جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مناقشة «موت منظم» بمكتبة البلد لأحمد مجدي همام الاثنين المقبل

مناقشة رواية موت
مناقشة رواية موت منظم

تستضيف مكتبة البلد مناقشة رواية "موت منظم " للكاتب الصحفي والروائي أحمد مجدي همام، وتناقشها الكاتبة الروائية والأكاديمية الدكتورة صفاء النجار، والكاتب محمد عبد السميع، وذلك في السابعة مساء الأثنين الموافق 18 من أكتوبر الجاري.

- أحمد مجدي همّام

و أحمد مجدي همام روائي وقاصّ وصحفي مصري مقيم في القاهرة، صدرت له في الرواية «أوجاع ابن آوى» (2011)، «عيّاش» (2016)، «الوصفة رقم 7» (2017)، وفي القصّة القصيرة «الجنتلمان يفضّل القضايا الخاسرة» (2014). كما صدر له كتاب اليوميات «تقارير إلى سارة» (2019)، وكتاب «مصنع الحكايات» (2017) الذي يضمّ 25 حوارًا مع أبرز الروائيين العرب.

وفازت مجموعته القصصية «الجنتلمان يفضّل القضايا الخاسرة» بجائزة «ساويرس» (2016)، كما وصل إلى القائمة القصيرة من جائزة «الأصفرى» للقصّة القصيرة (2018)، الممنوحة من الجامعة الأمريكية فى بيروت، واختير ضمن

 - من أجواء الرواية 

الشيطان يكمن في التفاصيل أيها الغريب، وأنت تطلب التفاصيل، هل تبحث عن الشيطان يا أستاذ؟ تريد أن تعرف ما الذي جرى مع جدودي في تلك السنوات البعيدة وكيف وصل نسلهم إلى مصر؟ يومًا ما سأحكي لك القصة العجيبة لجدي آرام، لكن ليس الآن. ليس منصفًا أن يبدأ أي شخصين تعارفهما بالكلام عن القتل. البشر قتلة يا أستاذ، يقتلون لأتفه الأسباب، اختلاف الدين والملة واللون واللغة والملامح، بل حتى اختلاف النوادي التي يشجعونها، يقتلون بمنطق "نحن" و "هم". ولا أعفي أي شعب من ذلك، حتى نحن، الأرمن، المقتولين في كل أرجاء الأرض، لا أعفينا من هذه التهمة. ولا أنسى أبدًا الآنسة تريز ترزيان معلمة اللغة الأرمينية في مدرسة كالوسديان في حي بولاق، التي لقَّنتني وكل الأطفال معي في الفصل: "الصلوات لا تُقبَل إلا إن كانت بالأرمينية". هذا ما كان، وهذا ما يدفع العالم كله الآن ثمنه.         

سأبدأ بالنصف الثاني من السؤال، سأبدأ بالقاهرة. في غرفة لها شرفة تطل على أشجار متشابكة، وُلِدتُ قبل 56 سنة، كان حي العجوزة حينها يضم أسرًا من طبقة الأفندية، وفي الشارع الذي كان اسمه دسوق -وتم تغييره بعدها بـ39 سنة، لمَّا رحل فريد شوقي أشهر سكَّانه ليحمل اسمه- صافحتُ الحياة للمرة الأولى.     

لم أشعر يومًا بأي نوع من الارتباك أو اللَّبس إزاء هويتي المزدوجة: مصرية أرمينية. هكذا ببساطة، كان النسيج الاجتماعي المصري في تلك السنوات يضم بقايا أطياف متنوِّعة تلاشت مع الوقت، طليان ويونانيين ويهود وأرمن.. اختفوا تمامًا في السنوات اللاحقة. لذلك ربما لم أشعر لوهلة بأي نوع من الاختلاف، فقد عاصرتُ بعضهم