جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الأنبا كيرلس وليم لـ«الدستور»: مشروعات الرئيس السيسي يراها الجميع

الانبا كيرلس وليم
الانبا كيرلس وليم

لدينا 55 ألف كاثوليكي في أسيوط و41 كنيسة.

في مصر 15 جمعية رهبانية للرجال و45 للسيدات.

الكورونا تنبيه وليس غضبًا إلهيًا.

الكاثوليكية ستخرج بلا طلاق في الأحوال الشخصية الجديد.

إحنا مش ناكرين جميل.. مشروعات الرئيس السيسي يراها الجميع.

الكاثوليكية بلا طلاق في الأحوال الشخصية الجديد

 

تحدث الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط حفيد أول بطريرك كاثوليكي قبطي في مصر في حوار خاص لـ"الدستور"، والذي نشأ في عائلة كهنوتية كبرى، فهو حفيد الأنبا كيرلس مقار أول بطريرك قبطي كاثوليكي بمصر، وله 4 من الأشقاء الرهبان بالرهبانيات الكاثوليكية المختلفة.

وتحدث الأنبا كيرلس وليم مطران الكنيسة القبطية الكاثوليكية في أسيوط، لـ"الدستور" عن الرهبانيات الكاثوليكية بمصر وشكل الكنيسة الكاثوليكية في قانون الأحوال الشخصية ورؤيته للكورونا وكذلك وضع الأقباط في عهد السيسي.

 ونص هذا الحوار هو الأول بعد أن قدّم طلبًا بتخلّيه عن مهامه كمطران لكرسي ليكوبوليس (أسيوط) لبلوغه السن القانونية (قانون رقم 210 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية).

نعلم أنكم نشأتم في عائلة كهنوتية كبرى.. حدثنا عنها

أعتبر حفيد أول بطريرك للأقباط الكاثوليك في مصر، وهو غبطة البطريرك كيرلس مقار، والذي كان أحد الأجداد الكبار بالعائلة، كما أن أشقائي هم من الأب كميل وليم، المدير السابق لكلية العلوم الدينية بالسكاكيني، والأب كرمي وليم من الآباء الساليزيان، والأب كمال وليم من الأباء الفرنسيسكان، والأخت كارمن وليم من راهبات القديس شارل بروميه "الراهبات الألمانيات".

على الصعيد الكنسي وفيما يتعلق بالكنيسة الكاثوليكية في أسيوط..

ما هي خدمات الكنيسة الكاثوليكية للمجتمع في أسيوط؟

بشكل عام الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة خدمات وتؤمن بأهمية تقديم الخدمة لله في عدة صور أهمها خدمة المجتمع فهو الذي قال: "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي.عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ." (مت 25: 36). 

وبناء على ذلك، تنتشر الرهبانيات والجمعيات الرهبانية في معظم مصر، لخدمة المصريين ونذكر منها 15 جمعية رهيانية للرجال و45 للسيدات وتتميز كل رهبنة عن الاخرى بكاريزما لها طابع روحي وخدماتي مميز.

وفي أسيوط بشكل أكثر دقة، فلنا مدارس تتبع تلك الرهبانيات، وأيضًا مستشفيات ومستوصفات ومشروعات في طور التنفيذ، فالخدمة المجتمعية هي الملف الكبير الذي بدأت الاهتمام به منذ سنة 1990.

كما تقوم الكنيسة بتقديم القروض للمحتاجين، وفتح الحضانات للأسر المحتاجة، وودهم العاملين في مجال الزراعة، وتنمية المشروعات الصغيرة.

 

كم قبطي كاثوليكي في أسيوط وكم كنيسة قبطية كاثوليكية؟

لدينا 55 ألف فردًا يتبعون الكنيسة القبطية الكاثوليكية في أسيوط، وليدنا أيضًا 41 كنيسة ورعية.

في رؤيتكم.. هل الكورونا غضب من الله أم نهاية للعالم أو لكم رؤية اخرى؟

 الكورونا حدثت بسماح من الله، وهو ما لا يوجد شك فيه، والله بسماحة بحلول الكورونا له هدف "تربوي" حتى نتنقي ونتطهر من بعدنا عنه، ولذا يمكن أن نرى الكورونا في هيئة تنبيه وليست غضبًا إلهيًا كما يروج البعض.

 

كيف نصف علاقة مطران الكاثوليك بأسيوط مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟

تربطنا علاقات في غاية الروعة والمحبة والود مع السبعة ايبارشيات القبطية الارثوذكسية في أسيوط وهي إيبارشية أسيوط وساحل سليم والبداري برئاسة الانبا يؤانس، وايبارشية ابنوب والفتح برئاسة الأنبا لوكاس، وإيبارشية ابو تيج وصدفا والغنايم برئاسة الانبا اندراوس وإيبارشية دير المحرق برئاسة الانبا بيجول، وإيبارشية ديروط وصنبو برئاسة الانبا برسوم، وإيبارشية مير والقوصية برئاسة الأنبا توماس، وإيبارشية منفلوط برئاسة الأنبا ثاؤفيلوس.

