جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف يساهم لقاح الإنفلونزا الموسمية في حماية المواطنين خلال ذروة كورونا؟

لقاح الإنفلونزا
لقاح الإنفلونزا

شددت وزارة الصحة على ضرورة تناول المواطنين، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، لمصل الإنفلونزا، بسبب انتشار الأنفلونزا الموسمية بالتزامن مع ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا «كوفيد-19»، كخطوة استباقية لتقليل العدوى بين المواطنين، إذ استقبلت  شركة فاكسيرا كميات أكبر من مصل الإنفلونزا الموسميةً التي تتشابه أعراضها مع فيروس كورونا.

وأضافت «الصحة» أن لقاح الانفلونزا يقي من حوالى 60% من حالات العدوى لدى البالغين الأصحاء ويصبح اللقاح فعّالا بعد 14 يومًا من الحصول عليه، «الدستور» في السطور التالية عرضت القصة الكاملة للقاح الإنفلونزا الموسمية، وأهميته في حماية المواطنين خلال ذروة كورونا.

يبني المناعة خلال أسبوعين 

وسام الخشاب، صيدلانية، قالت إن مصل الإنفلونزا لا يقي من الإصابة بالفيروس بنسبة 100% ولكنه يقلل مضاعفاتها، خاصة على بعض الفئات التي لا تتحمل نزلات البرد والإنفلونزا هم الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والذين يعانون من نقص المناعة والحوامل، موضحة أن المصل مدة صلاحيته قصيرة مقارنة بغيره من الأدوية فلا تتجاوز ثلاثة أشهر، وهي الفترة التي يتوافر فيها في الأسواق من شهر أكتوبر وحتى بداية ديسمبر.

وعن أسباب إعادة تصنيع المصل كل عام، أوضحت «وسام» أن فيروس الإنفلونزا من أكثر الفيروسات تحولًا لذا لا بد أن يتم إعادة تصنيعه كل عام، بما يتناسب مع طبيعة الفيروس الجديدة.

صلاحية المصل 

بينما أشار وليد صبري، صيدلي، إلى أنه منذ بداية جائحة كورونا أصبح هناك إقبال شديد على المصل من المواطنين، مع تشديد وزارة الصحة على استخدامه، موضحًا أن المصل عبارة عن حقنه تأتي معبأه بالدواء ومغلفة من الشركة المصنعة له، ويتم حقنها في عضل الكتف للمريض، مؤكدًا أنه مع بداية شهر ديسمبر يكون اللقاح اختفى مرة أخرى من الصيدليات، لأنه مخصص للحقن في الفترة من منتصف سبتمبر وحتى بداية ديسمبر وصلاحية اللقاح لا تستمر أكثر من ذلك، ويستغرق أسبوعين تقريبًا بعد حقنه لبناء المناعة.

استيراد اللقاح

تستورد مصر سنويًا لقاح الإنفلونزا بداية من شهر سبتمبر، موسم انتشار الإنفلونزا الموسمية، ويتم تطويره كل عام ليتناسب مع التحورات السريعة التي تحدث في فيروس الإنفلونزا حسب تصريحات شيرين عبدالجواد، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصيدلية بهيئة الدواء المصرية، موضحة أن المصل يتم استيراده من الخارج ولا يتم تصنيعه بالدولة.

وأشارت إلى أنه لا تعارض من الحصول على لقاح كورونا ولقاح الأنفلونزا الموسمية، ولكن ينصح أن يكون هناك فارق زمني بينهما 14 يومًا، لتخفيف الأعراض على متلقي اللقاح، وتتبع الآثار الجانبية للقاح الأنفلونزا وغيرها، مضيفة أن هناك حالات لا يمكن أن تحصل على لقاح الأنفلونزا، وهم الأطفال أقل من 6 أشهر، والأشخاص الذين يعانوا من حساسية من أي مكون من مكونات لقاح الأنفلونزا.

كيف يعمل المصل؟

الإنفلونزا عبارة عن عدوى بالجهاز التنفسي يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، وخاصة لدى الأطفال الصغار وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ويحتوي مصل الإنفلونزا على جزيئات من فيروسات الإنفلونزا «غير فعّالة في التسبب بالمرض»، قادرة على تهيئة الجسم لتوفير المناعة ضد الانفلونزا، وخلال مدة تصل إلى أسبوعين يقوم الجسم ببناء أجسام مضادة للحماية من الفيروسات التي توجد في اللقاح. 

يتم تحديث لقاح الانفلونزا الموسمية سنوياً لتوفير الحماية ضد الفيروسات الشائعة التي تسبب المرض في كل عام ولكنها أفضل طريقة لمنع المعاناة الناجمة عن الإنفلونزا ومضاعفاتها، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها «CDC» بالحصول على المصل لكل الفئات العمرية بدءًا من 6 أشهر.

ويستغرق إنتاج اللقاح 6 أشهر، ونظرًا لأن فيروسات الإنفلونزا تتطور بسرعة كبيرة، ينصح بالحصول على اللقاح كل عام، ويتم إصدار لقاحات جديدة للإنفلونزا كل عام لمواكبة فيروسات الإنفلونزا سريعة التكيُّف، وبعد الحصول على اللقاح، يُنتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة للحماية من الفيروسات.