جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سلامة قلبك.. قوافل لعلاج قلوب الأطفال فى قرى «حياة كريمة»

قوافل لعلاج قلوب
قوافل لعلاج قلوب الأطفال فى قرى «حياة كريمة»

بجانب عملها على تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات والمرافق لأهالى القرى الأكثر فقرًا، أولت مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا خاصًا بصحة أبناء الريف، ونظمت قوافل طبية لعلاج مختلف الأمراض التى تصيبهم، وعلى رأسها قوافل «سلامة قلبك». وتستهدف قوافل «سلامة قلبك» الاكتشاف المبكر لـ«روماتيزم القلب»، والعيوب الخلقية فى القلب، للأطفال فوق سن ٥ سنوات وحديثى الولادة، باستخدام أحدث الأجهزة الطبية، مثل جهازى «إيكو» والكشف المبكر عن العيوب الخلقية فى القلب، من خلال سيارة متنقلة تتجول فى القرى وتقصد منازل الأهالى، موفرة لهم الفحوصات والأشعة والعلاج بالمجان. «الدستور» تواصلت مع مجموعة من أهالى القرى المستفيدين من مبادرة «سلامة قلبك»، الذين أشادوا بجهود الدولة فى الاهتمام بصحة أبناء الريف، واكتشاف أمراضهم وعلاجها، وإتاحة الدواء الملائم لكل حالة، إلى جانب توعيتهم بكيفية التعامل مع أبنائهم المصابين.

راغب عبدالقوى: الطبيب فحص طفلى بأشعة الموجات الصوتية

كشف راغب عبدالقوى، أحد المستفيدين من المبادرة، عن أن ابنه البالغ من العمر ٨ أعوام كان يعانى الإرهاق الشديد أثناء لعبه مع زملائه أو صعوده سلالم المدرسة والمنزل، لافتًا إلى أنه كان يشكو كثيرًا من آلام فى قدمه.

وقال: «ظروف المعيشة صعبة جدًا، ولم أستطع الذهاب إلى الطبيب، لأننى أعمل بأجر يومى، والمبادرة ساعدتنى فى تشخيص حالة ابنى وسبب الآلام التى يعانى منها». وأضاف: «الطبيب فحص ابنى مستعينًا بأشعة الموجات الصوتية التى أوضحت أنه يعانى من روماتيزم فى القلب وأعطانى الطبيب بطاقة للمتابعة، كما أعطانا الدواء الملائم مجانًا».

ووجه «راغب» الشكر لطبيب القافلة لحسن معاملته وسعة صدره وتحمله كثرة استفساراته حول طبيعة المرض ومدى خطورته، مشيدًا بدور الرئيس السيسى فى الاهتمام بصحة المواطنين فى الريف المصرى من خلال إطلاق المبادرات التى تكشف عن مرضهم.

علاء الغمراوى: ندوات توعوية للحوامل بالأمراض الوراثية

قال الدكتور علاء الغمراوى، مؤسس مبادرة «سلامة قلبك» رئيس جمعية «قلوب أصحاء»، إن المبادرة تهدف إلى حماية قلوب المصريين، وإنقاذ آلاف الأطفال من مضاعفات تأخير اكتشاف العيوب الخلقية وروماتيزم القلب التى قد تؤدى للوفاة، فضلًا عن توفير مليارات الجنيهات التى تنفق فى حالة الاكتشاف المتأخر للمرض من خلال صرفها أدوية باهظة الثمن فى الحضانات والرعاية المركزة. وأضاف «الغمراوى» أن المبادرة خصصت سيارة متنقلة تتجول بالقرى، مزودة بجهازى الكشف المبكر عن العيوب الخلقية بالقلب للأطفال حديثى الولادة، الأول يجرى اختبارًا بسيطًا للطفل داخل العيادة فى اليوم الأول لولادته حتى شهر بعد الولادة، والثانى جهاز موجات صوتية للقلب «إيكو»، مشيرًا إلى أنه فى حال اكتشاف بعض المشاكل فى القلب، تجرى المتابعة الدورية وإجراء التدخل العلاجى بالقسطرة أو عمليات القلب المفتوح فى الوقت الملائم. وتابع: «جرى عقد ندوات فى خيم، نفذها فريق المبادرة الرئاسية، بهدف توعية السيدات الحوامل والمقبلات على الزواج بالأسباب التى تؤدى لإنجاب طفل يعانى من مشاكل فى القلب، وذلك من أجل إنجاب طفل سليم القلب خال من العيوب الخلقية»، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من الأهالى حضر الندوات.

