرى منها بلجيكا وإسرائيل، وترتفع الأصوات ملحة لفرض قيود صارمة كما حدث فى الشتاء الماضى».

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة ودولًا أخرى قد أوقفت الرحلات الجوية مع عدة دول مثل جنوب إفريقيا، حيث انتقل منها المتحور إلى دول أخرى متفرقة فى العالم، كما أن البعض يشير إلى جنوب إفريقيا بإصبع الاتهام لانتقال المتحور منها إلى البلاد الأخرى، كما أن تعليق السفر لا يمكنه وقف انتشار الوباء المتغير، كما أنه لا يمكن وقف استمرار تحوّر العنصر المتغير، الذى لا يترك شاردة أو واردة إلا ووجد المتحور طريقه للنفاذ بها- لكن على الأقل لا مناص من أن يحمل المسافر وثيقة تثبت حصوله على اللقاح المضاد حتى يسمح له بالدخول إلى الطائرة أو السفينة، وغير ذلك يجب تقديم الدعم المالى للمرضى أو المعزولين.

واعتبرت «الجارديان» أن الفشل فى توزيع اللقاحات بشكل عادل هو فشل ليس فقط فى الأخلاق، ولكن فى الحماية الذاتية، فكلما زاد انتشار الوباء زادت مخاطر نشوء سلالات جديدة لهذا الوباء، كما لا ننسى صوت العلماء ورجال الديانات ودورهم بالقيام بواجب التوعية اللازمة والمهمة حتى، معًا، نتمكن من مواجهة هذا الوباء، ومعًا، يقوم كل منا بدوره، فالمعركة قائمة وعلى الجميع القيام كل بدوره فى هذه الحرب اللعينة.