جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

القصة الكاملة لمبادرة الكشف عن فيروس سي لطلاب المرحلة الإعدادية

طلاب
طلاب

عادت ريماس محمود طالبة في الصف الأول الإعدادي إلى والدتها ومعها نموذج تسلمته من المدرسة موجه لولي أمرها للسماح للمدرسة بإجراء تحليل فيروس سي لابنتها، وبعد الموافقة عادت به مرة أخرى إلى المدرسة التي أجرت لها ليس فقط تحليل لفيروس سي ولكن تحليل أخر للتأكد من نسبة الحديد في جسدها مع قياس طولها ووزنها وذلك كله في إطار المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2018 للكشف عن الأمراض السارية بالإضافة إلى مبادرات مخصصة لأطفال المدارس.

ولم تكن ريماس هي الوحيدة التي خضعت لتحليل فيروس سي بل تستهدف المبادرة فحص 2 مليون و500 ألف طالب بالصف الأول بالمرحلة الإعدادية خلال العام الدراسي الحالي.. وفي سياق ذلك عرضت “الدستور” في السطور التالية القصة الكاملة لمبادرة تحليل فيروس سي لطلاب الإعدادية.

البداية

منذ 4 سنوات بدأت وزارة الصحة في عمل مسح لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية للكشف عن فيروس سي بالتزامن مع مبادرة رئيس الجمهورية 100 مليون صحة للكشف عن الأمراض السارية، وحتي عام 2018 تمكنت وزارة الصحة والسكان بعمل مسح لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية على مستوى الجمهورية بنسبة تعدت 84% من المستهدف، فتم مسح 7 ملايين طالب ما بين الإعدادية والثانوية العام  بنسبة تعدت 84%، وتم خلالها اكتشاف 20 ألف مصاب وإنقاذهم من مشاكل التليف الكبدى.

آلية عمل المبادرة

بدأت وزارة الصحة للعام الرابع على التوالي تطبيق مبادرة الكشف المبكر عن فيروس "سي" بين طلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي بالمجان، بعد موافقة ولي الأمر على إجراء فحص طبي لفيروس "سي" للطلبة، في إطار مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس (C) والكشف عن الأمراض غير السارية، وتم فحص 56 ألفًا و923 طالبًا حتى الآن .

وتستهدف المبادرة فحص 2 مليون و500 ألف طالب بالصف الأول بالمرحلة الإعدادية خلال العام الدراسي الحالي حسب الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، وتشمل آلية العمل بالمبادرة  إجراء الفحص للطلاب داخل المدارس بواسطة الكواشف السريعة، من خلال 415 فريقا طبيا بالهيئة العامة للتأمين الصحي.

وفي حال اكتشاف الإصابة بفيروس "سي"، يتم إحالة الطالب إلى لجان الكبد الموزعة بفروع الهيئة للتأمين الصحى بـ27 محافظة، لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وتلقى العلاج بالمجان.

100 مليون صحة 
يأتي اهتمام وزارتي الصحة والتعليم بصحة الطلاب وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستمرار عمل المبادرة لمدة 5 أعوام على التوالي لطلاب المرحلة الإعدادية، لضمان الحفاظ على خلو مصر من فيروس "سي".

وكانت مصر من أكثر الدول التي ينتشر بها فيروس سي، فوفقًا لمسح أجرى على عينة عشوائية سنة 2008 قدرت نسبة انتشار المرض بنحو 9.8 في المائة من إجمالي عدد السكان، ووفقًا للدراسات التطبيقية في عام ٢٠١١ كانت النسبة تصل إلى ١٠% من المصابين بفيروس سي وفي ٢٠١٥ كانت تمثل ٧%، وهو ما جعل مصر تصبح من أول وأكثر الدول في العالم ارتفاعًا في الإصابة بهذا الفيروس من عدد المرضى نسبة إلى عدد السكان بها.

وفي عام 2014 انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس في مصر، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، وفي عام  2015 تم الاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنعة في مصر؛ للقضاء على مرض التهاب الكبد "سي" في مصر.