من محجر لبحيرة الأمنيات.. حكاية جبل عرب العيايدة بالصف

"بتمنى أكون ضابط.. يارب"، كانت هذه الأمنية الوحيدة للطفل مازن محمد، صاحب 12 عامًا، التي حملها معه لقمة جبل المحجر، داخل منطقة عرب  العيايدة، بمركز الصف، التابع لمحافظة الجيزة.

كان جبل المحجر قديما عبارة عن مجموعة من الجبال الراسخة، تمت فيها العديد من عمليات التفجير باستخدام الديناميت؛ لاستخراج الفحم والصخور من باطنه، وبين ليلة وضحاها تغير حاله، وانفجرت منه عين مياه مالحة، لم يعرف أحد مصدرها، على حد تعبير جمال عبدالعال، أحد سكان المنطقة خلال حديثه مع" الدستور" عن تاريخ الجبل.

حاول" جمال" منع الشباب من النزول لعين الماء التي تتوسط مجموعة من السلاسل الجبلية المترابطة، وأخبرهم أن يرحلوا حتى لا يسقطوا في المياه، منوها أن المياه تحتها رمال متحركة تمسك بكل من يحاول السباحة داخل العين.

صعود جبل المحجر كان يقتصر بالماضي على عمال المحاجر ومصانع الفحم والمعادن، أما الآن فأصبح محلا لرحلات الترفيهية لأهالي القرية، وطالبوا الأمنيات، التي قيل عنها العديد من الأساطير، فقال عبدالعال:" هنا تتحقق الأمنيات بفضل الله إذا كان خيرا، وإذا طلب أحدهم شرا انقلبت عليه أمنيته".

ويصعد" مازن" بشكل أسبوعي، أملًا أن يحقق الله حلمه، موضحًا خلال حديثه لـ" الدستور":" تحلم عائلتي أن أصبح ضابط بالقوات المسلحة، الأمر الذي يجعله يدعوا الله ليلًا ونهارًا أن يحقق رجائهم، وصعوده للبحيرة جاء بعد استماعه لحديث الأهالي الذين حكوا الكثير عن معجزات البحيرة".

وإلى جواره جلس هادي عليش، 17 سنة، الذي حمل حلم الثراء معه لقمة جبل عرب العيايدة، فطالما سعى لشراء سيارة، والسفر للخارج، إلا أن محاولاته ذهبت سدى، ما دفعه لطلب تحقيق هذه المعجزة من بجحيرة المعجزات، مضيفًا أغلب سكان القرية يتوافدون على البحيرة لكن بشكل غير ثابت، مؤكدًا أن ظهور هذه الرقعة من المياه بشكل مفاجئ، أخاف الجميع، الذين بدأوا في طرح مبررات لها.