جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«مملكة الراب».. بدأ برأي سياسي وانتهي بـ«الغسالة» و«كيفي كدة»

ويجز
ويجز

«الراب».. أحد ألوان الموسيقى الحديثة التى لاقت انتشارًا كبيرًا في مصر والعالم العربي، رغم أن بدايته لم تنال هذا القدر من الاهتمام والترحيب إلا أن الوضع  تغير واستطاع أن يجذب جمهورًا كبيرًا ومتنوعًا بين الصغار والكبار.

ويتساءل البعض حول أسباب انتشاره وانجذاب الشباب والمراهقين له، «الدستور» سلطت فى السطور التالية، الضوء على كواليس انتشار "مملكة الراب".

أسباب الانتشار فى مصر

هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتشار الراب بين المصرين، لعل أهمها الانتشار الواسع لمواقع التواصل الإجتماعي، الذي استطاع أن يجعل العالم قرية صغيرة منفتحة على بعضها البعض.

“الراب” من الفنون التي كانت لها معنى في البداية، حيث كانت تمثل صوت الشعب والضعفاء من خلال توصيل الأفكار إلى الحكام بشكل بسيط، حيث كانت تحمل موسيقى الراب العربي في كلام أغانيها مضموناً اجتماعياً وسياسياً، وهذا ما ظهر بقوة خلال فترة ثوارت الربيع العربي.

استطاع فنانو الراب خاصة خلال ثورة 25 يناير، أن يظهروا بقوة من خلال التعبير عن القضايا الخاصة بالمجتمع من خلال الكلام البسيط على لحن قريب لقلوب الشباب، والذي كان يتسم بالحماس، فمن هنا كانت بداية الانتشار لفن الراب.

وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورًا في انتشار هذا اللون من الفن والغناء، خاصة في ظل تجاهل من وسائل الإعلام، حيث كان هذا السبب وراء انجذاب فئة الشباب لهذا النوع من الفن حيث أنهم كانوا الفئة الأكثر استخدامًا لهذه المواقع.

"شتائم وألفاظ"

تتضمن حفلات الراب والتي توصف بـ "حفلات الاندر جرواند" الكثير من الشتائم والألفاظ، فهي عبارة عن حرب كلامية يفوز فيها من يستطيع أن يسيطر عليها، تتضمن هذه الألفاظ الخوض في أعراض الطرف الآخر، حيث يحاوط هذه الحرب عدد من الجمهور الذين يضيفون لمسة حماس على الجو العام للمبارزة الكلامية.

بعد انتشار فن الراب، اختفت بعض الشئ هذا النوع من الحفلات، بل أصبحت الكلمات أكثر إحترامًا، ولكن يتخللها بعض الألفاظ التي يعتبرها البعض خادشة للحياء، حيث تحولت لحفلات بالمسارح والشوارع أيضًا، ينجذب إليها الأشخاص المهتمين بهذا اللون.

وتعتبر مواقع التواصل الإجتماعي مسرح كبير لفن الراب، حيث انتشرت الكثير من الصفحات الخاصة بجمهور الراب، ومحبي الفرق الغنائية لهذا النوع من الفن، الذي أصبح منتشرًا بين الشباب.

أهم مغنين الراب في مصر

في مصر، استطاع عدد من الشباب ان يصبحوا علامة من علامات هذا الفن، حيث تمكنوا من إيصال الفكرة للكثيرين بأسلوب سهل وبسيط، وصوت يمكن للمهتمين بهذا اللون من الغناء معرفته وسط الملايين من الفنانين.

ويجز.. كيفي كدة

يعد ويجز من مشاهير فن الراب في مصر بل والعالم العربي، حيث استطاع أن يجذب الكثير من الشباب لهذا الفن.

إسمه الحقيقي أحمد على، واحتلت 3 أغانى له صدارة الأكثر استماعا فى مصر سنة 2020، وهم "دورك جاى - واحد وعشرين – الغسالة".

ويجز من مواليد الإسكندرية، وبدأ مشواره الفنى عام 2017، وذاع صيته بأغنيته "بطلوا فيك"، ومؤخرًا طرح أغنية "مش فير" ولاقت نجاحًا كبيرًا، وتخطت نسبة مشاهدتها الـ3 ملايين بعد شهر واحد من إطلاقها، وحقق كليب "خربان" 11 مليون مشاهدة، ومؤخرًا حققت أغنية "كيفي كدة" أكثر من 100 مليون مشاهدة على اليوتيوب.

