جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

عضو لجنة الفتوى بالأزهر يوضح حكم  الموعظة على القبر بعد دفن الميت والجهر بها

«دخول القبر» آخر اللحظات التى تعيشها أسرة المتوفى قبل توديعه إلى مثواه الأخير، فبعد إدخاله إلى القبر ينادى أحدهم فى أسرة المتوفى والحضور بالدعاء للميت" استغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل".. فما حكم الدعاء للميت جهرًا بعد دفنه؟    

الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، يجيب بجوزا الموعظة على القبر بعد دفن المتوفى والجهر بها، حيث قال الله في كتابه العزيز: "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"، ومن السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل".

وتابع فى تصريحات لـ«الدستور» أن من حقوق الميت على أهله من الأحياء بل وعلى المسلمين جميعًا، بعد موته “تغسيله، وتكفينه، والصلاة عليه، ودفنه” وذلك على سبيل الكفاية فإن قام به البعض سقط الإثم عن عموم المسلمين وإلا يأثم الجميع.

وأكمل أنه يسن عند الدفن استثمار هذه الفرصة وتذكير المسلمين بالموت ووعظهم وحثهم على الاستعداد لتلك اللحظة وأخذ الزاد والتزود به في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من لقي الله بقلب سليم.

وأشار إلى أن الأدلة على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه كتاب “الجنائز- باب موعظة المحدث عند القبر”، وقعود أصحابه حوله أي المشيعون عن علي رضي الله عنه قال: "كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد، وقعدنا حوله ومعه مُخصره أي عود، فنكس أي رأسه وجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة، فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال: اعملوا فكلٌّ ميسر لما خلق له...٠

واستدل بما قاله ابن بطال في شرحه لصحيح الإمام البخاري: فيه جواز القعود عند القبور، والتحدث عندها بالعلم والمواعظ، وقد يسأل سائل فيقول نحن لا نختلف معكم على ذلك ولكن نختلف في مشروعية ذلك على سبيل الجهر؟٠

وأشار إلى أن الجواب يكمن في الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم :"استغفروا لأخيكم" فإنه عام أي لم يقل استغفروا لأخيكم سرًا ومن ثم يكون الحديث صالحًا للاستلال به على الجهر بالدعاء من قبل واعظ وتأمين الناس خلفه وصالح للاستدلال به على الدعاء سرا فيكون محتملا، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ٠

وأكمل: ومن ثم لا ينكر على من وعظ أو دعا جهرًا عند القبر بعد دفن الميت والناس المستمعون خلفه يؤمنون وإنما الإنكار على من يضيق واسعا وينكر على من دعا جهرًا.