أم محمد: عالجت ابنى من «الروماتيزم» بالمجان ودون الانتقال للمدينة

أشادت أم محمد، البالغة من العمر ٣١ عامًا، بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاهتمام بصحة المواطنين داخل القرى الريفية البعيدة، وشعوره بمعاناتهم وظروفهم المعيشية الصعبة، من خلال تنظيم قوافل طبية تصل حتى منازلهم، للكشف عليهم دون تكبد عناء الانتقال إلى المدينة، ثم توفير العلاج لهم بالمجان. واختصت الإشادة بمبادرة «سلامة قلبك»، التى أسهمت فى اكتشاف إصابة ابنها بـ«روماتيزم فى القلب» وعلاجه، قائلة: «قبل شهر، ظهرت على ابنى بقع حمراء على الجلد، وبدأ يشكو من أوجاع فى صدره ومفاصله، إلى جانب إرهاق شديد دون أى مجهود، ولم يتوافر لدى المال للكشف عليه، واستمر على هذه الحال قرابة شهر، حتى أخبرنى متطوع فى مبادرة (حياة كريمة) بقدوم قافلة طبية مخصصة للكشف على الأطفال». وأضافت: «قصدت القافلة الطبية برفقة ابنى، لأجد مئات الآباء والأمهات بصحبة أطفالهم منتظرين دورهم للكشف عليهم، وبمجرد دخولى العيادة المتنقلة، فحص الطبيب ابنى بالموجات الصوتية، وأخبرنى أنه مصاب بروماتيزم فى القلب، وأن هذا هو السبب فى ظهور علامات الطفح الجلدى عليه، وأعطانى العلاج اللازم، إلى جانب بطاقة للمتابعة، وطلب منى إحضار باقى أبنائى كى يتأكد من سلامتهم». إلى جانب الكشف الطبى على ابنها، حرصت «أم محمد» على حضور ندوة رافقت القافلة الطبية، قائلة عنها: «استفدت منها كثيرًا، بعد أن أمدتنا بمعلومات عن طبيعة مرض روماتيزم القلب، وأرشدتنا إلى كيفية التعامل مع أبنائنا المصابين، وحذرتنا من مدى خطورة المرض فى حال التهاون وعدم اتباع الإرشادات».

هيثم عبدالحليم: أجريت لابنتى أشعة إيكو مجانًا

قال هيثم عبدالحليم، من محافظة الغربية، إن ابنته البالغة من العمر ٩ سنوات كانت تشتكى من آلام فى مفاصل ركبتها وأيديها وصدرها، وطلب منه أحد الأطباء إجراء تحاليل وفحوصات للتأكد من صحة قلبها، وأظهرت النتجية أنها مصابة بروماتيزم فى القلب. وأضاف: «طلب الطبيب إجراء أشعة إيكو، لكن لم أملك المال الكافى لأننى أعمل بالأجر اليومى فى مطعم وخرجت من العيادة لا أدرى كيف أتصرف للحصول على تكلفة الفحوصات والأشعة، حتى علمت أن مبادرة حياة كريمة تنظم قافلة للكشف عن أمراض القلب لطلاب المدارس وستأتى إلى قريتى بعد يومين». وتابع: «لم تسعنى الفرحة واصطحبت ابنتى إلى القافلة والتقيت أحد الأطباء داخل عيادة متنقلة وبها جهاز أشعة موجات صوتية وتم إعداد الأشعة مجانًا لابنتى وأعطانى بطاقة للمتابعة كل ٣ أشهر فى معهد القلب بمدينة المحلة». ووجه «هيثم» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على هذه اللافتة الإنسانية، مؤكدًا أن الريف المصرى شهد اهتمامًا وتطورًا فى عهده لم يسبق له مثيل فى سابق العصور، مطالبًا بضرورة تكرار هذه القوافل بصفة دورية. 

أسماء عبدالله: أنقذت طفلى من الوفاة بعد تشخيص خاطئ  

تشخيص خاطئ كان سببًا فى معاناة أسماء عبدالله وطفلها الوحيد، البالغ من العمر ٦ سنوات، لمدة ٣ أشهر، بعدما أبلغها أحد الأطباء بأن ابنها يعانى من روماتيزم القلب، دون أن يجرى الفحوصات الطبية اللازمة، ما نتج عنه علاج خاطئ استمر حتى وصول مبادرة «سلامة قلبك» إلى قريتها وتعرف الأطباء على حقيقة مرض ابنها.