وفي نوفمبر الماضي انتشرت صورة لحفل في المنارة لويجز حضره الآلاف، وعلق ويجز على الصورة خلال مداخله هاتفيه له مع برنامج "التاسعة" الذي تقدمه الإعلامية شافكي المنيري، على القناة الأولى، قائلًا :«الحمد لله إننا قدرنا نمشي اليوم بهذا التنظيم.. الحفلة كانت كبيرة واليوم مشي كويس، وكل اللي حضروا انبسطوا والطاقة كانت حلوة»

 

حفلة ويجز بالمنارة 

أبيوسف.. "الأب الروحي"

“أبيوسف” يلقب بأنه الأب الروحي للراب المصرى، حيث كانت انطلاقته عام 2009 بأغنية "سلبي"، وقدم إلى الآن أكثر من 400 أغنية، ويفتخر دائمًا بتسجيل أغانيه فى دولاب غرفته. 

مروان موسي.. "أول ألبوم غنائي"

ويعد مروان أول "رابر" فى مصر يطلق ألبوم غنائي، وذلك بعدما طرح ألبوم "فلوريدا" الذى يضم حوالى 13 أغنية، سجل عدد من الأغاني أشهرها "شيراتون" التى تخطت 9 ملايين مشاهدة، ومن أبرز النجوم الذين يشجعونه على هذا اللوان من الغناء.

مروان بابلو.. "مخترع الجميزة"

بابلو من مشاهير الراب في مصر، من مواليد محافظة الإسكندرية، بدأ حياته الفنية عام 2014 من خلال فرقة "أندر جراوند"، وحقق شهرة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة بعدما أعلن إعتزاله العام الماضي، ولكنه رجع عن القرار مؤخرًا بعدما طرح أغنية "غابة".

شاهين العبقرى.. "جامد هيك"

يعتبر شاهين العبقري، أحد مشاهير فن الراب فى مصر، حيث انضم إلى هذا المجال عام 2006، وبعدها غاب عن المشهد عدة سنوات، ثم عاد بنجاح، بالأغاني والاعلانات أيضًا.

فن الراب تاريخ " الاولد سكول".. بدأ بالصراخ

يعتقد البعض أن فن الراب من الفنون الحديثة، ولكن هذا غير صحيح فقد ظهر الراب في السبعينيات و تطور داخل وخارج أمريكا، حيث كانت بدايات الراب في حي Bronx بنيويورك في السبعينات، عبارة عن قاعة وخشبة مسرح ويقوم الرابر بالغناء والذي كان عبارة عن الصراخ بعبارات تشجيعية للجمهور هذه العبارات دون  قافية أو غيره. 

ومع الوقت تطورت من كلمات متناثره إلى مجموعة من الجمل المنتظمة لتعرف بإسم “الراب”، ففي الثمانينات اشتهرت بعض الجماعات التي تغني الراب أمثال “Run-D.M.C”، قاد نجاح هذه الجماعات إلى اتنشار الراب التجاري.

أما في نهايه التسعينات كان الراب قد حقق انتشارا كبيرا داخل وخارج أمريكا، ومع بداية الألفيه الجديدة أصبح الراب هو الفن الأسرع انتشارًا في العالم حيث انتشر الراب في ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، اليابان، هولندا، البرتغال والشرق الأوسط وأصبح له ملايين المعجبيين حول العالم.

الأولد سكول مصطلح يقصد به الفترة ما بين "1979 – 1988" ويتم التعرف بسهولة عليه من خلال الراب البسيط ، ففي هذا الوقت اقتصرت موسيقى الراب على الأحياء الفقيره فقط وكانت الأغاني تتكلم عن الحفلات وقضاء وقت ممتع.

من أشهر أنواع أغاني الأولد سكول هو حرب الراب "Battle rap" التي ظهرت في بداية الثمانيات حيث كان الرابر يتبجح بنفسه وغالبا يقوم بإهانة وسب أحد المغنيين الاخرين مما ينتج عنه معركة بين الاثنين باستخدام أغاني الراب. 

جمهور الراب يتحدث

قالت ناهد سمير، إنها عاشقة لفن الراب، وأكدت ناهد، أن كلام أغاني "الراب" اليوم يختلف بشكل كبير عن ذي قبل، مشيرة إلى أن الشباب يعرضون مشاكل ومعاناة الحياة بشكل واضح قائلة:«كاشفين المجتمع.. وبيتكلموا عن واقع عايشين فيه»

وقال حسن محمد، أن فن "الراب" له قاعدة كبيرة بين الشباب، مشيرًا إلى أن الفنان أحمد مكى السبب وراء سماع الكثير من شباب هذا الجيل لفن الراب.

وأضاف حسن، أن فن الراب، من الفنون التي تمس الشباب بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه يعرض معاناة الكثير من الشباب، فهو منتشر بشكل كبير، فلا يوجد بيت لا يسمع أحد أفراده هذا الفن، أمثال مروان بابلو، ويجز وعفرتو وغيرهم من مغني الراب.