نقاد عن رحيل فوزى فهمى: فقدنا أحد أبرز كبار المثقفين المحترمين
قال الناقد والأكاديمي يسري عبد الغني، معقبا على رحيل دكتور فوزي فهمي: "عمل الراحل رئيسًا للمركز القومى لثقافة الطفل، من جهوده إنشاء الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، والإشراف على ترجمة مائة كتاب للطفل، من الأدب العالمي إلى العربية مراعيا تبسيط اللغة الفصحى وتيسيرها قدر الإمكان لتناسب الناشئة وأذكر منها حكايات لافونتين الفرنسية، نذكر له ترجمة أعمال اندرسون وأعمال تشارلز بيرو وأعمال د-سوس وجون نيويري".
وأضاف الناقد الفني طارق الشناوي عن رحيل الكاتب المسرحي والأكاديمي دكتور فوزي فهمي: "فقدنا أحد أبرز كبار المثقفين المحترمين"، ورغم قلة إنتاجه المسرحي، فقد يحسب له أنه عبر ثلاث مسرحيات قدم فوزي فهمي حالة لواقع راهن الحياة المصرية في تلك الفترة.
وتابع تدرج فى المناصب ووصل إلى أهمها وأرفعها رئيس أكاديمية الفنون، استطاع أن يحدد علاقة المثقف بالسلطة فى أرقى معالمها، صحيح لم يقف على الجانب الآخر من الدولة، إلا أنه كان ينحاز للحق، الخط الأحمر، ألا يصل مع السلطة لمرحلة العداء، فهو يعلم كم هى قاسية جدا فى عقابها، إلا أنه لم يبع مبادئه، "ترمومتر" دقيق جدًّا يحركه مؤشره فى انحيازه للمثقفين، وفى نفس الوقت يأمن غضب الدولة.
ولفت الشناوي إلى أن طبيعة تكوين شخصية الراحل فوزي فهمي غير معنية بالضوء، وهذه إحدى أبرز الميزات الأصيلة في علاقاته مع القائمين على الثقافة المصرية.
وأشار الشناوي إلى أن اسم فوزي فهمي يعني الثقة والموضوعية اسم د. فوزى يعنى الثقة والموضوعية، أتذكر مثلا فى نهاية التسعينيات كان مسئولاً عن لجان التحكيم فى مهرجان "الإذاعة والتليفزيون"، وحدث تزوير فى لجنة السينما، التى أشارك فى عضويتها، حصلت نجمة كبيرة على جائزة ليست لها، وهى بالمناسبة صديقته، سألته: هل يشهد معى بالتزوير؟، فلم يكتف فقط بالشهادة، بل أرسل وقتها لرئيس المهرجان اعتذاره عن عدم الاستمرار فى رئاسة لجان التحكيم.
وأشار الكاتب الصحفي سيد محمود عبر صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك إلى أن “الدكتور فوزي فهمي كان شخصية فريدة من نوعها ، طوال أكثر من عشرين عاما في العمل الصحفي لم أقرأ له أي حوار صحفي وفي أكثر أوقاته كرما يدلي بتصريح لا يزيد على ٢٠٠ كلمة ، وذات يوم كتبت مقالا تمنيت عليه لو كتب مذكراته فاتصل بي قائلا: "كنت فاكرك اعقل من كده ، وضحكنا من القلب" واليوم حكيت لصديقي محمد الروبي وأنا أعزيه فقال لي: "هذا رجل يشبه عمر الشريف في فيلم ايوب لهاني لاشين ، لو كتب مذكراته لتعرض لنفس الضغوط".
وقدم الراحل العديد من الأعمال المسرحية والفكرية، وأثرى المكتبة العربية بمؤلفاته، وإنجازاته في أكاديمية الفنون المصرية، سواء في القاهرة أو روما.
من أهم مولفاته فى مسرح عودة الغائب كتبها سنة 1977، مسرحية الفارس والأميرة كتبها سنة 1979، مسرحية لعبة السلطان كتبها سنة 1986، وهو عضو "المجلس الأعلى للثقافة" منذ 2014.