جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سند الأشقاء.. ليبيون لـ«الدستور»: مشاركة السيسى كانت قوية ومثمرة

الرئيس السيسي وماكرون
الرئيس السيسي وماكرون

شدد البيان الختامى لمؤتمر باريس الدولى حول ليبيا على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها، المقرر فى ٢٤ ديسمبر المقبل، إلى جانب إنشاء هيئة المصالحة الوطنية العليا برعاية المجلس الرئاسى الانتقالى.

وجدد البيان الختامى لمؤتمر باريس تأكيد التزام كل الدول المشاركة فى المؤتمر بالاحترام الكامل لسيادة ليبيا، واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية، ورفض جميع التدخلات الأجنبية فى شئونها الداخلية.

وأشاد البيان بالتقدم المحرز نحو إحلال السلام وإرساء الاستقرار فى ليبيا، منذ مؤتمر برلين الأول، عبر توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، فى ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠، واعتماد خريطة الطريق السياسية بتونس، فى ١٥ نوفمبر ٢٠٢٠، والموافقة على حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، فى ١٠ مارس ٢٠٢١.

من جهته، قال خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى فى الجيش الليبى، إن النتائج التى خلص إليها مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا جاءت حسب المتوقع، بداية من الاتفاق على أن تكون الانتخابات فى موعدها، إلى جانب إصرار المجتمع الدولى على كل ما تم الاتفاق عليه فى جنيف، وعلى رأسه تفكيك الجماعات الإرهابية، وجمع السلاح، وخروج الجماعات الإرهابية والمرتزقة، ورفض جميع التدخلات الأجنبية فى شئون ليبيا. واعتبر «المحجوب»، فى تصريحات لـ«الدستور»، أن حضور الدول المؤثرة هذا المؤتمر كان جيدًًا جدًا، خاصة من مصر، التى كان حضورها قويًا ومثمرًا للغاية، إلى جانب دولة فرنسا التى استضافت الحدث، ويهمها دعم القضية الليبية، لأن استقرار ليبيا يحميها وباقى الدول الأوروبية من خطر الإرهاب. وأشاد خالد الترجمان، المحلل السياسى الليبى، بالقرارات الأساسية والمهمة التى خرج بها مؤتمر باريس، وفى مقدمتها تأكيد إجراء الانتخابات فى ٢٤ ديسمبر المقبل، والقبول بنتائجها، وفرض عقوبات على من يحاول عرقلة إتمامها بشكل كامل.

وقال «الترجمان»، لـ«الدستور»: «على الرغم من محاولة الميليشيات وجماعة الإخوان فى غرب البلاد، عرقلة الاستحقاق الانتخابى، عبر طلب تفاهمات جديدة حول الدستور وتعديل القواعد القانونية، حسم مؤتمر باريس هذا الجدل تمامًا، وطالب بالذهاب إلى الانتخابات والقبول بنتائجها أيًا كانت، وهدد بفرض عقوبات عن طريق الأمم المتحدة على كل المعرقلين لها فى الداخل والخارج».

وأضاف: «الدعم المطلق لإجراء الانتخابات فى موعدها هو أهم ما خرج به مؤتمر باريس، إلى جانب دعم عمل المفوضية العليا للانتخابات، وتأكيد ما أنجزته اللجنة العسكرية ٥+٥ وتوافقت عليه، خاصة ما يتعلق برحيل القوات الأجنبية»، معربًا عن أمله فى الذهاب إلى الانتخابات وعقدها فى موعدها، وسط أجواء جيدة ومناسبة، خاصة فى غرب البلاد، ثم القبول بنتائجها دون أى أزمة.

وشدد المحلل السياسى الليبى على أهمية الدور المصرى، قائلًا: «بدون شك دور مصر مهم فى هذا الصدد، وكذلك الرؤية الثاقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى، ومطالبته الليبيين بأن يكونوا قادرين على تجاوز هذه المحنة، وأن يستلهموا نضال أجدادهم وقوة إرادتهم فى تحقيق وبناء الدولة الليبية، إلى جانب تأكيده أن مصر موجودة مع الليبيين بكل قوة متى احتاجها الليبيون».

وأضاف: «هناك أهمية كبيرة لحديث الرئيس السيسى، بالإضافة إلى تفاهماته وحديثه المشترك مع الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، حول دعم المسار الانتخابى المقبل، وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، ومساعدة الليبيين على الخروج من أزماتهم دون تدخلات خارجية أو فرض أى رؤية على شعبها».

ورأى رضوان الفيتورى، المحلل السياسى الليبى، أن ما لفت الانتباه فى هذا المؤتمر هو الإصرار والإجماع الدولى على إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها المحدد، وتأكيدهم أن هذا الموعد نهائى لا رجعة فيه، وهو ما تتعاظم أهميته فى ظل الحضور الكبير للحدث، خاصة من الولايات المتحدة.

وأوضح أنه «كان هناك تمثيل غير مسبوق للولايات المتحدة، عبر إرسالها نائبة الرئيس، لأول مرة، وهذا إن دل على شىء فهو يدل على تغير نهجها وسياستها تجاه ليبيا، وأنها تعلمت من تجاربها فى سوريا وأفغانستان، وأخطأت عندما تركت الساحة الليبية للمرتزقة والميليشيات فتوغلت فى الغرب الليبى».

وأضاف «الفيتورى»: «الولايات المتحدة أدركت أن الوضع فى ليبيا لا يُقارن بأى دولة أخرى، لأنها محور جغرافى نفطى يتوسط العالم، ومركز تجارى عالمى، ما جعلها تدرك أنها فى حاجة لشريك قوى تركن إليه فى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بين البلدين، يتمثل فى رئيس شرعى منتخب يفرض نفوذه على كل الليبيين، بما يمكنها من التعاون معه فى كل الملفات».