جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

جولة ميدانية لـ«الدستور» ترصد المشروعات القومية فى مدينة العبور

 المشروعات القومية
المشروعات القومية فى مدينة العبور

نجح جهاز مدينة العبور فى تطوير المدينة بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وتنفيذ مشروعات كبرى، منها مشروع إسكان «روضة العبور»، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أكتوبر الماضى، وهو مخصص للأسر بلا مأوى، ويتضمن مساحات خضراء كثيرة. 

وتعد مدينة العبور إحدى مدن الجيل الثانى من المدن الجديدة، وتعتبر منطقة جذب سكانى وصناعى وتستهدف تقليل زحام القاهرة، إذ تقع على بعد دقائق من حى مصر الجديدة، عند الكيلو ٢٦ من طريق «القاهرة- الإسماعيلية»، وعند الكيلو ١٠ من طريق «القاهرة- بلبيس». 

«الدستور» تسلط الضوء على المشروعات، التى تنفذها الدولة حاليًا فى مدينة العبور، التى تضررت كبقية مدن مصر بسبب فترة عدم الاستقرار السياسى التى عاشتها البلاد فى الماضى، إذ ظهرت مناطق عشوائية ضغطت على مرافق المدينة، قبل أن تبدأ الحكومة- ممثلة فى جهاز المدينة- فى تنفيذ خطة استراتيجية لتصحيح الأوضاع ولكى تعود «العبور» جميلة كما كانت.

رصد ميزانية ٣٦٠ مليون جنيه.. حل سحرى للعشوائيات.. وتوفير باكيات للبائعة الجائلين بـ«10 جنيهات»

يتولى تنفيذ الخطة المهندس عبدالرءوف الغيطى، التى تتضمن أعمال تنمية كثيرة خلال العام المالى المقبل ٢٠٢٢/٢٠٢٣، بميزانية قيمتها ٣٦٠ مليون جنيه. 

وأوضح «الغيطى» أن مشروعات الخطة ستمتد إلى جميع القطاعات «فى قطاع الطرق سيجرى استكمال رفع كفاءة الأحياء الرابع والخامس والتاسع، والانتهاء من المرحلة الأخيرة لرفع كفاءة الحيين السادس والسابع، والبدء فى رفع كفاءة الحى الترفيهى».

وتابع: «تتضمن خطة المدينة أيضًا، تعزيز أداء قطاع الكهرباء من خلال البدء فى أعمال التغذية الكهربائية لقطع أراضى (بيت الوطن) بالحى التاسع، والأراضى الأكثر تميزًا خلف نفس الحى، والبدء فى التغذية الكهربائية لقطع أراضى (بيت الوطن) بالحى الثامن».

ووفقًا لـ«الغيطى»، لم تخل خطة جهاز مدينة العبور من الاهتمام بقطاع الخدمات، إذ جرى التخطيط للبدء فى أعمال إنشاء مدرسة النيل بالحى السادس، ومبانى الورش الحرفية بالمنطقة الصناعية، والانتهاء من تنفيذ المستشفى العام.

وفى قطاع المرافق، تضمنت خطة أعمال جهاز المدينة، البدء فى تدعيم خط الطرد الخاص برافع الصرف رقم ٤، واستكمال أعمال رفع كفاءة روافع الصرف «١ و٤ و٦»، وتوريد وتركيب طلمبات لروافع الصرف «٤ و٦ و٧»، لرفع قدراتها واستيعاب كميات الصرف المتزايدة كل عام.

كما سيجرى البدء فى رفع كفاءة الأعمال المدنية لمحطة مياه العبور للحفاظ عليها، وتنفيذ شبكة المياه وشبكة الصرف لقطع الأراضى المستحدثة بالمدينة، والبدء فى أعمال تدعيم خطوط الصرف بالمدينة، والبدء فى أعمال المرحلة الثانية لخط تدعيم الصرف بشارع الشعراوى، كما ستتضمن الأعمال المزمع تنفيذها فى خطة العام المالى المقبل، البدء فى أعمال المرحلة الثانية لإحلال وتجديد خطوط المياه بالحى الأول.

