جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ملك التبغ .. قصة مبنى التاجر اليهودي "سيمون أرزت" في بورسعيد (صور)

مبنى سيمون أرزت
مبنى سيمون أرزت

في بورسعيد، بمحازاة  المجرى الملاحي لقناة السويس، وبين البيوت ذات الطراز الإيطالي اليوناني، يوجد مبنى يحمل اسم "سيمون أرزت"، القاطنون حوله يطلقون عليه "مبنى التاجر اليهودي"، قصصاً كثيرة روت عنه، اجتمعت كلها أنه كان ضمن أشهر تجار عصره.

مزاع يهودي يفتتح متجراً في بورسعيد

سيمون أرزت (1814-1910) هو تاجر ومزارع تبغ يهودي من أصل تركي، عُرف خلال عقود كصاحب أكبر مصنع للتبغ والسجائر في بورسعيد، المُدخنون القدامى في بورسعيد قد يتذكرون لك الزخارف الشرقية الملونة على علب التبغ اللي كانت تحمل صورته واسمه.

ظهر "سيمون" لأول مرة في مصر، عند افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث جاء بالتبغ التركي من مزارعه إلى بورسعيد، ونجح بسرعة، مما مكنه من افتتاح عدداً من الفروع الأخرى، في عام 1907 افتتح مصنع آخر في القاهرة، وعام 1913 افتتح فرعاً آخر في الإسكندرية.

صورة تاريخية لمبنى "أرزت"

بدأ "أرزت" نشاطه بافتتاح محل لبيع التبغ كان في الأصل في “شارع التجارة – النهضة حالياً”، في بورسعيد، فيما ظهرت صوره على البطاقات البريدية القديمة حينذاك، للترويج لمنتجات التبغ وبعض السلع المستوردة التي كان يبيعها في متجره الشهير.

قناة السويس من المبنى

مول "سيمون أرزت": أول مول في مصر

في عام 1923 افتتح متجره الحديث (محلات سيمون أرزت) في ميناء بورسعيد بجانب شركة توماس كوك للسياحة. وكان نشاطه أمام المجرى الملاحي لقناة السويس كبيراً، إذ اعتبر متجره واحداً من أكبر المتاجر في عصره، وأصبح نقطة جذب شهيرة على مستوى العالم. 

كانت مساحة متجره حوالي ألفين متر مربع، مع واجهة قبالة الشارع من أربعين متراً، يتألف من قاعة مستطيلة مع صالات العرض على طابقين.

مبنى سيمون أرزت من الداخل

كان المبنى مغطى بسقف زجاجي ليسمح بإضاءة طبيعية كاملة للمبنى طوال النهار، يعتبر المبنى مثالاً نموذجياً من النمط الأوروبي الحديث الذي لا يوجد مثله إلا في متجر "جاليريا فيتوريو إيمانويل التانى" في ميلانو و نابولى بإيطاليا، وعرف لاحقاً كأول مول في مصر.

كانت معارضه توفر كل شيء لراكبي السفن (تجار أو سياح)، الذين كانت بورسعيد وجهتهم المؤقتة ضمن رحلة تمرعلى موانيء البحر المتوسط بالسفن، كان يبيع الطربوش الأحمر والملابس الجاهزة، ومستحضرات التجميل وكان لديه صالون لتصفيف الشعر، واستوديو للتصوير، وصيدلية، وزهور، وحتى مكتباً للبريد، بعد عدة أعوام افتتح فروعاً أخرى في نيودلهي و باريس.

مبنى سيمون أرزت تحت الترميم

لاحقاً تم بيع المتجر إلى تاجر يهودي يدعى "باروخ" ثم بيع مرة أخرى إلى تاجر آخر في أوائل الستينيات، وحالياً يخضع مبنى "سيمون أرزت" للترميم والتجديد.

ترميم المبنى