وقالت: «كان ابنى يشعر بآلام فى المفاصل، لذا قصدت طبيبًا بمستشفى خاص، فشخص المرض روماتيزم القلب، اعتمادًا على بعض التحاليل، ودون إجراء الأشعات المطلوبة، ووصف لى علاجًا من حقن طويلة المفعول». وهو ما التزمنا به لعدة أسابيع، مع متابعة الطبيب». وأضافت: «حين علمت بوصول قافلة (حياة كريمة) إلى قريتى، توجهت إليها للاطمئنان على صحة ابنى، وكانت المفاجأة كبيرة حين عرفت من طبيب القافلة أن ابنى يحصل على العلاج الخاطئ، وأنه ليس مصابًا بروماتيزم القلب، بل يعانى من ارتفاع فى معدل نبضات القلب». وتابعت: «نبهنى الطبيب إلى أن الدواء الخاطئ أثر بالفعل على صحة ابنى، وطلب منّى التوجه فورًا إلى مستشفى الجامعة بالمنصورة؛ لخطورة حالته، ووعدنى بمتابعته حتى تتحسن حالته الصحية، لذا أشكر مبادرة (سلامة قلبك) والقائمين عليها، فلولاهم لتدهورت صحة ابنى أكثر بسبب العلاج الخاطئ».

 

محمد فيصل: عرفت سبب فقدان ابنتى الوعى بفضلها

«لم أتخيل أننى سأكتشف حقيقة مرض ابنتى بعد أسابيع من المعاناة، وزيارة المستشفيات والعيادات الخاصة».. بهذه الكلمات بدأ محمد فيصل، ٣١ عامًا، حكايته عن مرض ابنته وفضل مبادرة «سلامة قلبك» فى اكتشاف حقيقة مرضها. وقال: «ذات يوم، فقدت ابنتى الوعى أثناء لعبها مع أبناء الجيران، وسرعان ما توجهت بها إلى المستشفى، وظلت به ٣ أسابيع دون أن يجد الأطباء سببًا واضحًا لحالتها وأسباب معاناتها من الإغماء المتكرر، ولم أعد أعرف كيف أتصرف، خاصة بعدما بدأت معاناتى المادية أيضًا مع كثرة الأشعات والفحوصات المطلوبة دون نتائج».

وأضاف: «خلال تلك المعاناة، سمعت شخصًا يعلن عبر ميكرفون المسجد المجاور عن وصول قافلة طبية تابعة لـ(حياة كريمة) للكشف عن الأطفال بقريتى، وساعتها شعرت ببعض الأمل، وذهبت مع ابنتى للكشف، وعلم طبيب القافلة بعد إجراء الأشعة المطلوبة أنها تعانى من مرض روماتيزم القلب، وأنه وراء إغمائها المتكرر، وأكد الطبيب ضرورة ذهابى بابنتى إلى معهد القلب بمدينة المحلة الكبرى، للاطمئنان عليها، وذلك بعدما منحنى بطاقة علاجية للمتابعة». ووجه «محمد» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، والقائمين على المبادرة، لحرصهم على الاهتمام بصحة أبناء الريف، ومتابعتهم عن طريق القوافل العلاجية، التى تجرى لهم الفحوصات والأشعة مجانًا.

عبدالوهاب الحضرى: ٢٦٣ طفلًا خضعوا للكشف فى آخر قافلتين بالغربية

شدد عبدالوهاب الحضرى، منسق مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الغربية، على أن المبادرة لم تغفل الاهتمام بصحة الأطفال، وقدمت لهم قوافل طبية من خلال عيادات متنقلة تتجول بالقرى، تستهدف كل أسبوع قرية من قرى مركز زفتى، وذلك بدءًا من شهر مارس الماضى، وكان على رأسها قوافل الاطمئنان على صحة قلبهم. وأضاف «الحضرى»: «جرى إخطار أهالى القرى بموعد قدوم القافلة من خلال تواصل متطوعى المبادرة معهم، والتنسيق مع إدارات المدارس لإحضار الطلبة لعمليات الفحص، فضلًا عن الإعلان على صفحات التواصل الاجتماعى بالقرية وميكروفونات المساجد؛ لذلك كان الإقبال كبيرًا». ولفت إلى أن آخر قريتين استهدفتهما مبادرة «سلامة قلبك»، هما «حانوت وميت الرخا»، وجرى توقيع الكشف بهما على ٢٦٣ طفلًا، منهم ١٨٨ من أبناء المدارس فوق الخمس سنوات، و٧٥ طفلًا حديثو الولادة، موضحًا أنه جرى اكتشاف ١١ حالة تعانى من روماتيزم القلب، و٦ أطفال حديثى الولادة لديهم عيوب خلقية فى القلب.