وعن العشوائيات التى بدأت فى الانتشار فى بعض أجزاء مدينة العبور قبل سنوات، قال رئيس جهاز المدينة إن بعض المواطنين استغلوا الأحداث السياسية التى مرت بها مصر خلال الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٣، ونفذوا تغييرات على وحداتهم السكنية وحوّلوها إلى وحدات تجارية، كما استباحوا الطرقات والشوارع الخاصة لممارسة أنشطة غير مسموح بها فى تلك المناطق، دون احترام لقوانين أو قواعد، وصلت لمرحلة غلق شارع بالكامل، لكننا تصدينا لتلك الممارسات بحملات يومية.

وتابع: «لكن هذا لم يكن حلًا للقضاء على الباعة الجائلين، حتى جرى الاستقرار على تخصيص مكان محدد لهم، وبالفعل أقمنا منطقة (أسواق الخير)، وتضم نحو ٨٠ باكية، وبعد حصر الأسماء جرى تسليم الباكيات للباعة ووقعوا على إقرارات بعدم البقاء فى الشارع مجددًا، ومن يخالف ذلك تحرر له المحاضر، وتتخذ ضده الإجراءات القانونية».

وأضاف أنه يجرى تحصيل مبلغ رمزى بشكل يومى من البائعين، قدره ١٠ جنيهات، كإيجار «لأننا نعلم أن البائع ليست لديه قدرة على تأجير محلات خارج السوق، ونستغل تلك المبالغ فى صيانة المكان، كما عين الجهاز إدارة كاملة لإدارة السوق يوجد بها مشرف و٤ عمال نظافة مهمتهم الحفاظ على الشكل الحضارى للمكان».

تطوير للأحياء ورفع كفاءة المياه والصرف فبراير المقبل

قال «الغيطى»: «توجد أكثر من ٣٠٠ وحدة تجارية، جرى تحويل ١٤٠ منها إلى ورش سمكرة سيارات، وأنشطة متعلقة بهذا العمل، وتحوّل المكان فجأة إلى منطقة حرفية، ما كان يسبب إزعاجًا للسكان، ولكننا فرضنا هيبة القانون وأعدنا الوحدات لسيرتها الأولى، ومنعنا دخول السيارات للمنطقة التجارية لتصبح منطقة للمشاة يتسوقون فيها دون إزعاج أو مضايقات.

وأكمل: «أعدنا توزيع اتجاهات الدخول والخروج، ما سهل على الأشخاص التجول وأصبح للمنطقة رونق.. ونؤكد للمواطن دائمًا أن هدفنا هو الحفاظ عليه، وليس الإضرار بمصالحه».

وعن فكرة وجود مشروع «سكن لكل المصريين» بـ«العبور»، قال «الغيطى»: «لا يوجد بالمدينة مشروع سكنى، لكن الجهاز وفر قطعة أرض مساحتها ٥ أفدنة، وجرى إرسال بياناتها لقطاع التخطيط للموافقة على المشروع، وفور وصول الموافقة سنبدأ بالتنفيذ»، موضحًا أن المشكلة فى العبور هى ندرة الأراضى «لا توجد أراضٍ نستطيع إقامة مشاريع عليها، بعكس مدينة العبور الجديدة». 

وأضاف أن عدد العمارات المزمع إقامتها على الخمسة أفدنة حوالى ١١ عمارة، فى كل واحدة منها ٢١ وحدة سكنية، ميزانيتها متوفرة للبدء فورًا.

وفيما يخص رفع كفاءة الأحياء الداخلية والفيلات فى المدينة، أشار إلى أنه يجرى العمل على تطوير الحى السابع والحى السادس والحى العائلى «كما حصلنا على الموافقة برفع كفاءة الحى التاسع والمنطقتين الصناعيتين أ وب، بتكلفة نحو ٦٠٠ مليون جنيه للمدينة بأكملها».

وعن رفع كفاءة منظومة المرافق فى المدينة، قال: «سنبدأ العمل فبراير المقبل، وفقًا لخطة مقسمة لشقين، الأول خاص بالصرف والثانى خاص بالمياه، لتخفيف الأعباء عن ٩٠٠ ألف ساكن، من المتوقع وصول عددهم إلى مليون خلال وقت ليس طويلًا».

