جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«رصدوا تحركاته لمدة 3 أيام».. اعترافات مرتكبي محاولة اغتيال نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

واجه بعض الأدباء والمفكرين اتهامات بالكفر والردة من جانب المتطرفين والمتشددين، وتخطت في بعض الأوقات الفم إلى محاولة الاغتيال وهو تعرض له أديب نوبل نجيب محفوظ، ونجا من القتل وبقيت آثار المحاولة تؤرق جسديا ومعنويًا. 

اعترافات محاولي قتل أديب نوبل

كانت الخطة في البداية أن يتم اغتيال الأديب نجيب محفوظ بشكل «تقليدي» باستخدام القنابل والأسلحة النارية، لكن اقتراحا من قبل أحد أعضاء التنظيم غيّر الأمور تمامًا. 

حسين علي بكر الذي اتهم في قضية اغتيال أديب نوبل، اعترف في تحقيقات النيابة العسكرية، أنه خطط مسبقا لاغتيال نصر أبوزيد، بتعليمات من مصطفى صديق أحد أعضاء تنظيم الجماعة الإسلامية، قال «ورغم الاتفاق على عملية الاغتيال مع بعض أعضاء التنظيم إلا أنني لم أعرف السبب وراء اغتياله، لقد وضع صديقي مصطفى صديق خطة الاغتيال بأن يذهب إلى مسكنه في الهرم ويطعنه بسكين».

أكد «بكر» في اعترافاته على أن المتهمين، باسم خليل، ومحمد ناجي وعمرو محمد إبراهيم ومحمد المحلاوي، اشتركوا جميعا في محاولة اغتيال نجيب محفوظ. تكفل «المحلاوي» بشرح الدوافع التي تحرض البقية على محاولة الاغتيال، إذ فنّد الأسباب حسبما يرويها "بكر"، قائلًا: «الكاتب سب الله ورسوله وأمهات المؤمنين في قصة من قصصه وأعتقد أنها زقاق المدق أو أولاد حارتنا، ولكن لم أقرأ أي قصة من قصص الأديب، كما شرح لنا حديث لا أتذكره ولكن معناه أن من سب الرسول أو أهل بيته يجب أن يقتل». 

استعد المتهمون، حسبما نٌشر في جريدة "الأهرام" 1994، محمد المحلاوي وباسم خليل لقتل "محفوظ" ووضع "المحلاوي" الخطة، بقتل من يتدخل من رجال المرور أو الشرطة عند تنفيذ العملية حتى يتمكنوا من الهروب، قال "بكر" في اعترافاته "كنا سنستخدم في ذلك القنابل التي أعدها باسم خليل والطبنجات، وكان اقتراح باسم في بداية الأمر اغتيال بالقنابل والطبنجات، لكن المحلاوي اعترض وقال يجب أن ننفذ العملية بسلاح لا يصدر صوتا حتى لا نلفت انتباه الشرطة أو المارة". 

حسين بكر، اعترف أنه يوم تنفيذ العملية لم يصلوا جميعا صلاة الجمعة " ظروفنا منعتنا من ذلك"، وفي طريقهم لتنفيذ الاغتيال أشار "المحلاوي" لبقية التنظيم تجاه فيلا بالمهندسين يحرسها اثنان من جنود الأمن أحدهما يحمل سلاحا والآخر لاسلكيا، ولفت انتباههم إلى قدوم شخص سيحضر إليهم بسيارة لتنفيذ العملية بإطلاق الرصاص على الحارسين. 

اعترف "بكر" للنيابة أنهم اتفقوا على تأجيل عملية قتل الحراس وسرقة سلاحهم إلى ما بعد تنفيذ عملية اغتيال الأدي نجيب محفوظ. 

اغتيال رئيس المحكمة العسكرية بعد "محفوظ" 

بعد فشل اغتيال الأديب نجيب محفوظ تناقش أعضاء الجماعة على محاولة اغتيال رئيس المحكمة العسكرية العليا وقتل الحارسين اللذين يقفان أمام منزله، لكن أحدهم أشار يوم تنفيذ العملية إلى شقة بمنطقة "الدقي" يسكنها مستشار وقال لهم: "سوف نقتل ابنه لأنه يعمل ضابطا في أمن الدولة". 

المتهم محم عبد القاهر السيد علي، حاول التنصل من مشاركته في محاولة اغتيال أديب نوبل، لكن المتهمين، أكدوا على أنه أحد أهم العناصر، ففي اعترافات عشر عبد الحميد أبو زيد، قال إن "عبد القاهر" سلمه جهاز فاكس وعشرة أجهز تلفزيون لاسلكي وطلب منه تسليمهم للـ "المحلاوي" بالمدينة الجامعية. 

واعترف "المحلاوي" أنه كان يستشير "عبد القاهر" في العمليات الجهادية، ومنها عملية اغتيال نجيب محفوظ وسرقة السلاح وتدبير الأموال بل وأكد أنه اشترك معه في رصد تحركات ومنازل بعض الشخصيات العامة ورصد الحراسات على المنازل لسرقة سلاحها، كما طلب منهم إخفاء مواد متفجرة وتليفونات لاسلكي بمسكنه. 

محمد ناجي اعترف للـ "النيابة" أنه قام برصد تحركات الأديب نجيب محفوظ لمدة ثلاثة أيام منذ خروجه من المنزل حتى عودته وتم الاتفاق على الاغتيال داخل شقته بعد شراء باقة ورد ودخول الشقة على أنهم معجبون بكتاباته. 

ارتدى المتهم باسم محمد خليل، زيا عربيا، ولكن الخطة لم تتم، للتأخير في شراء الورد ورغم ذلك طرقوا الباب واعتذرت ابنة الأديب الراحل بأنه لا يلتقي بأي شخص في منزله وأشارت عليهم بالتوجه لندوته الأسبوعية في الكازينو وتم الاتفاق على تنفيذ الجريمة يوم الجمعة في طريقه إلى الندوة الأسبوعية، وتم الاعتداء بسكين وهربوا والتقوا بالقرب من كوبري أكتوبر. 

وفي يناير 1995، صدقت المحكمة العسكرية العليا على إعدام كلًا من، محمد ناجي محمد مصطفى والمحلاوي. وقضت بالسجن المؤبد لعمرو محمد محمد إبراهيم وحسين على بكر، وبالأشغال الشاقة لمدة سبع سنوات على ياسر أبو عطية وعبد الحميد محمد أبو زيد، وبالسجن خمس سنوات على المتهم على جمعة علي وبالسجن ثلاث سنوات على مصطفى عبد الباقي وأحمد حسن أحمد ومحمد معوض عبد الرحمن وفيصل شحاتة محمد. كما برأت عبد الناصر جمعة علي وعلى حسن سباق ومحمد محروس.