ودائمًا بما نتبادل الزيارات وتهنئات الود والمحبة، كما تكن الكنيسة القبطية الكاثوليكية كل المحبة والاحترام لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

 

في رؤيتكم ما هي العقبات في طريق وحدة الكنائس؟

بعض الرؤى الغير مرنة والمتشددة، فعلى سبيل المثال نرى أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صاحب دعوى تجديد وإصلاح، إلا أن ذلك الإصلاح يقف في طريقه تلك الرؤى المتشددة وغير المرنة.

كما أننا الآن على الصعيد الإيماني وصلنا إلى صياغة إيمانية متفقة عليها، ولعل أبرزها "لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولعل الاختلافات التي توجد الآن بدأت قديمًا بسبب اختلافات اللغة.

ونرى الآن نقاشات بين اللجان اللاهوتية للكنيستين للاتفاق حول أكبر قدر من النقاط، وأشرف بأني كنت عضوًا في اللجنة اللاهوتية للكنيسة القبطية الكاثوليكية مدة 10 سنوات (من سنة 2000 إلى سنة 2010).

على الصعيد المصري العام

نعلم أن قانون الأحوال الشخصية أوشك على الخروج للنور.. كيف سنرى شكل القانون؟

القانون به الكثير من البنود المتفق عليها بفضل الجلسات التي جمعت ممثلي الكنائس الثلاث كنسيًا وقانونيًا، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية ثبتت على مبدأها حول عدم اعترافها بـ"الطلاق"، وهو الشكل الذي ستخرج عليه في النهاية.

لكن الكنيسة تُجيز منح "بطلان الزواج" لبعض الحالات التي تستحقه، وبطلان الزواج هو عدم حدوثه من الأساس، ويمنح لبعض الزيجات التي تتمكن من إثبات وجود تلاعب في الشروط الاساسية للزيجة مثل العجز الجنسي الكامل السابق للزواج أو إصابة أحد طرفي الزيجة بمرض لم يعلنه، فتلك الامور تجعل الزواج كأنه لم يكن ويحصل الطرف الآخر على بطلان زواج.

ولدينا بالكنيسة القبطية الكاثوليكية مجلسا يسمى بالمجلس الروحي وهو مخصص لدراسة المشاكل ذات الطابع الاسري للبت بها ومحاولة علاج الامور ودعم أركان الأسرة القبطية الكاثوليكية في مصر.

 

كيف تصف أوضاع المسيحيين في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

إحنا مش ناكرين جميل.. لا يمكن أن ننسى مُطلقٌا مواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تجاه الأقباط، فهو رئيس أثبت أنه رئيس لكل المصريين وليس فئة معينة، بعكس ما شهدناه في أحقاب أخرى.

ولننظر إلى المشروعات الضخمة التي تحدث على أرض الواقع من إسكان مريح للشباب المقبل على الزواج، وشبكة ضخمة من الطرق ساهمت في تقريب المواطنين من بعضهم البغض، إضافة إلى إمداد كل المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية بها، وكل تلك المشروعات تمنح المواطن المصري كرامته بين بقية دول العالم الذين يحضرون إلى مصر ليروا تلك الأعمال التي يتم إنجازها في غضون سنوات قليلة.

وعلى وجه الخصوص، وفيما يتعلق بالأقباط فلنا أن نرى أن الرئيس يعمل على منح الحق لكل ذي حق، وبناء عليه أعطى تسهيلات كبرى لبناء الكنائس بعد فترات كبرى من التعسف لبناء كنيسة واحدة، إضافة إلى تقنين أوضاع الكنائس الغير مقننة، والتي يعلن عن كمية كبيرة كل فترة.

بجانب كونه أول رئيس مصري يحضر إلى الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بأعيادهم، وأيضًا الاهتمام بالكوادر القبطية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأيضًا عدم إغفال الوجود القبطي في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة فنرة ان الكنائس الثلاث لها كاتدرائيات كبرى بالعاصمة الادارية الجديدة وعلى رأسها كاتدرائية ميلاد المسيح وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، كما نرى كنيستين كبيرتين أخرتين للكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية كذلك.

ما هي أبرز متطلبات الكنيسة القبطية الكاثوليكية في 2021؟

الرئيس السيسي رجل أفعال، وهذه هي السمة الاساسية والرئيسية والواجب توافرها في كل زعيم في العالم أجمع، فأي رئيس يعمل بمثابرة وجهد وبتحمل مثلما يحدث في مصر.. فلنا أن نتأكد أن كل الأمور وكافة المستجدات ستُسدد في مواقيتها ومواعيدها، فهو الرجل الذي حرص منذ اللحظة الاولى على تطبيق مبادئ المواطنة على أرض الواقع.