جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مشكلة نفسية.. لا تخبر الأخرين كل شيء عنك

حذر أحد الخبراء من مشاركة الكثير من المشكلات، لأن الإنسان قد يتعرض لخطر "التخلص من الصدمات"، والتي تنطبق على الأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى تفريغ حتى أصغر مشاكلهم وينقلون إحباطهم على الآخرين، بدلًا من أولئك الذين يحتاجون إلى التحدث من خلال مشقة حقيقية.  

وأوضحت عالمة النفس وزميلة جامعة أكسفورد “نيليشا ويكريماسينغ” مؤلفة كتاب "الوجود مع الآخرين"، أن الأشخاص من تلك النوعية يعتمدون بشدة على الأصدقاء لأنهم لا يملكون طريقة أخرى لمعالجة مشاعرهم، واضحت كيفية تجنب الوقوع ضحية لإغراق الصدمات من خلال وضع الحدود.

وفقًا لموقع “الديلي ميل ”البريطاني الأشخاص الذين يرمون الأفكار والمشاعر والطاقة الصادمة إلى الآخرين، يجدون صعوبة بالغة في تنظيم ومعالجة وتصفية مشاعرهم بشكل مناسب، وقالت العالمة إن فعل التخلص من الصدمات يمكن أن يشير في بعض الأحيان إلى أن الشخص يعاني من مشكلة نفسية أعمق، مثل الشخصية الحدية أو اضطراب ما بعد الصدمة.

قالت الخبيرة إن الخطوط أصبحت غير واضحة بين ما يجب مشاركته مع صديق، وما يجب الاحتفاظ به لأنفسهم أو مناقشته مع أحد المتخصصين، حيث يشعر الشخص بالارتباك بسبب الرسائل المختلطة ثقافيًا، فيما يتعلق بما ومتى يكون من المناسب مشاركته.

أصبح استخدام كلمة "صدمة" أيضًا أكثر مرونة، والذي يعني أن بعض الأشخاص يواجهون ويصفون تحديات الحياة البسيطة نسبيًا بأنها مؤلمة، حيث أننا نميل إلى المبالغة في المشاركة عندما لا نعرف كيف نتعامل مع مشاعرنا.

قالت نيليشا، إن هناك فرقًا بين الإغراق بالصدمات والصدمات الفعلية التي يمكن أن يتعرض لها الأشخاص، ونحن بحاجة إلى التمييز بين الإثنين، لأن اضطراب ما بعد الصدمة مشكلة خطيرة محتملة حيث تؤدي ذكريات الماضي والذكريات القوية إلى تشويش العقل والقدرة على التواصل مع الآخرين.

وأضافت أنه إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، فسيحتاج إلى الشخص الذي يخبره ببذل جهد جاد لمساعدته والحصول على المساعدة  

وأكدت أن الوقوف في طابور للحصول على البنزين أو فقدان فرصة الحصول على ترقية ليس مثل النجاة من الاغتصاب أو مشاهدة جريمة قتل أو التورط في حادث مميت أو فقدان أحد أفراد الأسرة قبل الأوان، فالأشياء التي من المرجح أن يشتكي منها الأشخاص الذين يتخلصون من الصدمات هي أكثر من الشعور بالإساءة من قبل رئيس أو شريك أو صديق، كونك أعزب، الخوف من الإصابة بكورونا، كونك غير جذاب، كل ذلك ماهو إلى مشاعر بجنون العظمة والتي تعني أنك ستشعر وكأن الآخرين يتآمرون ضدك.

وبالفعل يتم تشجيع الأشخاص على  الإفراط في التعبير عن المشاعر وأصبح هو القاعدة الأساسية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي البرامج الحوارية والواقعية.