جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بسبب نشاطه الاستخباراتي في الجولان: كيف اغتالت إسرائيل النائب السوري مدحت الصالح؟

مدحت الصالح
مدحت الصالح

أفادت وسائل إعلام سورية، أمس السبت، أن النائب في البرلمان السوري والأسير المفرج عنه من السجون الإسرائيلية، مدحت الصالح قُتل نتيجة هجوم إسرائيلي في الجانب السوري من هضبة الجولان في قرية عين التين المجاورة لقرية مجدل شمس.

أدانت الحكومة السورية ليلة السبت إسرائيل لاغتيالها المزعوم للنائب السوري على الحدود مع مرتفعات الجولان، وقال رئاسة مجلس الوزراء السوري ” أن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد الشعب العربي السوري إلا تصميما وإصرارا على الاستمرار في مقاومة المحتل حتى تحرير كامل الجولان السوري المحتل”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا). وأعرب مجلس الوزراء السوري عن إدانته "لهذا العمل الإجرامي الجبان"، وفقا للتقرير.

وكان "الصالح" في آخر حديث له لوسائل الإعلام مؤخرا إن "الجولان جزء من الأرض السورية ولا يحق للاحتلال إقامة أي مشروع عليها". وشدد على أن أبناء الجولان "مصممون على معالجة مشاريع الاحتلال مهما كان الثمن".

من هو مدحت الصالح؟

يذكر أن "مدحت الصالح" من قرية مجدل شمس الدرزية في الجولان، وهو أسير أمني سابق في السجون الإسرائيلية، اعتقلته إسرائيل في الثمانينات بسبب تورطه في أنشطة معادية لإسرائيل وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا، بعد الإفراج عنه عام 1997 تسلل إلى الجانب السوري واستقر هناك وعمل نائبًا في البرلمان السوري لمدة أربع سنوات ممثلًا عن سكان الجولان، بعد ذلك تولى رئاسة وزارة مراقبة سكان هضبة الجولان التابعة لرئاسة الجمهورية السورية في الحكومة.

في السنوات الأخيرة، عمل في المخابرات السورية في بلدة عين التين.، مع استمراره في التركيز على جهود الدولة لاستعادة مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل عام 1967 وضمتها فعليا عام 1981.

عمل "الصالح" في الماضي على تجنيد أشخاص من مجدل شمس – وهي بلدة لا يحمل سكانها عموما الجنسية الإسرائيلية وما زالوا يتعاطفون إلى حد كبير مع دمشق – ليكونوا بمثابة أصول للحكومة السورية وجمع المعلومات الاستخبارية في إسرائيل.

وقالت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) إن مدحت الصالح استُهدف بإطلاق نار، وليس بغارة جوية، حيث أطلق قناص إسرائيلي النارا على "الصالح" وقتله بينما كان يقف بالقرب من منزله، على الحدود مع إسرائيل.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الأمر تماشيا مع سياسته المتمثلة في عدم الإقرار بأعمال محددة في سوريا، باستثناء تلك التي ترد على هجمات من إسرائيل.

عمليات إسرائيلية على سوريا

يمكن ربط الاغتيال، بجهود إسرائيل المستمرة لمنع إيران و”حزب الله” اللبناني من إقامة قاعدة عمليات دائمة على حدود الجولان.

شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية على أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا على مر السنين – كان آخرها ليلة الأربعاء الماضي، وفقا لتقارير في وسائل الإعلام سورية – لكنها نادرا ما تقر أو تناقش تفاصيل محددة لعملياتها.

تخشى إسرائيل من ترسيخ إيران لوجودها على حدودها الشمالية، وقد قصفت مرارا المنشآت المرتبطة بإيران وقوافل الأسلحة المتجهة إلى حزب الله.