جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

التعصب الرياضى

بصراحة أنا مستفز جدا من مواقف الأهلاوية والزملكاوية تجاه  النظام، مجالس إدارتهم، ومصطلح الأهلاوية والزملكاوية يطلق على كل مشجعي الفريقين، وليس شرطا أن يكون عضوا بأى من الناديين الكبيرين، وكذلك لا يقصد بها مشجعو كرة القدم فقط، وإنما المقصود هو المشجع الوفي الذي ينتمى للاسم بغض النظر عن نوع اللعبة أو اسم رئيس النادى أو حتى نجومه ومدربيه. 

بعض المواقع التى تحمل اسم النادى الأهلى وقع في خطأ الاحتفال بميلاد أبو تريكة رغم صدور حكم بإدانته بغسيل أموال الإخوان، وانتمائه المعروف لهذه الجماعة الإرهابية، مجلس إدارة الأهلى تجاهل حالة الغضب العام عند جموع المصريين . والتجاهل في حد ذاته إهانة للطرف الذي يتم تجاهله، هو الرأى العام المصري الذي يجبر على احترامه أى شخص أو مؤسسة مصرية أو حتى أجنبية، فهل لم تصل حالة الغضب للكابتن محمود الخطيب ومجلسه، الذي اتهم بالاحتفال بكادر إخوانى معروف، وهو اتهام يوصم صاحبه، خاصة أن ما بين الشعب المصري وجماعة الإخوان دم، والدم عندنا لا يهون ولا يمحيه إلا القصاص العادل، ومع ذلك اتخذ جمهور الأهلي موقفا غريبا، خلطوا فيه بين التشجيع الكروى أو الرياضي وبين المواقف السياسية أو حتى الاجتماعية والنفسية التى تحول بين المصريين جميعا وجماعة الإخوان، فمنهم من أنكر واقعة التهنئة من أساسها ومنهم من دافع عنها وأنكر حقيقة أخونة أبوتريكة المعروفة.

نفس الموقف اتخذه جمهور الزمالك مع رئيس النادى مرتضي منصور، واعتبروا أن لجان التفتيش على المخالفات نوع من أنواع التربص، وتحويل قضايا السب والقذف التى سمعناها جميعا وبعضنا كان شاهدا عليها، اعتبرها متعصبو الزمالك انتقاما ومناصرة لأعداء رئيس النادى. وحين عاد لرئاسة النادى بحكم محكمة القضاء الإداري اعتبروه نصرا وفتحا مبينا للنادى الرياضي، رغم أن كل ما سبق ليس له أي علاقة بالرياضة من قريب أو من بعيد.. ولا بالأخلاق الرياضية. 

مؤكد كلنا ضد التعصب الرياضي، لكن حتى لو كان جمهور الفريقين الكبيرين قد تعصبا لفريقهما رياضيا كنا تقبلنا هذا التعصب، يسمى التعصب الأعمى الذي ينصر أخاه ظالما قبل أن يكون مظلوما، ومهما كان موقفك من فريقك، يجب أولا وأخيرا أن تنتصر للقيم والأخلاق وقبلهما للوطن العزيز الغالى.