جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

رحيل بحجم النجاة.. وداعا الروائية ليلى الأطرش

 بهدوء، نجت ليلى الأطرش، حملت الامها وروايات ها ورحلت في غياب، هو ذاك الغياب المريح، لتلقي بأحبتها في السماء.

غيابها مؤلم فقد كانت مبدعة، أنيقة الروح والنفس،، قلبها في غياب دائم.. 

نعزي ارواحنا، نجاة ليلى، بعد أشهر من العزلة نتيجة مخاوف وحظر الكورونا.  

لروحها الطيبه، المبدعة السلام.

.. و"ليلى الأطرش" ، روائية  أردنية من أصول فلسطينية، ولدت في عام نكبة فلسطين سنة 1948، في مدينة بيت ساحور، وتوفيت اليوم في العاصمة عمان عن (73 عاما.

ترجمت روايتها وقصصها القصيرة إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكورية والألمانية والعبرية وتُدرّس بعضها في الجامعات.

كرست الراحلة  كتاباتها للدفاع عن قضايا إنسانية واجتماعية، ورصدت معاناة المرأة العربية ومن خلال أعمالها الروائية التسعة وأعمالها الأدبية الأخرى، ومقالاتها، وتحقيقاتها الصحفية وبرامجها التلفزيونية، وأخيرا الكتابة للمسرح. 
كانت من خلال  عملها الإبداعي  كمحررة للموقع الإلكتروني "حوار القلم"، تتبنى الكتابات التي تدعو إلى نبذ التطرف والعنف الاجتماعي والفكري، ونشر قيم التسامح والتعايش وعدم التمييز الجنوسي، كما رصدت معاناة المرأة العربية في أوطانها، وكسرت العديد من التابوهات بطرحها قضايا اجتماعية خلافية، تتوافق مع فكر وحرية ثقافية واسعة وتجربة اغتراب، واحتكاك مع الإعلام وادوات، عدا عن رصدها لحالة المرأة والأسرة في حالات اللجوء، والستات، والنمبات. 
ترأست   مركز "القلم الأردني"، المتفرع عن المنظمة العالمية المعروفة، بهذا الاسم للدفاع عن حرية التعبير، تعمل على تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين بين كتاب العالم عبر الموقع الإلكتروني حوار القلم للتقارب بين الثقافات، والتعريف بالكتاب والمفكرين والمترجمين العرب، مع التركيز على حرية الرأي والفكر، مع التصدي للتطاول على المسلمات الدينية، كما كانت توظف الإبداعات المشتركة في سبيل العدالة والحقوق.

اختارها تقرير التنمية الإنسانية العربية الرابع عن نهوض المرأة الكاتبات ممن تركن أثرا واضحا في المجتمع، واختارتها مجلة "سيدتي" الصادرة بالإنجليزية عام 2008 كواحدة من أنجح 60 امرأة في العالم العربي. كما اختارتها جامعة أهل البيت، ثم جامعة عمان الأهلية وحركة "شباب نحو التغيير" كشخصية العام الثقافية في الأعوام 2009- 2010-2011.

شاركت في برنامج الكاتب المقيم في جامعة أيوا الأميركية 2008، لفصل دراسي كامل، كما حاضرت في جامعة شاتام في بنسلفانيا، ونورث وست في شيكاغو، ومانشستر البريطانية، وجامعة ليون الثانية الفرنسية. ومنحت نوط الشجاعة الأمريكي. ترجمت بعض رواياتها وقصصها القصيرة ومقالاتها إلى 9 من اللغات الأجنبية، وقرر بعضها في جامعات أردنية وعربية وأمريكية، وقدمت عنها رسائل جامعية عديدة في بلدان عربية وفي إيران والصين والهند وباكستان. أسهمت في إعداد ملف الأردن في معجم الكاتبات النسويات الصادر بالفرنسية عن اليونسكو 2013. حولت بعض أعمالها الأدبية إلى مسلسلات إذاعية، ونالت برامحها الأدبية والاجتماعية جوائز في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون.
**أعمالها في الرواية:    

وتشرق غربا، 1988
امرأة للفصول الخمسة، 1990
يوم عادي وقصص أخرى، 1991
ليلتان وظل امرأة، 1996
صهيل المسافات، 2000 القاهرة، 3 آلاف نسخة ومكتبة الأسرة 5 آلاف نسخة، 2008
مرافئ الوهم، – طبعتان- الآداب بيروت وأوغاريت فلسطين، 2005
الأعمال الكاملة أمانة عمان، 2006
رغبات.. ذاك الخريف، التفرغ الإبداعي الأردني، 2009
أبناء الريح، الأهلية للنشر والتوزيع، 2012
ترانيم الغواية. منشورات ضفاف 2015
لا تشبه ذاتها 2019
ولها عدة مسرحيات    :
أوراق للحب 2011
البوابة 5 2015 
زرقاء اليمامة 2018 (مسرحية أطفال) 
في ظلال الحب 2019

نساء على المفارق، (مذكرات شخصية) بيروت، 2009
**في إبداع ها وحياتها الغنية بين الإعلام والابداع والادارة الثقافية، حصلت الراحلة على عديد الجتكريمات والجوائز، منها:
جائزة الدولة التقديرية في الآداب في فلسطين 2017 
أختيرت روايتها "ترانيم الغواية" ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العربي عام 2016.
اختيرت ضمن قلة من الكاتبات اللواتي أثرن في مجتمعاتهن، تقرير التنمية الإنسانية العربية الرابع
واحدة من أنجح 60 امرأة في العالم العربي، سيدتي (النسخة الإنجليزية)، ديسمبر 2008
جائزة الدولة التقديرية في الآداب في الأردن 2014.
جائزة "جوردن أوورد" كأحسن روائية أردنية عن "رغبات ذاك الخريف" 2010.
منحة التفرغ الإبداعي الأردني 2008.
الجائزة الذهبية عن إعداد وتقديم الفيلم التسجيلي" اليهود المغاربة" في مهرجان القاهرة، والجوائز الفضية عن إعداد وتقديم البرنامج التسجيلي "عرار شاعر ثائر" في مهرجان دول الخليج العربية في البحرين"، وعن إعداد وتقديم "بقعة ضوء" عميد الأدب العربي طه حسين، وهي حلقة من برنامج "فكر وفن" في مهرجان دمشق.
تكتب ليلى الأطرش، بعين الام والأخت، شخصيات تغوص في التاريخ والألم ومعاناة  المرأة في عالم يضطهد كل القضايا الوطنية والحضارية. 
.. في مسيرته نبل وقدرة غيبها الموت، فقد كانت ناشطة أدبية وانسانية لا تعوض. 
.. في وداعا، ألم وحسرة، ودعوة لإعادة قراءة أعمالها.