جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

إنترنت الأشياء.. اقتصاد يقلب موازين العالم

.. في الوقت الذي ينشغل عالمنا، بلادنا ومحيطنا بعديد الأزمات والتداعيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، عدا عن أزمة تفشي جائحة كوفيد-19، وتلك المخاطر الصحية والتربوية والثقافية المتعلقة بها، هناك، في ذات الوقت والأحوال، من يعمل ويكتسح العالم بما في الجعبة من استشراف مذهل لمستقبل الرقمية التي تقوم على منظومة  تطورات وتحولات الشبكة السيبراني الكونية. 
ماذا يعني  توقعات محكمة  بان يتخطى حجم سوق إنترنت الأشياء في الصين-لوحدها- 300 مليار دولار أميركي بحلول  2025؟. 
شركة البيانات الدولية، التي تعمل من كبريات العواصم الصناعية والاقتصادية، قالت إن الرقم سيمثل نحو 1ر26 بالمئة من إجمالي حجم سوق إنترنت الأشياء على مستوى العالم.
مؤشرات إنفاق الصين على البرمجيات والأجهزة والخدمات، يحافظ على نمو مطرد، للأعوام  الأعوام الخمسة المقبلة، في مجالات  إنترنت المركبات والقياس الذكي والمنزل الذكي والأجهزة الطرفية القابلة للارتقاء، وهي ستشهد زيادة كبيرة بفضل توافر أنظمة  البنية التحتية، المرتبطة اساسا بكل تكنولوجيا" الجيل الخامس للاتصالات"؛ ذلك الاختلاف الرئيس في سيطرة الدول الكبرى كالصين واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا، على ما يوفره الجيل المتسارع من الاتصالات، وبالتالي التفوق في اقتصاديات انترنت البيانات والأشياء، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وارتباط ذلك بمنظومة الترفية والثقافة والفنون، والألعاب الإلكترونية. .
يشهد  العالم الغني، المتفوق صناعيا ورقميا، دلالات  ومؤشرات مذهلة، تؤكد ان :
اولا:
الإنفاق العالمي على إنترنت الأشياء سيصل إلى 754.28 مليار دولار أميركي هذا العام. 
ثانيا:
في عام 2025 سيتجاوز 1.2 تريليون دولار أميركي. 
ثالثا:
يرافق ذلك  معدل نمو سنوي مركب يصل إلى 11.4 بالمئة بين عامي 2021 و 2025. 
رابعا:
أن الصين تسعى لتحقيق إنجازات هامة في أبحاث التكنولوجيا الأساسية وبناء السلاسل الصناعية وتطبيق انترنت الأشياء بحلول عام 2025، لتحقيق اختراقات في مجموعة من التكنولوجيات الأساسية المتصلة بإنترنت الأشياء وتشمل مجسات واتصالات ومعالجة وتطبيق، ونجحت في تحدد 200 معيار وطني وصناعي على الأقل لإنترنت الأشياء، وكان بدء ذلك من العام  2015، حيث   اتخذت سياسة  إنشاء شركات متخصصة وإنشاء معامل ومراكز هندسية.


عمليا، نشهد في البلاد العربية، وبعض دول شمال أفريقيا والمغرب والخليج العربي، انتشار موسع لمصطلح إنترنت الأشياء، نتيجة ظهور  الشبكات الرقمية للأشياء  المختلفة المتباينة ماديا، وهي مؤشرات على دخول (استهلاك) لما يسمى إنترنت الأشياء،الذي نجح بأن  ترتبط مفاضله مع  شبكات عناصر العالم الفعلي التيبها مجسات،بالإنترنت وتتفاعل عبر خدمات الشبكة الرقمية السيبراني.

إنترنت الأشياء، وانترنت البيانات، والذكاء الاصطناعي، بمثابة  مصفوفة واحدة، وباتت صناعة عالمية  راسخة تستشرف مواقعها في مستقبل  العالم .

.. في سباق مع العالم، وبعيدا عن الأزمات، فالمعلن انه في عام 2024، سيشكل إنفاق الصين على إنترنت الأشياء 26.7 بالمئة من الإنفاق العالمي في هذا القطاع، تليها الولايات المتحدة بنسبة 23.8 بالمئة وأوروبا الغربية بنسبة 23.4 بالمئة.

.. "جوناثان ليونج"  محلل بيانات الأسواق، في  مؤسسة البيانات الدولية" في الصين، لفت إلى إن  مناخ الأعمال في الصين، أحدث الفرق، عندما شهدت اضطرابات في سوق إنترنت الأشياء بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وشهدت خفضا في الإنفاق على إنترنت الأشياء في جميع الصناعات في أوائل عام 2020.


.. كيف تصل الصين إلى ذلك؟ 
جلبت هذه الحضارة القوية، ما يعرف ب"معرض سوتشو الدولي لإنترنت الأشياء والذي يقام  في مركز سوتشو الدولي للمعارض،ومنه يطلق العالم أسراره الرقمية، عرضًا كاملاً لسلسلة صناعة إنترنت الأشياء مع أكثر من 800 عارض ، وهو مخصص حصريًا لعرض سلسلة صناعة إنترنت الأشياء بأكملها (طبقة الإدراك ، وطبقة الشبكة ، وطبقة التطبيقات الذكية لإنترنت الأشياء) ، ويعرض تقنيات RFID ، شبكة الاستشعار ، والاتصالات قصيرة المدى ، والدفع المالي عبر الهاتف المحمول ، والأدوات الوسيطة ، ومعالجة البيانات الضخمة ، والسحابة ، وتحديد المواقع في الوقت الفعلي ، وما إلى ذلك ؛ كما يعرض حلول وتطبيقات إنترنت الأشياء في مختلف الصناعات، وهو مصدر ثري للعين الصينية التي رأت. ولمدة تسع سنوات متتالية ريادة العالم لهذا الاقتصاد المذهل، فيما العالم الثالث، يستهلك أجهزة ومعدات باتت من السكراب،وهناك فرق، أثر مختلف  وظاهر، عن أمة تستهلك المستهلكات ، وأخرى تحصد المليارات، وهي في وسط سحابة رقمية، تحميها سحابة أخرى من أسلحة المستقبل. 
..