جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسرار الخطابات الغاضبة بين هيثم وأحمد زكى: «لو لسه زعلان.. أنا جزمة»

هيثم زكي و أحمد زكى
هيثم زكي و أحمد زكى

لم يعش أحمد زكى طويلًا كأب، فقد كان نجله «هيثم» يرفض أن يعيش رفقته، مفضلًا الحياة مع جدته لأمه، الأمر الذى ظل «غصة» فى قلب «الإمبراطور» تنغص عليه حياته، فكيف هذا الرجل الحالم الرومانسى، الذى يتمنّى العشاق والمحبون والصحفيون البقاء بقربه دائمًا، لا يوافق ابنه على العيش معه؟!

جهّز «زكى» لـ«هيثم» بيتًا، وبه غرفة خاصة له، موجود فيها جهاز كمبيوتر وكل ما يتمناه شاب مراهق يخطو نحو العشرين من عمره، لكن الابن الذى فقد أمه مبكرًا كان يطوى فى داخله حنينًا جياشًا تجاه رائحتها، ففضّل البقاء مع جدته.

يقول أحمد زكى عن ذلك: «مامته ماتت وهو طفل، كأن حكايتى بتتكرر، قلت له ما تقعد معايا ونجيب حد يقعد معانا ويشوفنا ويراعينا، فقالى: (يا بابا، ماما لما ماتت حاسس إن جدتى هى أمى)»، فتأثرت مشاعر الأب بما قاله الابن: «الكلمة قتلتنى، لأن دفء الجدة وإحساسها به أغراه، فهو عاوز الإحساس بتاع الأم ده، وفى نفس الوقت لما ييجى ليا بياخد الجرعة المطلوبة منى كأب».

كان «أحمد» يراعى خصوصيات ورغبات «هيثم»، وفى إحدى المرات دخل غرفته فجأة دون أن يستأذن أولًا، فوجده يخبئ شيئًا ما، ربما كان صورة حبيبته أو خطابًا منها، فاعتذر وخرج، لكن نوبات غضبه كانت تجتاحه أحيانًا حين يشعر بالوحشة تجاه الصبى الذى يعصى عليه، ولا يريد العيش معه، ويقاطعه طويلًا.

كان أحمد طفلًا، يغضب و«يتقِمص» مثل الأطفال، وكانت الخطابات وسيلة «هيثم» الوحيدة للصلح، ومن بينها ما كتب فيه: «يا بابا إنت وحشتنى أوى أوى أوى، نفسى أقعد معاك، أرجوك رد عليا أو كلمنى، ولو لسه زعلان منى أنا آسف، أنا جزمة، بس عايز أشوفك، وخلى بالك من نفسك يا بابا، أنا كويس ومش عايز حاجة.. بحبك قوى يا بابا.. هيثم».