جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فين جيل الوسط؟!


الجدل الدائر حالياً حول قرار نقيب الموسيقيين بمنع بعض مطربي المهرجانات بكل ما أحدثه أو تمخض عنه أو أعقبه، يضعنا أمام أسئلة منطقية لابد لنا الآن من طرحها، كما ينبغي علينا الاجتهاد في إيجاد إجوبة لها .
لماذا وكيف ومتي ظهرت أغاني المهرجانات؟
كيف تحولت من مجرد هيصة ودوشة وحالة روشنة، إلي "فن" قائم وموجود يحتل أصحابه ساحة الغناء في بلد العندليب والست؟!
وأين جيل الوسط من مطربينا المبدعين؟ 
كيف ذهبوا وتركونا كما الأيتام علي موائد اللئام؟
لماذا توقفوا أو اختفوا أو اكتفوا، ثم غابوا تاركين الساحة خالية وخاوية، متاحة ومستباحة إلي أن إجترأ البعض علي إحتلالها واعتلائها بلا سماح أو سماحة؟!
هل نجحت العملة الرديئة في طرد العملة الجيدة، 
وهل تعودنا علي رؤية القبيح حتي نسينا شكل الحسن؟!
أنا لا أحب أغاني المهرجانات، بل لا أطيق سماعها ولكن هذا لن يمنعني من أن أشهد لها بالنجاح والاجتياح والإكتساح وتحقيق الكثير من الأرباح!
ولم يكن نجاح مطربيها ومنتجيها والقائمين عليها وليد تميزهم، أو تمكنهم، أو امتلاكهم لناصية الكلمة، أو اللحن، 
أو الطرب  .. 
واهم من يظن هذا !
وانما كان انتشارهم عائد إلي غياب الآخرين!
هل أزيدكم من الشعر بيت؟؟؟
أنا لا أسمع الفنان هاني شاكر  ..
ويشهد الله أني لم أسمع له أغنية واحدة كاملة في عمري الفائت كله، وكوني لا أسمع الأمير، فهذا لا ينتقص من قدره كمطرب كبير صوته جميل، وله باع طويل في عالم الغناء والطرب.
قلت أنني لا أسمعه، ولكني أسانده وأدعمه وأؤيده في كل خطوة يخطوها نحو الارتقاء بالذوق العام الذي هو آخذ في الإنحدار بسرعة الصاروخ، ولولا جهود المخلصين من أمثاله لوصلنا إلي القاع من سنين!
تحية لنقيب الموسيقيين هاني شاكر، تحية للفنان الكبير حلمي بكر  ... 
ويظل السؤال قائماً ..
فين جيل الوسط؟!
حفظ الله مصر