جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«مذكرات عزة فهمي وأحلام لا تنتهي» في مجاورة «فن الحلي» وورش زمان

 عزة فهمي
عزة فهمي

عن "الدار المصرية اللبنانية” صدر كتاب أحلام لا تنتهي"مذكرات عزة فهمي" والذي يقع في ربعمائة صفحة من القطع الكبير ويستعرض حياة فنانة الحلي الشهيرة "عزة فهمى" ذات الأصل المصري / السوداني، عبر خمسون عاما من التمرد والإختلاف وعصامية التحصيل .المؤلف أو الكتاب يستعرض او تستعرض من خلاله الكاتبة / المؤلفة وهي صاحبة السيرة والمسيرة الحافلة بالشجون والإبداع وجذوات التجلي والانزواء تاريخ عائلتها تلك العائلة المصرية بأصولها السودانية والتي عملت ونشأت وتربت مع أسرتها ووالديها بالسودان وهي طفلة ثم جاءت للقاهرة بحي حلوان لتدرس في كلية الفنون الجميلة قسم الحلي لتصير بعد ثلاثة عقود من أمهر وأشهر مصممات الحلي في مصر والوطن العربي.

الكتاب يحمل الكثير من المواد التاريخية والعلمية والتقنية وكذلك أطر ومقومات الصنعة قبل الفن  فيما يخص هذا التخليق الذى استهوى الفنانة صاحبة السيرة والمسيرة فغلب النقد التطبيقي والنظري على فصوله وهذا من خلال تجربتها ورحلتها وعلاقتها بفنها لأكثر من خمسة عقود تناست فيها كل تلك الآلام والإحباطات وضيق العيش والتعرض للفقر جراء سعيها نحو التحقق والتفرد في فنها التي اختارته وفضلته على كل شيء في حياتها بما فيها المجتمعية والمعيشية وحتى علاقتها بمؤسسة الزواج أو الالتقاء بشريك الحياة في المسار العاطفي والحياتي.

كتاب "مذكرات عزة فهمي أحلام لا تنتهي والذي يجمع بين دفتيه أكثر من مائة وعشرين صورة فوتوغرافيا تستعرض نشاطات الفنانة في ورشتها أو مع أصدقاء ممن لهم الفضل في مدها بالكثير من الخبرات عبر التناقش الحر في ماهيات الفنون وفن الحلي بشكل خاص، كذلك توغل المؤلفة عبر الجزء الأول من الكتاب في استعراض عقدين من الزمان مع فن الحلي في مصر والعالم بشكل حي ومهم وفريد في علاقة المؤلفة بمن أثروا فيها وتأثرت بهم وبهن وأولهم من قرأت لهم سيرتهم الذاتية في مؤلفات ابداعية مثال " دكتور لويس عوض في كتابه الهام والفارق" مذكرات طالب بعثة".

وكذلك رواية "قنطرة الذي كفر" للدكتور مصطفى مشرفة وهو ما انعكس على طريقة البناء واللغة التي صاغتها الكاتبة أو فضلت أن تكون بالعامية الدقيقة لتعبر عما كان في الرحلة والطريق الوعر في علاقتها بالآخر في الثقافة والفكر وعلم الأفكار قبل ماطرقته بقوة في اختيارها الفارق لفن الحلي والتي تري المؤلفة بحسية ما وايقاع انساني انسيابي ، انها بهذا الفن ورحلتها الممتدة لعقود خمسو كانت الحلية أشبه بكائنات إنسانية ترى وتستبصر وهي في طور التشكل من خلال ملامسة من تصنعها وتطعمها بالفصوص وكأنها تراود حبيب، تناجيه و تتمنى رضاه أو تتوق لتخليقه ليؤانس وحدتها مع وجود فارغ توحدت فيه كاتبة السيرة الفنانة والمؤلفة عزة فهمي حتى صار هو المعنى للعيش والحياة.

 ومن الرؤى الجزلة والفارقة في سرد المؤلفة لعالمها عما جري في الرحلة عبر مؤلفها الزخم المثير الملهم ، نرى الكثير مما ساهمت فيه فنانة الحلي عزة فهمي مع منتجي السينما ووفناني المنظر والإكسسوارات في دراما السينما والتي شاركت فيها برؤيتها لدور الحلي مع نجمات السينما فترتي الثمانينات والتسعينيات وتحديدا قيامها بإختيار اكسسوار الفنانة الراحلة سعاد حسني في فيلم المخرج علي بدرخان " شفيقة ومتولي، لتعود للزمن الواقعي راصدة أماكن حقيقية لورش كثيرة كانت تنتشر بالقاهرة وخاصة بمناطق عابدين وخان الخليلي وحوش قدم والنحاسين والصاغة وورش الششناجية لتتوقف عند ورشتها التي شهدت الكثير من مجدها بملامسة صنعها او حليها في منطقة بولاق الدكرور لتعاود استعراض أسفارها وخروجها من مصر طائة بالعالم الغربي وتحديد العاصمة البريطانية لندن لترى مدي تأثير الثقافة والفن الإسلامي على أوروبا..