وأكد: «سوف تغطى إمدادات المياه احتياجات المدينة ما لا يقل عن ٢٠ عامًا، وبالنسبة للصرف فهناك محطة سوف تدخل الخدمة فى شهر مارس المقبل، إضافة إلى تطوير الشبكات الخاصة بها وعمل خطوط داعمة، وهناك مشروعان نتوقع الانتهاء منهما خلال الأشهر المقبلة».

الغلق الآمن والتخلص من ملوثات مقلب السلام

تحدث المهندس أحمد عبدالشهيد، المدير التنفيذى لشركة «اسيبك» للمقاولات، عن مراحل تنفيذ مشروع غلق مقالب القمامة، الذى يعد أحد المشروعات القومية التى تنفذها الدولة.

وقال المهندس أحمد إن هناك مشكلات كبرى نعمل على حلها فى تنفيذ المشروع، أبرزها مقلب السلام للقمامة، الذى يجرى العمل حاليًا على إغلاقه بـ«الغلق الآمن»، مؤكدًا أن هذا المشروع يُعد نموذجًا يحتذى به فى تنفيذ أعمال إعادة تأهيل مدافن القمامة العشوائية.

وأضاف أنه سيتم التخلص من القمامة الملوثة للصحة العامة، وغاز الميثان الحيوى المتسبب من تراكمها، الذى يُعد من الغازات الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى، وتم تكليف شركة لإسناد العمل إليها بحيث تقوم بتغطية نحو ٩٠٪ من المقلب.

وتابع: «بدأت الشركة بالفعل فى تركيب المعدات الخاصة باستخراج الغازات الموجودة حاليًا والاستفادة منها كمصدر للطاقة، لتستخدم فى إنارة الكهرباء للعمارات بالمنطقة المجاورة، لحين الانتهاء من الشبكة الأرضية»، مردفًا: «تبلغ تكلفة المشروع نحو ٧٠ مليون جنيه ويتوقع أن يبدأ العمل فيه قبل نهاية شهر يونيو ٢٠٢٢».

انتهاء مشروع الروضة لتأمين سكن للأسر بلا مأوى

قال المهندس أحمد أبوالدينا، نائب رئيس جهاز العبور، إن من أهم المشروعات التى انتهى العمل فيها بالمدينة هو مشروع إسكان روضة العبور، المخصص للأسر بلا مأوى، الذين كانوا يعيشون بمناطق غير آمنة.

وذكر أن المشروع يتضمن ٤١٧١ وحدة سكنية، و٩٠١ وحدة نشاط، لنقل سكان منطقة عزبة أبوقرن، وبطن البقرة «جزئى»، وعزبة أبوحشيش، وعددهم ٤١٧١ أسرة إلى مساكن لائقة، وتضم المرحلة الأولى منه ٢١٧١ وحدة سكنية فى ٧٠ عمارة و٢٢٦ وحدة نشاط، بتكلفة ١.٤ مليار جنيه، كما يضم عددًا من المشروعات الخدمية «حضانة ومركز طبى ومركز الطفولة السعيدة ومدرسة تعليم أساسى».

ووأوضح أن المرحلة الثانية تضم ٦٤ عمارة جارٍ الانتهاء منها، منوهًا بالانتهاء من تنفيذ جميع الخدمات، وتتبقى خدمات العمارات فقط وهى على وشك افتتاحها ضمن الافتتاحات الرئاسية المقبلة.

آبار لسحب غازات المخلفات السامة

المهندس محمد نبيل، المديرى التنفيذى لمشروع الغلق الآمن بمقلب السلام العمومى، عن تفاصيل عملية الغلق الآمن له، موضحًا أن الجهة المالكة للمقلب هى الهيئة العمرانية الجديدة متمثلة فى جهاز مدينة العبور وتشرف على تنفيذ الغلق جامعة بنها.

وعن آلية التخلص من الغاز السام، أوضح أنه تم حفر آبار لسحبه من الأسفل وحرقه بطريقة آمنة، وبهذا يتم التخلص من الجزء السيئ منه، مشيرًا إلى أن الغاز المتسرب يتم التعامل معه من خلال إنشاء طبقة رمال سميكة عازلة.