جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الأبوة لا تسقط بالتقادم

ليه الأبهات بعد الطلاق بيحسوا إن ولادهم يبقوا ولاد أمهم بس؟

بتتغير طريقة الصرف تماماً، ووقت الاتفاق بيكون فيه فصال شديد على نفقة الولاد، وممكن ميبقاش نفقة أصلاً إلا بقضايا، وفيه اللي بيحاولوا يتلاعبوا في إثبات دخلهم عشان المحكمة تحكم بنفقة قليلة للأطفال.

ليه ممكن أب يحس إنه طلق الأولاد لما طلق مامتهم؟! أو بيستخدمهم كورقة ضغط على الأم عشان تتم السيطرة عليها.

وفيه اللي بيطرد ولاده من الشقة بعد انتهاء الحضانة في سن ١٥ سنة! ومش فارق معاه هيروحوا فين ولا هياكلوا منين.

حقيقي أنا محتاجة أفهم، يعني الأطفال اللي من صلبه وهو كان بيصرف عليهم وهما في بيت واحد بطريقة كويسة، أول لما يتم الطلاق يتآمر عليهم، بحجة: أصلي هفتح بيت تاني وأخلف تاني؟.. طب ما دول ولادك والله وعلى اسمك وملزومين منك وإنت الراعي، والحضانة للأم كتربية ورعاية وبتفني حياتها ليهم، مش مطلوب منها ولا عندها القدرة أصلاً إنها تعمل كل الأدوار لوحدها.

ليه فيه تفنين في استخدام كل الطرق للتنصل من الصرف على الأولاد أو تقليل نفقتهم على أقل قدر ممكن؟ وحتى لو دفع زيادة بيبقى كأنه منّ منه عليهم، والمحكمة بتحكم بناء على دخل الزوج المثبت مش على المستوى المعيشي اللي اتعودوا عليه قبل الطلاق، فبتحصل سقطة كبيرة لمستواهم.. والأم ساعتها هي المضطرة تجري على حق ولادها، وتروح لمحامين وتعمل تحريات، وتدخل أقسام ومحاكم، وبدل ما الوقت ده كله تقضيه في تربية وتعليم ولادها، بتبقى مستهلكة جداً نفسياً وبدنياً لإثبات حق ولادها في النفقة.

فين الأبوة من اللي بيحصل ده؟، معقول العند ممكن يقلل مشاعر الحب لولاده؟ ولا مكنش فيه مشاعر من الأساس وطريقة الصرف مظهر اجتماعي؟

ليه في حالات كتير الأب بيشوف إن ولاده مصاريف حكومية بيحاول التهرب منها؟ طب الضمير بيروح فين؟

والأب يسيب أم ولاده تجري على المحكمة، وتبيع كل اللي تملكه على المحامين ومصاريف القضايا، وفي الآخر يتحكملها بملاليم من دخله، إزاى بيجيله قلب ينام وميعرفش ولاده هياكلوا إزاى؟

ربنا قال: «وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"، والرسول، عليه صلاة والسلام، في حديثه بيقول: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول».

فالأم المطلقة بتكون أمام طريق طويل مليان مغارز عشان تقدر توصل للنفقة العادلة من الأب، بدل ما هو يعفيها من المحاكم من البداية ويمضي معاها على عقد تسوية يكتب فيه التزاماته كأب تجاه ولاده دون أي تأثير كعقاب للأم، بتضطر الأم تحاول تثبت دخله إذا كان داخل البلاد أو خارجها.. تثبت أملاكه، ولو الأب تلاعب بأوراقه وحاول يقدم ورق بإنه عاطل عن العمل أو مفردات مرتب قليلة أو إنه يعول أفراد أسرته أو إنه متزوج بأخرى، فخلال الطريق ده كله، إزاى الأم تكون في حالة نفسية وبدنية سوية لتربية الأطفال؟ هتقدر إزاى تلبي احتياجتهم لحد ما تقدر تحصل على حقوقهم؟
فيه أمهات بتقعد في معارك سنين في المحاكم، وفي الآخر ممكن جداً تحصل على الأقل القليل ميكفيش حتى أتعاب المحامين.

الغريب كمان إن فيه ناس بتحب تخدم أوى، لو لقت شخص بيطلق بيقولوله تعالي هنا إوعى تديها جنيه، لففها حوالين نفسها، خليها تشبع بالأطفال بقى لوحدها وندمها على الطلاق، خليها تعرف قيمتك.. وتبتدي سلسلة من النصايح للتحايل على المحكمة.

فالأب يبتدي يشوف حياته من غير أي مسئوليات، والأم تربي وتوصل مدارس وتوصل تمارين وتشوف شغلها عشان تحاول تعوض غياب نفقة الأطفال، وتجري على المحاكم.

متخيلين إن أطفال الأم دي ممكن يطلعوا أسوياء؟

يعني يا إما الأم تستحمل خيانة الزوج أو ضربه أو استحالة العشرة معاه، يا يكون مصير ولادها الضياع؟

هل ممكن نشوف أسباب تخلي الأبهات عن مسئوليتهم وثقافة إن بمجرد تطليق زوجتك يبقى الأطفال دول يخصوها هي بس؟.

ممكن يكون فيه توعية بالستات في مصر بطرق يضمنوا بيها حقوقهم وحقوق ولادهم بعد الطلاق، وتتكتب في قسيمة الجواز.

ممكن يكون فيه استشارة أو دورة تأهيلية تعرّف الرجال المقبلين على الزواج يعني إيه زواج أصلاً، ويتعرف على مسئولياته، ويعرف مسئولياته في حالة الطلاق، ولو فيه أولاد مسئولياته إيه كأب، وإن الأبوة لا تسقط بالطلاق!